مقالات سياسية

جُلباب الوالد واسع يا دكتورة..!!

ما اختلفنا يوماً على قُدرة الإمام الصادق المهدي المُدهشة عليه الرحمة في تطويع اللغة وتطعيمها بالغريب النادر من المفردات والتي تحتاج لأن يلجأ أهل اللغة للبحث في قواميسها عن المعنى، كُنّا نستمتع بخطاباته السياسية رغماً عن اختلافنا معه في مضمونها، وبأحاديثه التي تدُل على سعة ماعونه المعرفي في الكثير من العلوم الأخرى، وظنّنا بأنّ الإمام قد أورث من هُم بعده في الحزب كُل ثروته المعرفية وذهب إلى ربه راضياً مرضيا، ودافع الظن الحسن هو رؤيتنا لفصاحة لسان ابنته مريم في طلاتها الكثيفة عبر المنابر والوسائط، وقوة حُجتها عندما دفع بها حزب الأمة كمُمثلة له في الكثير من الفعاليات، والتي أقنعت بها حزبها وقادة الحكومة الانتقالية في أنّها الأنسب لحراسة بوابة الدبلوماسية السودانية وليتها لم تفعل.

شتان ما بين العمل في فضاءات النشاط السياسي (الحزبي) وما بين العمل في وظيفة رسمية يجب أن يتجرّد فيها الموظف من أفكاره الشخصية والحزبية ويتقيّد فيها بضوابط العمل الرسمي، والخارجية وزارة سيادية كبيرة تحتاج لمقدرات ومؤهلاتٍ دبلوماسية عالية وضح جلياً بأنّ الوزيرة مريم لا تمتلكها، لقد طلبنا منها في هذه الزاوية بأن تقرأ بتأنّي صفحات ملفات خلافاتنا الشائكة مع العالم ومشكلاتنا المُعقدة معه والتي لن تستطيع الخارجية وحدها حلحلة شربكتها، إلّا باللجوء للوزارات الأخرى ذات الصلة بالمُشكلات التي كانت سبباً في قطع العلائق للتعاون معها للحل النهائي.

ظهرت مريم في أول لقاء دولي لها مع وزير الخارجية المصري ظهوراً باهتا، لقاء حشدت له الحكومة المصرية كعادتها الفضائيات وأهل الإعلام وقادته في مصر ليشهدوا جميعاً على ما يفلت من لسان المسؤول المُستضاف للاستفادة منه، وقد انعقد لسانها واستعصت عليها المفردات، وهربت منها الردود القوية للرد على أسئلة الصحفيين المُعقدة، وقد طال بحثنا عن مريم المنصورة (الكلّامة) ولم نجدها، رُبما رهبة المنصب الوظيفي (الكبير) وشُح خبراتها في العمل التنفيذي، ورُبما أخذتها المُكابرة وإدعاء المعرفة في كُل الأشياء إلى عدم العودة إلى مسؤولي الخارجية الكبار قبل السفر لاستشارتهم والعمل بنصائحهم للخروج بسلام من مثل هذه اللقاءات. لن نقسو عليك بالنقد يا دكتورة، وكُلنا أمل في أن نجد في قادم اللقاءات دكتورة مريم وقد زالت عنها رهبة المنصب الكبير، وعادت إلينا بوجه آخر يتشرّف به السودان، ونوصيك أيضاً بأنّ جُلباب الوالد الإمام أوسع بكثير منك فابحثي عن ما يُناسبك حتى لا نُكثِر من عقد المُقارنات بينك وبينه. وقبل الخُروج دعونا نسأل هل خلا حزب الأمة برحيل الإمام من كفاءات يُمكن أن يدفع بها الحزب لملء هذا المقعد الخطير..؟

الجريدة

‫2 تعليقات

  1. الحل بسيط .
    قبل الادلاء باي تصريح على اجهزة الاعلام يجب على السيدة وزيرة الخارجية تحضير مسودة خطاب رصين يشتمل على كل االمضامين التى تريد ايصالها ثم عرض هذه المسودة على معاونيها في وزارة الخارجية للتقويم والتنقيح ثم بعد ذلك تلقيه على الحضور بدون زياة او نقصان. اما في الحالات التي تحتاج فيها الى الارتجال والاجابات المباشرة فيتوجب عليها الالمام الكامل بالموضوع محل السؤال ثم الاجابة باقتضاب غير مخل.

  2. هل نظل للابد يتاوب على حكمنا بيوتات بعينها بالوراثة وبملكية مستترة ويتعلمون الحلاقة فى روؤس اليتامى. السودان به من الكفاءات التى تستطيع شغل اى وظيفة او وزارة بأقتدار . ولكن مصيبتنا الكبرى هى اننا لازلنا نعيش بعقلية عام 1885

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..