أطويلٌ ليل دارفور.. أم يطول؟ا

أطويلٌ ليل دارفور.. أم يطول؟؟

الصادق المهدي الشريف
[email protected]

?إقرأ هذا الخبر أولاً.. ثمّ أصبر على التعليق : أصدر الرئيس البشير قراراً بتكوين (مكتب متابعة السلام فى دارفور) برئاسة د. أمين حسن عمر وزير الدولة برئاسة الجمهورية وعضوية آخرين حيث يقوم المكتب بالاشراف على إتمام جهود احلال السلام في دارفور ومتابعة تنفيذ اتفاقية السلام.
?ومن المهام التي أسندت أيضاً لدكتور أمين (اعداد مقترح بالسياسات والإستراتيجيات نحو دارفور بالتشاور مع أجهزة الدولة ومتابعة تنفيذ قرارات رئاسة الجمهورية فيما يخص السلام في دارفور).
?انتهي الخبر.. وبدأ التعليق.
?القرار الرئاسي يبدو (ردّ فعل) أكثر منه فعلاً كاملاً.. ردّ فعل على طلب د.غازي صلاح الدين التنحي عن ملف دارفور.. لهذا لم يُمحِّص الرئيس أيُّ الإنقاذيين يختار لمشكلة دارفور!!.
?الدكتور أمين حسن عمر.. رجلٌ عرك المفاوضات.. منذ بدايات تفاوض الإنقاذ مع خصومها الشماليين والجنوبيين والغربيين.. وقد اكتسب مهارة كبيرة في هذا الجانب.. جانب التفاوض عبر (أوراق العمل).. وليس (التفاوض المباشر).
?ف(أمين) يمكن ان يضع كل مسودات الحوار بين السودان ودول العالم.. ويبثُّ عبرها ثقافته العالية.. التي اكتسبها من خلال عمله التنظيمي في الحزب الشيوعي والحركة الإسلامية.
?لكن.. ماذا نفعل مع أقدار الله؟؟.. أمين حسن عمر رجلٌ لم يكتب له الله القبول بين الناس.. بين أهل الوسط قبل أهل دارفور.. وبين المثقفين قبل أنصاف المتعلمين.. وبين أنصاف المتعلمين قبل الأميين.
?وهو الآن من (الإنتلجنسيا).. الذين يكتفون بعلاقاتٍ محدودةٍ مع عليَّة القوم من أهل الحكم.. وأهل الثقافة.. و(قد) لا يأبه لأيِّ رأي يصدر من غير أولئك.. رغم أنّ الله لم يحصر الحكمة بين أولئك.
?حكى لي أحد المفاوضين من حركة العدل والمساواة في مفاوضات الدوحة الأخيرة.. قصصاً غريبة لا تصدر من الشخصية السودانية البسيطة.. دعك من الإسلامي الملتزم.
?قال أنّ (أمين حينما يدخل الى غرفة التفاوض لا يلقي السلام على الجالسين).. ومضى الى القول (ظننتُ في البدء أنّه يعتقد أن إلقاء التحية هو تنازل حكومي.. لهذا يمتنع عن السلام.. لكن في إحدى المرات.. جآء د.أمين باكراً.. فوجدناه داخل القاعة.. وألقينا عليه التحية.. فلم يردها علينا!!!!!).
?كان من الممكن أن نكمل المقال بعلامات التعجب.. لكنّنا نريد بكلّ صدق حلاً لمشاكل أهلنا في دارفور.. حلاً في هذه الأيام الأخيرة لرمضان قبل العيد.. وحلاً في عيد الفطر قبل عيد الفداء.
?لهذا نتوجسُّ دائماً حينما يمسك الملف الدارفوري شخصاً قد يقود الى تعقيد المشكلة.. ولا يأبه لحلها.. ولا لحال أهلنا في المعسكرات.
?لذا توجسنا حين أمسك الفريق قوش بهذه الملف وقتما كان مديراً لجهاز الأمن.. تخوفنا من النظرة الأمنية التي لا تستصحب السياسة.
?ونتوجس الآن من إمساك د.أمين بهذا الملف.. الذي يحتاجُ الى المرونه.. ويحتاج الى القبول الإلهي.. ويحتاجُ الى التوفيق الرباني.. ويحتاج الى إنسان بسيط.. يعرف كيف يعاني البسطاء.
?انتظروا بداية التشاكس بين د.أمين وسلطة دارفور الإنتقالية التي ستتكون بموجب إتفاق (الدوحة).

صحيفة التيار

تعليق واحد

  1. مش لو جا امين وذهب غازي لو مسكو الملف دا ذاتو للمراحيم السادات وبيقن مابتتحلا …مابتتحلا. لكن الحلو بحلها وبحلنا منهم وسوف تري

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..