لماذا دوله مدنيه لادوله دينيه ؟ (2) اا

لماذا دوله مدنيه لادوله دينيه ؟ (2)
تاج السر حسين
[email protected]
ذكرت فى المقال السابق أن مجرد المناداة بدوله (دينيه) فى أى بلد على أى شكل من الأشكال، أو العمل على منح دين معين ميزه على باقى الأديان والمعتقدات، فهذا يعنى تصنيف أقصائى وعنصرى يطال مجموعه من أهل ذلك البلد ويضعهم فى الدرجه (الثانيه) وربما الثالثه .. فالمسيحى فى دولة (الشريعه الأسلاميه) يأتى بعد المرأة المسلمه!
ولذلك فأن اى مشروع سياسى لا يمكن أن يعتبر جاد وعملى، اذا لم يوضح فيه شكل الحكم وعلاقة الدين بالدوله، ولهذا فجميع أهل السودان يعلمون وجهة نظر (حزب الأمه) كمثال فى شكل الحكم، ورؤيته لعلاقة الدين بالدوله، وهى لا تختلف كثيرا عن رؤية (المؤتمر الوطنى)، لذلك تحدث الكثير من التفاهمات وتوقع العديد من الأتفاقات بينهم، ويلاحظ المراقبون الى تأثر كوادر حزب الأمه السابقه أو الحاليه بذلك الفهم وبتلك (الثقافه) التى فى الغالب تكون موروثه لا مكتسبه !
وذكرت فى ذلك المقال أن (الشباب) والطلاب يقع على عاتقهم الفعل (الميدانى) والمواجهة لأحداث التغيير، وهذا لا يمنع أن يشارك (المثقفين) منهم لا (المتعلمين) وحدهم، فى القضايا (الفكريه) والحواريه على ان لا تكون وحدها شغلهم الشاغل، وهذا هو سبب نجاح تجربة (الحركه الشعبيه) السودانيه، لأننا ما كنا نلاحظ (للشباب) يهتمون لقضايا الحوار والأتفاق والأختلاف مع الكيانات المعارضه الأخرى، أكثر من اهتمامهم بالعمل الميدانى، الا بعد أن حققوا كثيرا من طموحاتهم وأعترف بهم العالم كله وفى المقدمه النظام السودانى.
وهكذا كان حال الشباب الذى سبقنا وفجر ثورة أكتوبر، وهكذا كان حالنا مواجهة ميدانيه مستمره ويوميه حتى تمكنا من الأطاحه بنظام (النميرى) فى انتفاضة ابريل 1985، دون تطاول أو سوء أدب فى التحاور مع (الكبار) الذين كان لهم دور مقدر فى تلك الأنتفاضه، وهذا هو التعريف الصحيح للتغيير الذى حدث فأبريل لم تكن (ثوره)، كما عرف الدكتور / عزمى بشاره (الثورات) فى حديثه بجامعة القاهره عن (ربيع) الثورات العربيه خاصة ما حدث فى تونس ومصر.
قال الدكتور/ عزمى بشاره: أن الثورتين التونسيه والمصريه، أجبرتا النظام الحاكم على تصحيح نفسه ? اى لم يحكم الثوار ? وأنما حكمت نخب كانت تشارك فى النظام السابق.
وقال (( التعريف العلمى الدقيق للثوره، هو حراك شعبى يطيح بنظام سابق ويهدم كل مؤسساته ? الشرعيه ? ويقيم مؤسسات جديده، تكتسب شرعيتها من الثوره نفسها)).
