بروفيسور الجزولي دفع الله وحديث الذكريات «2/2» :الديمقراطية قماش يفصله كل حزب حسب مقاسه

الصحافة تفتح جراب ذكريات بروفيسور الجزولي دفع الله «2/2»الديمقراطية قماش يفصله كل حزب حسب مقاسه
حوار: حنان كشة تصوير: الطاهر ابراهيم
مارس بروفيسور الجزولي دفع الله العمل الطوعي والإغاثي وقبل هذا وذاك هو طبيب وسياسي إنطلاقا من ذلك كله ولأهمية إفاداته جلسنا إليه ودونا شيئا من الوقائع التي إحتجبت خلف عباءة الزمان وفتحنا جراب ذكرياته الممتلئ عن آخره بصور أثرت في تشكيل واقعنا بكافة أبعاده خاصة البعد السياسي والإجتماعي، فهو شاهد عيان على الإستقلال ورئيس التجمع النقابي الأول ونقيب الأطباء خلال عامي 1982م ــ 1986م كما أنه تقلد منصب رئيس الوزراء خلال الفترة الإنتقالية التي أعقبت إنتفاضة أبريل ويشغل منصب رئيس اللجنة القومية لمكافحة المخدرات وفوق هذا وذاك فللرجل تجارب عديدة في تلك المناحي وغيرها صقلته بخبرة إستحقت الوقوف أمامها ? وضع القضايا تحت مجهر تشخيصه الدقيق وشرع يفصل في أوجه القصور وكتب روشتات علها تعيد الأمور إلى وضعيتها المثلى?
ما هي أبرز المكتسبات التي تحققت للأطباء فيما يتعلق بممارسة المهنة؟
أهم المكتسبات وحدة الأطباء وإحترامهم للنقابة رغم الإختلافات السياسية وأيام نميري وبدا ذلك جليا عامي 1982م و1985م وأيام نميري كان الأطباء مع الإسلاميين ولم يخرجوا عن أي قرار من قرارات النقابة ولا أعتقد أن هناك كثيرا تحقق.
هل تأثرت وحدة النقابة؟
النقابة «تضعضعت» الآن ليس لها إجماع وليس لها صوت فيما يتعلق بقضايا الأطباء والمهنة ولا بقضايا الأمة وقد لزمت الصمت وذلك ينطبق لحد كبير على كل النقابات المهنية الأخرى لكن ثمة سؤال يفرض نفسه مفاده هل حرية الإختيار كانت مكفولة للنقابات والإجابة بالطبع لا فقد تم تذويب نقابة الأطباء في كيان هلامي أطلق عليه اتحاد المهن الطبية وذلك يضم كافة الموظفين والعاملين في الحقل الطبي وصارت كغيرها من النقابات التي تتمتع بثقل قياداتها والتي جاءت عن طريق الإنتخاب الحر وذلك بعد قيام ثورة الإنقاذ الوطني التي إستفادت من الأحداث التي وقعت في عهد النظام المايوي.
على ماذا كنت تستند في رؤيتك التي روجت لها بأن الحكم الديمقراطي هو السبيل الأمثل لحل مشكلة الجنوب؟
أنا أعتقد أن الديمقراطية درب طويل ومتعرج لكن في نهاية المطاف هو أسرع الطرق للوصول للغاية وأي نظام عسكري في بلادنا أعقبه نظام سياسي يروج إلى أنه ديمقراطي إنطلاقا لأنه يدرك في قرارة نفسه أن لا مستقبل إلا للنظام الديمقراطي فيخرج نظام ديمقراطي على هواه يلبسه ثوب الديمقراطية وحسب رؤيتي فإن الديمقراطية قماش يفصله كل حسب مقاسه وكنت في ذلك الوقت أعتقد أننا إذا تناقشنا مع إخوتنا الجنوبيين وتوصلنا لحلول ديمقراطية مقبولة كان من الممكن تفادي ما حدث وفي الواقع نحن لم نبذل أي مجهود لإبقائهم معنا طالبوا بالإنفصال وودعناهم ووضعنا يتنافى تماما مع ما وقع في المملكة المتحدة وأسكتلندا وذهبوا ثم عادوا بمشاكلهم ثانية.
