حزب البشير ينافس نفسه في انتخاباته الحالية

الخرطوم – طارق عثمان

بدأت الأيام تكشف فعلياً ان الحوار السوداني لم يعد سوى مصطلح يطلقه الحزب الحاكم من اجل بلوغ الانتخابات المقرر لها ابريل المقبل، اذ ان الكثير من القوى السياسية التي كانت داعمة لمسار الحوار انكمشت عنه وقاطعته ولم يتبق منها سوى القوى القليلة التي يقاس وزنها بوزن الريشة في الساحة السياسية السودانية، ويرى مراقبون ان الحزب الحاكم يحاور نفسه وينافس نفسه في الانتخابات.

ويذهب في اتجاه موت الحوار الوطني رغم محاولات نفخ الروح فيه المحلل السياسي عبدالله رزق والذي يرى في حديث لـ«البيان» ان «الحوار الوطني وصل إلى نهايته لعاملين يتمثل الاول في رفضه من العديد من القوى السياسية المعنية بالحوار بما جعل من الحوار نوعاً من الأضحوكة التي تتم بين الحزب الحاكم والجماعات المنشقة منه». او فسيفساء الأحزاب الاسلامية التي كانت جزءاً منه مثل حزب الطيب مصطفى «منبر السلام العادل» وحركة الإصلاح الان بزعامة غازي صلاح الدين وغيرهما في ظل غياب الأطراف المختلفة.

أما العامل الثاني بحسب رزق فيتمثل في «انفراد الحكومة بالتقرير في قضايا البلاد الجوهرية والأساسية التي هي اصلا من ضمن اجندة الحوار وموضوعاته على رأسها قضية الانتخابات نفسها وتعديل الدستور والذي مس نظام الحكم والحكم اللامركزي وقلص مركز السلطات في يد رئيس الجمهورية وجهاز الأمن الوطني، وهذه قضايا يفترض مناقشتها في الحوار الوطني».

كما أشار عبدالله رزق الى ان «الحكومة مضت في اتجاه اجراءات الانتخابات التي بدأ العد التنازلي لها في غياب الحوار الوطني او التوافق الوطني من جهة وغياب السلام مع استمرار الحكومة في تصعيد الحرب في المنطقتين ودارفور بالشكل الذي يعوق مشاركة المواطنين في تلك المناطق في الانتخابات وهذا يؤدي إلى ان الانتخابات ستفتقر للشعبية الواسعة والشروط الديمقراطية التي تجعل منها عملية شفافة»، وأضاف ان هذه مؤشرات تدل على ان الحزب الحاكم لم يستطع ان يتقدم خلال عام بأي خطوات عملية تدفع بمبادرته للحوار إلى الأمام.

بدوره يرى استاذ العلوم السياسية والاستراتيجية د. محمد العباس في تصريح لـ«البيان» ان «الحديث عن قضية انتخابات ليس له معنى في الوقت الراهن، ما لم يتم الاتفاق على رؤية حول الأسلوب الذي يحكم به السودان، فالحديث عن الانتخابات حاليا ليس مهماً»، ويضيف أن «الاحزاب بما فيها المؤتمر الوطني الحاكم يفتقر للقيادات الشابة التي يمكن ان تتفهم المستقبل بصورة افضل، والتي يمكن ان تدفع لمعالجة القضايا والحوار والوصول الى حقائق السلام بصورة سليمة».

البيان

تعليق واحد

  1. وليس ينافس نفسه فقط
    انما ذهب الى ابعد من لك بكثير حيث يجود بالدوائر الانتخابية ويوزعها كيفما يشاء وكيفما يريد فيعطي من يريد ويحرم من يريد بلا حسيب ولا رقيب حتى انه تجاوز الشعب السوداني وهو المعني بالدستور والاتخابات حتى اصبح شاهد ما شافش حاجة
    الا ان السودان استطاع ان يضيف للديمقراطية طعما ومذاقا سودنيا خالصا حيث باتت الدوائر الانتخابية يتم توزيعها وتفويز من يريدون فوزه ثم لياتي بعد الفوز الى حقائب وزارية ومناصب دستورية ولا يسمع له بعد ذلك صوتا وحراكا الموجود الغائب
    انها تجربة سودانية وفريده في تطور مفاجئ للديمقراطية

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..