مقالات سياسية

الايام الاخيرة للدولار

(التكنولوجيا المنقذة .. اذا لم يتم تدمير العالم قبل ذلك )

كان الهدف من المقالات السابقة تحت هذا العنوان الايضاح ، بشهادات من اصل النظام الراسمالى ، بان الايام الاخيرة للدولار كعملة عالمية ، بل وتدهور قيمته المحلية بما انعكس على حياة الشعب الامريكى ، ليست الامظاهر للازمة الخانقة التى يمر بها النظام الراسمالى فى قلب الدولة القائدة ، بل وفى السائرين الجدد على درب الرأسمالية ! هذا الانهيار قد يحدث خلال العام الجارى ، كما يظن الكثيرون من الشاهدين من اهلها ، وقد يتأخر لاسباب موضوعية ناتجة عن بقايا ايجابية من النظام ، مثل المبادرة الفردية . وقد ينتهى كل ذلك مع النهاية المتوقعة ايضا بسبب الجشع الراسمالى الذى اصبح يهدد العالم بحرب لاتبقى ولاتذر ، وقد ظهرت نذرها بالفعل فى سوريا وافغانستان وكوريا . من الايجابيات التى قد تؤخر الانهيار الكامل للنظام ، التطور التكنولوجى الهائل فى ثلاث مجالات على الاقل . وهذا سيكون موضوعنا اليوم .

اولا: تكنولوجيا المعلومات : هناك قفزة بدأت بالفعل فى مايسمى بانترنت الاشياء (INTERNET OF THINGS) ، التى تخطت الثورة المستمرة فى هذا المجال ، التى تعرف بانترنت الاشخاص ، ذلك لانها كانت توصل الاشخاص ببعضهم . اما هذا التطور الجديد فهو يجعل الاشياء تتفاهم مباشرة مع بعضها ! ولم يعد هذا التطور نظريا ، بل انه ظهر بالفعل فى شكل منتجات عملية ، منها السيارة بدون سائق ، فهذه تتفاهم مع السيارات والاشياء الاخرى مثل علامات المرور والعوائق المختلفة التى تقابل طريقها . المصيبة فى هذا التطور ، من الوجهة الرأسمالية ، انه يجعل العمل اليدوى شئ من التاريخ ! وهكذا تتحقق النبوءة الماركسية بان ذاتية عمل الماكينات ( Automation ) مع الملكية الخاصة لوسائل الانتاج ، سيجعل اغلب المجتمع عاطلا ، بينما تزداد ارباح الملاك ! ولكنه مع الملكية الاشتراكية سيجعل من الممكن تحقيق شعار ( لكل حسب حاجته ) .

ثانيا : التكنولوجيا الحيوية :( Biotechnology) فى هذا المجال ايضا هناك مكتشفات خطيرة الاثر على المعرفة فى مجال البيولوجيا بما سيعود بتطورات هامة فى مجال الزراعة والطب والانتاج الحيوانى وكل ماله صلة بالاحياء . المثال العجيب فى هذا المجال هو موضوع الماريجوانا . وهى ، كما تعلمون ، من انواع المخدرات النباتية التى كانت ممنوعة فى الولايات المتحدة وكندا حتى وقت قريب . ولكن فجاة قام عدد من الولايات بتقنينها ومن المتوقع ان يحدث ذلك بالنسبة للولايات الامريكية الاخرى وكذلك كندا ! طبعا السؤال الذى

يدور بخلد الكل لماذا هذا الاهتمام المباشر بهذا المخدر . الاجابة فى التكنولوجيا . عدد من الشركات بحثت فى الموضوع لسنوات عديدة وتوصل بعضها لعلاجات لامراض مستعصية كالسرطان ، بل ان المكتشف فى هذا المجال ربما يكون بالعشرات .

ثالثا : التكنولوجيا الحربية : التطور الطبيعى مستمر فى هذا المجال بسبب المنافسة الحربية والتجارية ، غير ان الموضوع شهد تطورا كبيرا فى الفترة الاخير ، وذلك لعدة اسباب :

* دخول الصين الى جانب روسيا فى المنافسة ، مع ملاحظة التغيرات السياسية التى حدثت فى البلدين وجعلتهما ينافسان فى مجال مناطق النفوذ الاستعمارية .

* دخول الاستعمار الامريكى الى مرحلة الشراسة ، الدليل مايحصل فى الشرق الاوسط وافغانستان وكوريا .

* مجئ ترامب ، الذى يعبر ايضا عن الازمة التى تمر بها الولايات المتحدة . وقد وضح من ايامه الاولى فى البيت الابيض انه سيعمل بكل الاساليب ليحقق وعوده الانتخابية بجعل امريكا دولة عظيمة مرة أخرى . وفى هذا المجال أكد نيته لصرف تريليونات الدولارات على تطوير التكنولوجيا الحربية ، خصوصا فى مواجهة الصين .

لكل هذا ولغيره ممالا يسمح المجال بسرده ، قد يتأخر الانهيار ، ولكنه قادم لامحالة من وجهة النظر الماركسية ، وكذلك بشهادات بعض أهل النظام ، وبما يحدث فعلا على الارض لكل مراقب لايغره البهاء الظاهر ، ولكنه ينظر الى ما وراء ذلك ، هذا اذا لم يسبق كل بهذا الدمار الشامل للعالم !

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..