نظام الحكم بالبلاد ظل تبادلا بين الحكم العسكري والحكم الديمقراطي. أين المخرج؟
المخرج حكم ديمقراطي يعبر عن إرادة الشعب فجميعنا إستبشر خيرا حينما ألقى الرئيس البشير خطاب الوثبة في العام 2014م وأعتقدنا أن ستكون بعده مرحلة جديدة في تاريخ البلاد وكنت أنا شخصيا بين المؤيدين ولما دعيت لترؤس قطاع العمل الطوعي في الحوار الوطني بمعية ستة عشر ممثلا للقطاع الطوعي جلسنا على مدى ثلاثة أشهر وأخرجنا توصيات سياسية وأدلينا برأينا بصراحة وأوردنا أننا نريد فترة إنتقالية وحكما إنتقاليا وحوارا وطنيا يفتح أبوابه لكل الناس بما فيهم المعارضون سياسيا ليتم التحاور ومن ثم الوصول لنتائج بحيث يتم توفير الحريات بإيجاد ممهدات لها على أن يتم ضمانها بالقانون بمشاركة نخبة من أبناء البلاد الموثوق فيهم وكثير مما قلناه لم يعمل به.
في رأيك هل أدى الحوار الوطني النتيجة المرجوة منه؟
كلا لم يؤد الحوار للنتيجة المرجوة منه.
كيف تم اختيارك رئيسا لمجلس الوزراء عقب الإنتفاضة؟
لقد ثنى إختيارى رئيس نقابة موظفي المصارف، ووافق بقية الاعضاء على ذلك.
كيف تقبلت الأمر؟
بأمانة لم أفكر مطلقا في الجلوس في ذلك المنصب نهائيا بدليل أننا كنا نعمل على إختيار من يشغل منصب رئيس الوزراء بعد أن إخترنا كل الوزراء وعندما تم إختياري تحسست قليلا وكدت أرفض حتى لا يفهم من الأحداث التي سبقت ذلك أننا كنا نسعى لتقلد مناصب بإتجاه آخر كان السودان في وضع سيئ للغاية ولم أشأ ربط شخصي بمسئولية كبيرة فترؤس مجلس الوزراء أمر ليس بالسهل فمكثت ثلاثة أيام أفكر وبعد ذلك تحدث معي كثيرون عن أن هذا هو الدور الطبيعي الذي يفترض أن ألعبه بعد المجهود الكبير الذي بذلناه للإنتفاضة فوضعت في محك ولم أجد بدا من الموافقة فقبلت وكنت متخوفا جدا «والبتبلبل بعوم» لكن الأمور سارت بعد ذلك.
هل صحيح أن الراحل جون قرنق كان يرتب لإنتفاضة على حكومة نميري؟
لا علم لي بذلك لكني أعتقد أن الإنتفاضة أفسدت خطة جون قرنق فقد كان يطمح أن يحكم السودان وحركته في ذلك الوقت أثبتت وجودا معقولا لكنه لم يكن مستعدا للتعاون مع الحكومة الإنتقالية ولو تعاون كان تاريخ البلاد قد تغير وأول ما فعلته بعد تقلدي منصب رئيس الوزراء تقديم دعوة له باللغة الإنجليزية فحواها أن يا أخ جون نحن الآن نظام خدمي والبلاد في مرحلة مفصلية ومكانك معنا وحتى الآن لم نفعل شيئا ولم يرد إلا بعد فترة طويلة بعد عدة مكاتبات.
كيف تم التخطيط للإنتخابات الحرة والنزيهة بشهادة الجميع وكنت أبرز المساهمين في ذلك؟
أول يوم دخلت مجلس الوزراء كان يوم سبت وإستدعيت شخصا يدعى محمد عبد الدائم الذي أصبح لاحقا رئيس لجنة الإنتخابات وقد كان عضوا في لجنة إنتخابات سابقة وكانت معرفتي به وكلفته برئاسة اللجنة وتقديم مقترحات لأعضاء اللجنة وقد كان وذلك أول قرار إتخذته.
إعتبرت أن حكومة عبود كانت أفضل من حكومة نميري ما هي مبررات ذلك الرأي؟
حكومة عبود كانت حكما عسكريا لكنهم لم ينغمسوا كثيرا في تغيير الواقع السياسي والإجتماعي وكانت الإدارة تقريبا على ما كانت عليه قبل ذلك وعبود تخلى عن الحكم دون أن يقوم بعمليات قمع تحسب عليه أما نظام مايو فقد فعل ما لم يفعل قبل ذلك حيث إنه بدأ يساريا فأيده الشيوعيون ثم تغير ليكون قوميا عربيا مع الناصريين وأخيرا أصبح إسلاميا وأثر على الواقع السوداني تأثيرا كبيرا كما أن فترة حكم عبود كانت أقل من فترة نميري وعلى العموم فلكلاهما جوانب سلبية وأخرى إيجابية لكن جوانب مايو السلبية كانت كثيرة.
