مقالات وآراء سياسية

شباب الثورة والأمن القومي !!

محمد الربيع

وللأوطان في دمِ كلّ حرٍ – يدٌ سلَفَتْ ودينٌ مستحقُ
ففي القتلَي لأجيالٍ حياةٌ – وفي الأسري فديً لهمُ وعتقُ
وللحريةِ الحمراءِ بابٌ – بكلِّ يدٍ مضرجةٍ يدقُّ
،،، أحمد شوقي ،،،
✍️ تمثل قضية الأمن القومي في أيِّ دولة أم القضايا ومحور السياسات لأنها ترتبط إرتباطاً وثيقاً وعضوياً بحاضر الوطن والأمة ومستقبل الأجيال القادمة في شتي مناحي الحياة وتتعلق بالسياسة والإقتصاد والمجتمع والتربية والتعليم وقضايا الهوية والإنتماء والوحدة الوطنية وقبول الآخر والعيش المشترك والحفاظ علي الموارد والتراث وكل ما يخص التنمية والعدالة الإجتماعية وتكافؤ الفرص،،،،
بما أن أهم شعارات ثورة ديسمبر المجيدة بل أيقونتها هو شعار “حرية، سلام وعدالة” والذي تفتقت به عقول من دفعوا أرواحهم وحياتهم ثمناً لتحقيق هذا الهدف النبيل وليتركوا لشعبهم وللأجيال القادمة وطناً “يسع الجميع” يُؤسس للوحدة في تنوّع ويرتكز علي قبول الآخر في ظل العيش المشترك والإعتراف المتبادل، فإن شباب الثورة هم أولي بالحفاظ علي هذه المكتسبات التي ثاروا وإستشهدوا من أجلها وإسترخصوا فيها كل غالٍ ونفيس.

🔥 كلنا نعلم بأن النظام المقبور عمل بكل همة ونشاط علي تدمير كل أسس البناء الحضاري والسلوكي والقيمي للإنسان السوداني من خلال ممارسات ممنهجة لإذلاله وكسر شوكته وعملت أجهزته الأعلامية ومؤسساته التعليمية والحزبية علي نشر ثقافة الإنهزام واليأس والقنوط خاصة بين الشباب فتغيرت منظومة القيم وقواعد السلوك المجتمعي وإنتشرت ثقافة العنف وإنفرط السلم والأمن المجتمعين وساد الفوضي سلوك الجميع وأصبح الوطن غابة كبيرة تتحكم فيها قانون الغاب فقط وإنتشر القتل حتي داخل الأسرة الواحدة ،،،،

☀️إن من أوجب واجبات شباب الثورة هي المساهمة بفاعلية في الحفاظ علي الأمن من خلال القيام بدور الرقيب اليقظ والعين الساهرة خاصة وإن أهم المؤسسات المنوط بها حفظ الأمن ما زالت تعج بعناصر النظام المباد وكوادره المؤدلجين وأغلبهم يفتقد إلي الوطنية والحس القومي من خلال تبعيتهم لنظامٍ عقدي غسل أدمغتهم وبرمجهم ككائنات آلية تنفذ ما يطلب منها دون أي إعتراض وحتي “من غير ليه”؟ لذلك رأينا دورهم القذر في الفساد وإهدار الموارد القومية من خلال نهبها وتهريبها بطرق غير رسمية بهدف تجويع الشعب وإسقاط حكومة الثورة وليحرمون وطنهم وشعبهم من العملات الأجنبية فضلاً عن تدمير إحتياطي أحفادهم والأجيال القادمة في غباء مدهش وجهلٍ مضحك مما يدل علي تدني السقف العقلي وضيق الوعاء ،،،، ومن هنا ننبه كل الشباب ولجان المقاومة بإستلام زمام المبادرة في التصدي لكل ما من شأنه أن يعبث بقضايا الأمن القومي والأمن الغذائي من خلال تحكم حفنة من اللصوص والمهربين الأنانيين الذين يحاولون الثراء لأنفسهم فقط علي حساب الأربعين مليون سوداني فضلاً عن تدمير حصة الأجيال القادمة بمنتهي الأنانية والغباء ! عليه يجب علي الثوار تنظيم أنفسهم وأستلام كل المداخل والمعابر والبوابات والموانيء البرية والبحرية والجوية ومنع التهريب ….

✍️بجانب شباب الثورة يقف جيش الحركات الثورية علي أهبة الإستعداد لردع كل من تسول له نفسه من فلول النظام البائد الذين لا يزالون في مواقع حساسة التعرض لشباب الثورة بالمضايقة أو الإعتقال لمنعهم عن أداء دورهم الوطني ،، ثم يأتي أخيراً دور المواطن ووعيه بحقوقه الوطنية وواجباته القومية في المساهمة بالحفاظ علي موارده ومكتسباته من خلال سرعة التبليغ عن أي قصور أو فساد من مسؤول ،، فقد إنتهي زمن الخوف وتكميم الأفواه وجاء زمن العمل والبناء ،،، وحنبنيهو …….
وقبل الختام:
قسماً نصيغه حرف حرف
وطناً موسّم بالجمال
شعباً موحّد ومختلف
من بحرو لي حد الرمال
سحنات وأديان تأتلف
نبنيه لي حد الكمال

‫2 تعليقات

  1. البناء ليس بالشعارات ولا بالأماني فالبناء يجب ان يكون بغرس مبادىء جديدة بالشباب بحب العمل وليس بالتسكع بالطرقات والنوادي وستتات الشاي والقهوة وهذا للاسف هو ديدين شبابنا هذه الايام فواجب الحكومة الحالية هي توجيه الشباب وفتح ابواب نحو الانتاج حتى ولو بالعمل المؤقت لمواقع الحصاد والمصانع وذلك بعائد مجزي يجعل الشاب يتمسك به

    1. لازم ان يكون لشباب الثورة نصيب الاسد من مجندي الامن الداخلي واتركو لهم العمل وسترون النتائج وكلنا نامل بقيامة من فترة؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..