وذكرت فى أكثر من سانحه نحن (كجبهة سودانيه للتغيير)، نقدم رؤيتنا لشكل الحكم ولعلاقة الدين بالدوله، من (الآن) وفى ذات الوقت نعمل على تغيير النظام بجميع الوسائل ونمد ايادينا بيضاء للجميع ونتحالف مع كافة الشرفاء والمخلصين (الجادين) من أهل السودان، لأحداث ذلك التغيير، وعلى ألآخرين أن يقدموا رؤاهم وأفكارهم، حتى لا يتكرر ما حدث فى مصر من خلافات بين الثوار بعد نجاح ثورتهم، ولهم عذر فى ذلك لأن الثوره فأجاتهم وأنهيار النظام بتلك السرعه فاجأهم مثلما فاجأ اكثر الناس تخيلا لما يمكن أن يوؤل اليه الحال فى مصر.
وأختم هذا الجزء بكلام مهم للغايه للمفكر المصرى، للأستاذ/ جمال البنا الذى قال فيه : ” أنه يرفض سعى (الأخوان المسلمين) فى مصر للوصول لكراسى الحكم، لأن السلطه مفسده ولو حكم ملاك لتحول الى شيطان .. ويرى أن يتحول الأخوان المسلمين الى جماعة دعويه أو خيريه تعمل فى مجال محو الأميه، وأضاف : هى قادره على ذلك”.
ثم قال :” أن اتجاه الغرب (للعلمانيه) لم يكن رفضا للدين، وأنما رفضهم لتدخل (الكنيسه) فى ذلك الزمان فى السلطه وفى تعيين الحكام، وألآن ما عادت الكنيسه تدخل”.
وللحديث بقيه.
عضو امانة الأعلام بالجبهة السودانيه للتغيير.
اساس مشكلة الحكم فى السودان ان النخبة التى يفترض ان تتولى الامر تنأى بنفسها متخذة نهج الاستاذ جمال البنا وترى فى السلطة مفسدة وبالتالى يكون المجال متاحا للانتهازيين الوصوليين المنتفعين وهؤلاء لايرون فى مصلحة الامة واجبا يجب القيام به
اذا تولى اشخاص ذوى كفاءة ونزاهة وضمير مقاليد الحكم فى اى بلد فحتما لن يضار احد سواء ان كان نهجهم دولة دينية او مدنية لان ديدن هؤلاء النخبة هو العدل والمساواة فى الحقوق والواجبات للكل
ولا اعتقد ان مسلما او مسيحيا او لا دينى يمتعض من الحق او يستعلى عليه
الاهواء اذا لازمت السلطان صار الحكم مفسدة
وكفى قول المصطفى ص الدين المعاملة
وهو ص قد جاوره يهوديا مؤذيا فما تأفف عليه السلام من ذلك اليهودى رغم ان اليهود معروفة خصالهم
شباب التغيير والتغيير ذات نفسه اقرب من مرمى حجر ولكن ما يبطئ من عجلته هو حذر الناس مما هو قادم
فلينبرى للشعب هؤلاء النخبة – وهم كثر يكفون البلاد ويزيدون – وليذهب الذين ما فتئوا يغرفون من كل حوض حينها تتخلص البلاد من الفساد وينصلح حال العباد
كان يجب أن تكون أكثر وضوحا ويكون عنوان المقال لماذا دولة علمانية لا دولة دينية لان وضع المدنية في مقابل الدين فيه إيحاء بأن الدين ضد المدنية
الاسلام كفل الحرية لكن علماء التيار السلفي اختلط عليهم الامر ومن أسباب ذلك أن الغرب لما جاء احتلنا وسمى احتلاله استعمار وحرية فهذا من الأسباب أن الحرية أعطونا الكلمة ولكنها تعني الاستعباد لهم فخاف الكثير من العلماء، السبب الآخر الثاني أنهم تحدثوا عن قضية الخلاعة ونشر المجون وكذا وسموا هذا حرية وسموا حقيقة التفلت سموه تحررا سموه حرية فخاف العلماء أن هذا الأمر يعني حرية والحقيقة ليست هذه، الحرية هي قدرة العالم والمثقف وجميع طبقات المجتمع في تطوير ذاتها وفي تطوير مجتمعاتها والخلاص من القيود السياسية وغيرها من القيود الفكرية