ما هي أبرز تلك السلبيات؟
أهمها ذلك التغيير والقمع والتسلط ، ونميري كان يجلس في المسجد يوم الجمعة فيكون هو الإمام ورئيس الاتحاد الإشتراكي ورئيس الجمهورية يفعل ما يشاء وعندما عارضه القضاة حل النظام القضائي وأصبح يعينهم واحدا واحدا وعندما عارضه عمال عطبرة وقف العمال وأوقف عمران المدينة فبدا الإستبداد واضحا بالرغم من أن نظامه إستقطب شخصيات ذات وزن منهم جعفر بخيت ومنصور خالد وغيرهما لكن الأجواء كانت لا تسمح بتقديم أي شيء إلا عبر الرئيس.
لكن بالرغم من ذلك مازال الشعب السوداني يكن إحتراما كبيرا للراحل نميري. ما هو السر؟
هذا يصب في خانة الحنين للماضي وعادة ما يردد السودانيون عبارة العهد الجميل لزمن معين لمبررات يرونها هم وفي الواقع أن الشعب أصبح محبطا مثلما قلت سابقا ويتباكى على الماضي.
ما هي البصمات التي تركها إنتماؤك للحركة الإسلامية؟
في البداية لابد أن أؤمن أني أحتفظ بعلاقات طيبة جدا مع عدد كبير من الإسلاميين وأني أحبهم في مقدمتهم الراحل الترابي حيث إننا عملنا فترة طويلة في جامعة الخرطوم أيام كانت الحركة الإسلامية في أوجها والعمل في الحركة الإسلامية من حنتوب الثانوية وكنت فيها من القيادات حتى جامعة الخرطوم التي كنت فيها الطالب الوحيد الذي دخل المكتب التنفيذي وذلك صقلني بخبرة في التعامل مع الناس وقد إستفدت منهم أثناء شغلي منصب نقيب الأطباء كما أنها أكسبتني علاقات كبيرة وإستفدت منها كذلك عندما صرت رئيس مجلس الوزراء.
ما هي أبرز عيوب الممارسة السياسية في السودان؟
الأفكار غير المربوطة ببرامج عمل وفقدان الثقة بين الأطراف السياسية والإرادة القوية الصلبة على مواصلة أجندة العمل المطروحة على قلتها على سبيل المثال لدينا أفضل دستور مكتوب لكن المكتوب شيء والواقع شيء آخر وما يمنحه الدستور باليمين يقيده القانون باليسار.
هل من مقارنة بين الطب في زمانكم واليوم؟
الطب كان محصورا في كلية الطب جامعة الخرطوم وعند دخولي الكلية كانت تلك طفرة حيث إن عدد الطلاب الذين تم قبولهم وقتها أربعة وعشرين طالبا فقط والتي تسبقها كانت تضم إثنا عشر طالب والتي تليها كانت تضم ستة طلاب فقط وكان عدد طلاب الجامعة جميعهم ثلاثمائة وخمسين وكان أولئك الطلاب درسوا شهادة كيمبردج وأكسفورد ولم تكن هناك شهادة سودانية كما أنه بعد تخرجهم تلقوا تدريبا نظريا وعمليا جيدا لذلك كانوا مقتدرين وكان الأساتذة مؤهلين بإمكانيات كبيرة حتى داخل المستشفيات ممن سبقوهم في الإلتحاق بالمهنة كذلك من أسباب التميز إبتعاث الأطباء حديثي التخرج للعمل في أنحاء البلاد المتفرقة بعد التأكد من تأهيلهم وأنا مثلا أبتعثت للعمل بكادوقلي ومكثت هناك عامين ثم أبتعثت للعمل بمستشفى رفاعة، وفيما يتعلق بكليات الطب الأخرى التي أنشئت كان لابد لها أن تستفيد من تجربة جامعة الخرطوم وذلك لم يحدث.
