مقالات وآراء

قرار البرهان..الولدة الأولى لفكرة العقد الاجتماعي ..حِلاقة

معمر حسن محمد نور

بدا لي غريباً أن أول تصريح تم تداوله من فضل الله برمة ناصر ،رئيس حزب الأمة المكلف احتجاج على عدد المختارين من حزب الأمة في مجلس شركاء الفترة الانتقالية وأنهم ليسوا بشحاذين بل يريدون أن يأخذوا حقهم بوزنهم. ذلك في الوقت الذي كان الكل  يرجم قرار البرهان بأثقل الأعيرة وأقذع الصفات. لكن التصريح الذي دخل به الحزب سوق الانتقادات للقرار بعد الاول ، أزال أسباب الغرابة. فأصل الأمر مأخوذ من فكرة العقد الاجتماعي . لذلك كان الطلب في المزيد من المقاعد التي تتناسب مع الوزن الجماهيري . ووشى التصريح بأن هنالك تشويهاً للفكرة في القرار . الذي بدا أنه نوقش أثناء مفاوضات السلام وعلى ضوئها زج في الوثيقة الدستورية .فحركات الكفاح المسلح تنضوي تحت مجموعة نداء السودان الذي يجمعها مع حزب الأمة .وهم شركاء التفاوض مع النظام المباد فيما سمي في الساحة السياسية بالهبوط الناعم. لذلك تلاقت تصريحات موقعي اتفاق السلام مع حزب الأمة في توسيع الحاضنة بقبول الاسلاميين حتى .
إذن روح القرار من نفس طينة الفكرة . فتجمعهما سمة واحدة ،وهي روح الوصاية . وهي ليست بغريبة لا على العسكر ولا على الحزب الذي تسنده طائفة لبيت فيها خصوصيته مهما تغير القادة.وأما العسكر ، فتاريخنا السياسي كتاب مفتوح لفضحهم في هذا الجانب.
ومشكلة عقلية الوصاية بحيلها مختلفة ، أنها وجدت ما أعطته الوثيقة لقوى الحرية والتغيير كثيراً علي بعض القوى الفاعلة ، فقررت أن تنازعها فيما ورثته من الحراك. دون أن يعملوا على الإبقاء على التحالف كصمام أمان يمسك بالشارع بعد تكوين أجهزة الحكم الانتقالي. وهذا تحديداً سبب التشاكس في تكوين المجلس التشريعي.فعنده ، تكون الرقابة على الأداء الحكومي مسئوليته.ولا تأثير على المجلس إلا حيوية الشارع  بتبدلاته وفق تطور الفترة الانتقالية،وهذا ما تتحاشاه هذه عقلية الوصاية تحديداً .
وعند تسجيل ملاحظتنا على المواقف ، نجد أن حمدوك ، قد أضاف على رده للكباشي ، موقفاً جديداً. فبحصافة شديدة رفض القرار . لكن الرفض أتى من مجلس الوزراء وليس منه شخصياً. ما جعل الجهاز التنفيذي بقيادته ،في مواجهة جملة من الجهات التي بحثت عن مخارج تخفف بها مسئوليتها عن القرار وأولها عسكر المجلس السيادي والحركات المسلحة ومركزية الحرية والتغيير والحركات الموقعة . وتماهى بذلك  مع الشارع الرافض.ما أجبر المجموعة على الحديث عن لجان لمعالجة القرار.
أما بؤرة الضوء الكبرى ، فهي حيوية الثورة واستمرار جذوتها متقدة رغم كل الصعوبات. وهذا ما لم نرتاب فيه لحظة واحدة.

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..