مقالات وآراء سياسية

اللهم لا تجعل مصيبتنا في وزارة خارجيتنا ..

د.فراج الشيخ الفزاري
============
الصحفي الكاتب المصري ، المعروف ،أنيس منصور، له كتاب مشهور بعنوان( تكلم حتي أراك). وعنوان الكتاب مأخوذ من مقولة للفيلسوف اليوناني(سقراط)..حينما رأي احد تلاميذه صامتا ولا يشارك زملائه في المناقشات الفلسفية الدائرة .كان فتا أنيقا ومهذبا وتبدو عليه أثار النعمة ..ولكنه لايتكلم..فخاطبه (سقراط) قائلا: تكلم حتي نراك!! وبالطبع فان ( سقراط) كان يري الغلام…ولكنه يريده ان
يتكلم…ومن خلال كلامه سيراه علي حقيقته من حيث المظهر والجوهر.
وعندما تكلمت المنصورة بنت الامام،ويا ليتها لم تتكلم، في زيارتها الاخيرة لجمهورية مصر العربية، رأها المصريون عارية تماما من الثقافة والمعرفة والدبلوماسية التي تمثل قمة الهرم فيها لجمهورية السودان!
وللأسف، هذه هي المرة الثانية التي تسقط فيها الدبلوماسية السودانية أمام الدبلوماسية المصرية، وكأن الأمر مقصودا. فقد فشلت من قبلها السيدة/ أسماء محمد عبدالله في الحديث ومجارات وزير الخارجية المصري في زيارته للسودان…ثم تكرر الأمر معها عند استضافتها في( البي بي سي) في برنامج( بلا قيود) حيث كانت تقرأ اجاباتها من الورق كتلميذ خائب يسترق إمتحانه ! ..فكانت (سقطة) ان لم نقل ( فضيحة) في الدبلوماسية السودانية ذات التأريخ والسمعة الحسنة ونحن نتذكر تلك الأسماء العظيمة أمثال: مبارك زروق، محمد احمد محجوب، أبراهيم المفتي، فاروق أبوعيسي، جمال محمد أحمد…وغيرهم حتي علي مستوي السفراء.
ان ماقالته وصرحت به ، المنصورة بنت الامام، في تلك المقابلة الخارجية، ليست بالضرورة ملزمة لحكومة السودان ، ما دام حديثا في الهواء، وليست تلك هي المشكلة، ولكن المشكلة اننا لا زلنا غير مدركين لأهمية وخطورة ان تكون وزيرا للخارجية..وزارة سيادية تنطلق منها مؤشرات خارجية تقاس بها سياسة الدولة وامكانياتها الداخلية والخارجية.
وزير الخارجية، هو الدبلوماسي الاول لبلاده. ومن أهم واجباته حماية مصالح بلاده السياسية والاقتصادية والثقافية والدفاع عن حقوقها لدي شتي الهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية، والسهر علي انماء وتوطيد العلاقات الودية بين بلاده والدول الاجنبية..وان يكون لبقا ، متحدثا، ذكيا، لماحا، يعرف متي يتحدث ومتي يسكت ومتي يلمح…ويعرف تاريخ وجغرافية وانسان بلاده وما يدور في العالم من حوله
ويحكي عن الامير سعود الفيصل، أقدم وزراء الخارجية في العالم ، حيث مثل بلاده في هذا الموقع الحساس لمدة اربعين سنة..فقد سؤل ، اثناء توتر علاقات السعودية بالولايات المتحدة الامربكيةعام (2004) فقال واصفا تلك العلاقات، بأنها ( زواج اسلامي) ، تستطيع المملكة الاحتفاظ بزوجات عدة مادامت تستطيع ان تعدل بينهن.
ان مصيبتنا في وزارة الخارجية، تحديدا، تكمن في سؤ اختيارتنا لمنصب الوزير دون اعتبار لاهميتها السيادية…رغم أن هذه الوزارة تعج بالكفاءات المشرفة من السفراء وقدامي الدبلوماسيين المحترفين، أصحاب الخبرة والدراية بدروبها ومسالكها الوعرة..اصحاب الثقافة والياقات البيضاء والاناقة في المظهر والملبس .ولو كان الامر بيدي، لجعلت من الوزارات السيادية ، ومنها وزارة الخارجية، حكرا علي العاملين فيها من المهنيين الأكفأ..وألا تخضع ابدا للمحاصصة السياسية والحزبية..تلك المحاصصة التي كان من نتائجها ان جاءت لنا بالمنصورة بنت الامام وزيرا للخارجية

‫6 تعليقات

  1. من شبكة الفصيح :
    إذا قلت لدينا معلمون أكْفَاء (جمع كفء أو كفؤ)، فالمعنى أنهم متساوون أو نظراء وقد يكون التساوي في القوة أو الضعف.
    وإذا قلت لدينا معلمون أكِفَّاء (جمع كفيف)، فالمعنى أنهم عميان لا يبصرون.
    وإذا قلت لدينا معلمون أكْفِيَاء (جمع كَفِيٍّ ) فالمعنى أنهم على كفاية أو دراية كافية، فالكفي هو من يكفيك عند الحاجة ويقوم بالعمل خير قيام.

