أخبار السودان

صندوق في شكل خازوق

إطلعت علي إعلان صحفي بمقدار ربع صفحة عن عطاء يعلن عنه الصندوق القومي لرعاية الطلاب،والذي كان إسمه فيما مضي الصندوق القومي لدعم الطلاب،فقرر أصحابه يوماً ما أن يغيروا صفته من الدعم إلي الرعاية،فلا وجد الطلاب دعماً ولا رعاية قياساً علي أحداث دامية كانت داخليات الطلاب مسرحها في الخرطوم والدلنج علي سبيل المثال،أستشهد فيها طلاب في مقتبل عمرهم،فقط لأنهم احتجوا علي رداءة بيئة السكن،أو طالبوا ب(مرتبة)،ومن لم يمت برصاص العسكر الذين حتماً يجتاحون الداخليات بعلم الصندوق-إن لم يكن بطلبه-فهم يطردون خارج السكن الداخلي حتي ولو في أيام العيد كطالبات جامعة الخرطوم،اللائي لا زلن مشردات،ولولا حملة (التضامن) المالية الخارجية والداخلية المستمرة إلي الآن لكنّ الآن في عداد الأموات جوعاً وعطشاً،بينما السدنة والتنابلة ينفقون المليارات علي الإنتخابات المضروبة،والمليارات علي الإحتفالات بنتيجة الإنتخابات المضروبة،والمليارات علي حكومة ما بعد الإنتخابات المضروبة،أما عن مصدر هذه الأموال العامة التي لا يراها الشعب في الصحة والتعليم فاسألوا أهل العلم من أصحاب(ويكيليكس).
وبالعودة لقصة الإعلان الصحفي،فهو عطاء لتوريد 130 ألف (عباية)وبالعربي الفصيح عباءة،زائداً نفس العدد من الطرح (جمع طرحة) علي أن يستلم الراغبون في التقديم للعطاء المذكور كراسة العطاء ? التي تحوي شروط وتفاصيل العطاء-من مكاتب الصندوق الكائنة شرق كوبري الحرية مقابل 500 جنيه لا ترد .
واحترت في أمر كراسة العطاء ذات السعر الباهظ(نص مليون جنيه قديم)،والأمر يتعلق بعباية وطرحة،وليس بعمارة أو شؤون هندسية،ولكنها علي أي حال إيرادات مالية لا يستهان بها تدخل(خزنة)الصندوق دون تكلفة تذكر.
والصندوق الذي ينفي دوماً أنه واجهة سياسية،يتبين الآن وبالدليل العملي أن أولوياته(الطرحة والعباية)وليس تحسين بيئة السكن أو توفير(كفتيرة وكباية).
والداخليات في عهد الصندوق،تقسمت إلي نوعين،بحسب ساكنيها،فالأثرياء في مدن جامعية علي شكل فنادق،والفقراء في داخليات كأنها(فنادك) جمع فندك(بضم الفاء)،تفتقر لأبسط المقومات،وتطفح فيها الحمامات،وتسرح فيها الفيران والفارات،والمراوح الشغالة من سابع المستحيلات.
ومع ذلك فأولويات الصندوق (تحجيب الطالبات،وحجبوها من عيني)،لا يهمه إن كنّ جائعات،أو فطورهن (المنقة بالشطة) أو اللقيمات،و ميزانية الصندوق المالية من أموال عامة تؤخذ من الناس علي شكل ضرائب ورسوم وجبايات،فانظر عزيزي القارئ إلي أوجه الإنفاق التي ليس لها علاقة بالطلاب،لكن علاقتها وثيقة بالمشروع الحضاري(الإنقاذي).
ما يحدث يدعم نضال الطلاب المستمر،في المطالبة بعودة السكن الداخلي إلي ما كان عليه سابقاً،بمعني ان تكون الداخليات تحت إشراف الجامعات،وهو مطلب أكثر من عادل،فإذا كان سكن الأطباء تحت إشراف وزارة الصحة،وسكن الشرطة يتبع لوزارة الداخلية،فلماذا ينتزع فقط سكن الطلاب من جامعاتهم إلي صندوق(العباية)!!
في غير هذا الزمان،ستبحث محاكم الثورة عن أصول الجامعات وأين ذهبت!! المزارع والمخابز والمطابع،والداخليات والصوامع،وستدخل البنات إلي الجامعات من دون(براقع)،وستختفي الصناديق(الفواجع)،واعاين (فيهو) واضحك وأمشي (اجيهو) راجع.

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..