إتهام لك بوصفك رئيس اللجنة القومية لمكافحة المخدرات التي تنام طول العام وتستيقظ أياما معدودة. ما ردك على ذلك؟
ذاك تقييم ظالم فاللجنة منشأة بقرار جمهوري في أواخر تسعينات القرن الماضي بما يتماشى مع قانون مكافحة المخدرات والهدف منها العمل مع الشرطة بمكافحة المخدرات من مصادرها كجانب شعبي لتتكامل الأدوار والغرض منها رفع الوعي الشعبي بمضار المخدرات وأن لكل فرد دور ينبغي أن يلعبه واللجنة مكونة من مهنيين يعملون بوزارات ذات الصلة ومواطنين لهم إهتمام واللجنة مهتمة بالشباب خاصة طلاب الجامعات حيث إننا أجرينا دراسة منذ سبع سنوات في ثلاث عشرة جامعة من جامعات الخرطوم تحصلنا على آراء 5% منهم بما يعادل ثمانية آلاف طالب من خلال إستبيان محكم وكانت النتيجة أنه لا توجد جامعة من الجامعات التي أخضعناها للدراسة تخلو من تعاطي للمخدرات قل أو كثر بين الجنسين لكن الذكور أكثر من الإناث وبعض الجامعات أكثر من الأخرى وبإختصار فإن كل ما وجدناه يدعو للقلق والإهتمام وملكنا الدراسة لرئيس الجمهورية والمجلس الوطني ووزير الداخلية وفي دراسة حالية أجريناها هذا العام في ذات الجامعات هي قيد التحليل رفعنا نسبة المشاركين من الطلاب إلى أربعة عشر ألف طالب.
ما هي أسباب إرتفاع معدلات تعاطي المخدرات؟
في نظري أن الإهتمام والإعلان عن كل ما يتعلق بالمخدرات أصبح أكبر ويبدو ذلك جليا في وسائل الإعلام حتى أصبحت هناك إستراتيجية لمكافحة المخدرات وقبل ذلك لما كان أمر المخدرات بعيدا عن الأضواء الإعلامية وما يقع في قبضة الشرطة حتى في الدول التي لديها إمكانيات واسعة لمكافحة المخدرات يعادل فقط 10% من جملة الكميات الموجودة في المجتمع وثمة أمر آخر أن أنواع المخدرات أصبحت كثيرة فالمعروف منها قبلا في السودان كان البنقو فقط وهكذا تغير الواقع السوداني مثلما تغير في العالم.
الصحافة.
الذى تشاهده الان من الفساد الى موت الشباب فى العالى البحار والمخدرات انت لك اليد الطولى فيه لابد ان تكون اول من تحاكم من قبل الثوار وشعب السودان علانية مع باقى المتامرين مع المتاسلمين فقط للتوعية
سوار الدهب .. الجزولي .. بدرية .. الله يؤذيكم بقد ما آذيتم هذا الشعب الصابر.
عفوا بروف الجزولي لن نحترم اي مسؤل او مسؤل سابق او اي شخصيه عامه لها
تاثير وثقل اي كان نوعه, ولا ينتقدما يحصل من مهازل وتردي وفضوي وسرقه
وفسوق ودجل ومتاجره بالدين, ….فاليغيره بلسانه وهذا اضعف الايمان
قبل هذا الجزولي لم يحصل الكيزان على أكثر من ثلاث مقاعد في البرلمان في جميع الانتخابات التي جرت.
ولكن هذا الجزولي فصل قانون الانتخابات وبالذات دوائر الخريجين ليفوز الكيزان بأكثر من أربعين مقعدا.
الذى تشاهده الان من الفساد الى موت الشباب فى العالى البحار والمخدرات انت لك اليد الطولى فيه لابد ان تكون اول من تحاكم من قبل الثوار وشعب السودان علانية مع باقى المتامرين مع المتاسلمين فقط للتوعية
سوار الدهب .. الجزولي .. بدرية .. الله يؤذيكم بقد ما آذيتم هذا الشعب الصابر.
عفوا بروف الجزولي لن نحترم اي مسؤل او مسؤل سابق او اي شخصيه عامه لها
تاثير وثقل اي كان نوعه, ولا ينتقدما يحصل من مهازل وتردي وفضوي وسرقه
وفسوق ودجل ومتاجره بالدين, ….فاليغيره بلسانه وهذا اضعف الايمان
قبل هذا الجزولي لم يحصل الكيزان على أكثر من ثلاث مقاعد في البرلمان في جميع الانتخابات التي جرت.
ولكن هذا الجزولي فصل قانون الانتخابات وبالذات دوائر الخريجين ليفوز الكيزان بأكثر من أربعين مقعدا.