    منقول
    شبنهور: مفرد كفء وكفؤ وكفي لها مغان مشتركة تشمل الند المساوي والأهل القادر على المهمة، ولكن الفرق تكمن في صيغة الجمع: فالجمع أكْفاء تعني أنداد فقط، وأكفياء تعني فقط ذوي أهلية وقدرة أما أكِفّاء فهي جمع كفيف أي كفيف البصر.

  2. صدقت فى مقالك…وما الذى كنا نتوقعه من مريم الصادقابنة ابيها …(لا فصاحه ولا سلاسه فى اللغه العربيه ولا حسن اختيار لمنصب فرضته المحاصصه علينا)…من هى لتعطى هكذا حق لاى دوله لتاتى و(تستعمر….أى تستثمر )…كلمه لها تأويل ومعنىمغاير تماما من الجهه السياسيه . هذه اولى اخفاقات حكومة المحاصصات …ونسال الله أن لا ينكبنا فى الاخرين الذين تبوءوا المناصب فى هذه الحكومه بالمحاصصه.ارحموا هذا الشعب …كفانا تجارب على حسابنا.

  3. أؤيد ما جاء بالمقال ..وزارة الخارجية يجب أن تكون حكرا علي العاملين بها خاصة قدامي السفراء المشهود لهم بالوطنية و النزاهة …ال المهدي لازم ينحشروا في اي حكومة منذ الاستقلال و حتي الآن. .و ماذا قدموا للسودان؟ ؟هذه المنصورة الشباب بحسهم الوطني الثوري طردوها و انزلوها من المسرح عندما جاءت تخاطب ندوة لثوار البراري و ذلك لدور حزب الأمة المخزي عند فض الاعتصام. .كما تم طرد الفاضل المهدي و الصادق عدة مرات من فعاليات مشابهة .لكن هم جلدهم تخين و ما بيحسوا ..للأسف الشديد جميع الاحزاب و الحركات الموجودة بالساحة غير وطنية و تسعي لمصالحها الخاصة علي حساب مصلحة السودان

  4. ليس بالضرورة أن يكون وزير الخارجية من من بين العاملين فيها فقط فالوزراء الناجحون ممن وردت اسماؤهم في مستهل المقال ليسوا من المهنيين العاملين فيها بإستثناء جمال محمد أحمد رحمه الله..الأمر ليس كذلك هل خضعت السيدة مريم لأية دورة تنشيطية ولا ما يسميه الفرنجة ب( orientation coaching) إعادة توجيه أو ما يمكن وصفه بإعادة ةالصياغة فهى طاقة جبارة ولكنها لم تجد الصياغة الكافية لترتقى للغة الديبلوماسية وهذه مشكلة فمثلا تركيزها الشديد على ثوبها جعلها تتراخى فى إنتقاء الكلمات المناسبة للظرف الصحفى.. شعورها أيضا أمام سامح شكرى جعلت ثقتها بنفسها مهزوزة فضلا عن المواضيع التى تم بحثها نضيف لذلك إرث حزبها التاريخى تجاه مصر كل هذه كانت عوامل ظلت تعتمل في داخل مريم الصادق وهى تواجه إعلام القاهرة الكثيف وبدت مرتبكة مترددة وزاغت عيناها من الأضواء نضيف لها إنها المرة الاولى كتجربة لها لتمثل السودان وعلى سنم الديبلوماسية سيما وأن الخارجية لازالت وكرا للإفاعى وعشا للدبابير .. عموما الفرصة أمامها لترتقى بأدائها أو أجبارها على التنحى فالوظيفة العمومية كالديبلوماسية ليست مجالا للعب وفرص المحاولة والخطأ فيها قليلة جدا وقد تكون قاتلة ومصيبة…. نعم أبوها الصادق المهدى وهو نفسه رحمه الله لم يسلم من النشان الخطأ… بل قيل عنه أنه كان ( a powerful horse in the wrong direction ) أى حصان قوى في الإتجاه الخطأ فقد اضاع فرصا فرصا لم تتهيأ لأى سودانى لجعل السودان دولة ذات شأن بل ويقال إنه أضاع حزبه ايضا..

    1. فعلاً لقد أضاع حزبه، فهو أول من قاد إنشقاقاً في حزب الأمة منذ نشأته ضد عمه الهادي، ثم إستمرت الإنشقاقات إلى يومنا هذا!!!!!!!!!!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..