لماذا نختلف مع عبدالحي يوسف

لماذا نختلف مع عبدالحي يوسف

احمد سعيد / السويد
[email][email protected][/email]

قبل الخوض في الاختلاف لا بد بداية من الاعتراف بأن شخصية هذا الرجل تدعو للاعجاب .. فهو ذكي فطن سريع البديهة فصيح مفوه متبحر في تخصصه وفوق ذلك ? وعلى عكس الكثيرين من شيوخ النكد ? هو خفيف الظل حاضر النكتة ..

مقدراته العالية وشخصيته الجاذبة بالإضافة إلى حضوره الأعلامي المكثف جعلت له العديد من المتابعين والمعجبين المؤمنين به والذين من بينهم للأسف من يتلقفون كلامه كيفما كان بعد أن غابت لديهم (الفلاتر) العقلية القادرة على تصفية وفرز الخطأ من الصواب ..

حضرت الكثير من دروس عبدالحي يوسف في الماضي عندما كنت طالبا في الجامعة .. استفدت منها كثيرا حينها .. لكني عندما انظر اليها الآن بنظرة رجعية بعد مرور سنوات طويلة استغرب جدا كيف سمحت له بالعبث بأفكاري الى هذا الحد ليقلب موازيني الانسانية بادعاء أن هذه رغبة الله ..

اتذكر بوضوح في بداية (الألفينات) كيف كان يدافع بشراسة عن (الشيخ) أسامة بن لادن ويصفه بأسد الإسلام وشيخ المجاهدين ويمجد كل أفعاله حتى رسخ حبه في قلوبنا ونصرته في أرواحنا .. وكم أثنى على طالبان وحكمها .. وأن نموذجهم هو النموذج الإسلامي الحق الذي يحبه الله ويرضاه .. وأنهم يتبعون به تماما نهج الرسول الكريم وخلفائه الراشدين ..

بالنسبة لي وقتها كشاب متحمس ذو عاطفة دينية متقدة كلام عالم علامة كعبدالحي كان لا يمكن أن يكون إلا الحق .. وهنا مكمن الخطر العظيم .. فرجال كعبد الحي يوسف لا يعبرون عن آرائهم الشخصية إنما يدعون أنهم يعبرون عن حكم الله وإرادته ومشيئته .. وبالتالي يدخلون في الأذهان فكرة مغلوطة هي أن الإعتراض على كلامهم هو اعتراض على كلام الله .. وأن نقد أفكارهم إنما هو نقد لدين الإسلام ..

سنين عددا استغرقتها من حياتي حتى أتخلص من سحر هذه الشخصية وبعض الأفكار المسمومة لتيارها ولأرى الأمور على حقيقتها كما هي عليه لا كما يريديني شخص ما أن أراها .. لتتجلى لي الشمس في رابعة النهار .. نعم مازلت أكره السلوك الامبريالي الأمريكي لكني أكره بن لادن وتنظيمه أكثر .. فهم قتلوا من المسلمين عشرات أضعاف ما قتلوا من غيرهم وعاثوا في الأرض فسادا وروجوا أكثر الأفكار شذوذا وتطرفا مدعين أنهم بكل ذلك انما يسعون لتحقيق ارادة الله وأوامره .. تماما كما يدعي ذلك عبدالحي يوسف .. بينما الحقيقة أنهم أناس ذوو عقول مشوهة وفهم مقصور ونفوس منفكة عن انسانيتها .. ولا يختلفون عن جورج بوش ورامسفيلد وغيرهم من شبقي الحرب الامريكان سوى في أنهم نجحوا في الإساءة للاسلام أكثر بكثير من ما نجح اولئك في الاساءة لأمريكا ..

البحث في منابع هذه الأفكار الضالة التي يتبناها عبد الحي يوسف يقودك مباشرة إلى مستنقع الأفكار المتطرفة في السعودية .. هناك لديهم صورة من اللاسلام هي نفسها التي نشأ عنها النموذج الطالباني .. والتي انتشرت بأموال البترودولار إلى شتى البلدان باسم السلفية .. خلاصتها مجموعة من رجال الدين احتكروا تفسير الدين من الزاوية الأضيق .. وعينوا انفسهم ناطقين باسم الله .. ولديهم أتباع كثر من الروبوتات الانسانية التي تفعل ما يقولون بلا تفكير طمعا في دخول الجنة ..

تبني عبد الحي يوسف وغيره من الشيوخ السودانيين للنسخة السعودية الوهابية المتنطعة من الاسلام واحتفائه بالشيوخ السعوديين القادمين لترويج فقه البدو الاقصائي الضيق والمصادم قاد فعلا وسيقود لظهور المزيد من المتطرفين المهووسين ? كما هو حاصل بوضوح مع سلفيي مصر ? مما يقود بدوره لإذكاء الصراعات الطائفية والمذهبية ? مع الصوفية مثلا ? التي نحن في غنى عنها .. ويخلع عن السودانيين التسامح والفهم الواسع المتزن الذي كان دائما رمزا لتدينهم ..

لكن الصفعة الأكثر صدمة وإيلاما التي وجهها عبد الحي يوسف لجموع السودانيين كانت تصريحه غير الموفق إبان اشتعال المظاهرات الطلابية في يوليو الماضي عندما قال ” لا نقول كما قال اخوتنا المصرييون الشعب يريد اسقاط النظام .. بل نقول الشعب يريد تطبيق الشريعة .. فنحن في بلد يحسدنا عليها كل الدعاة ” !!

قد يكون كلامه عن الدعاة الذين يحسدونه صحيحا .. فهو يمتطي سيارة لاندكروزر فارهة لا يحلم بها أي داعية في أي بلد آخر .. لكني متأكد أنه ما من أحد في العالم كله يحسدنا على بلدنا هذه ثاني أكثر البلدان فسادا في العالم .. ولا على عاصمتنا رقم سبعة على قائمة أكثر العواصم سوءا في العالم .. ولا على اقتصادنا الأول في نسبة الانكماش في عام 2012 متقدما حتى على اليونان .. ولا على نسبة التضخم التي تجاوزت الـ 40 % .. ولا على عشرات الآلالف من الشباب الذين فروا هذا العام من هذا الوطن المحسود بحثا عن أي عمل يقتاتون هم وأهلهم به .. ولا على مئات الآلاف غيرهم من الشباب العاطلين الذين افترسهم اليأس .. ولا على البلد الذي انقسم وما زالت الحرب تأكل من أطرافه .. ولا على هذا الوضع المزري الذي لم يسبق للسودان ان انحدر إليه من قبل .. كل ذلك ربما لا يعني شيئا لعبدالحي ما دام الدعاة يحسدونه على مسجده الفاخر ذو المكيفات السبليت والسجاد الفاره الذي يرسل من على منبره هذه الرسائل المحبطة لجماهير الشعب السوداني المكلومة ..

أكاد أكون مقتنعا بأن عبد الحي يوسف أذكى كثيرا من أن يكون عالم سلطة .. لذلك خوفي كل الخوف أن يكون مؤمنا بما قال .. وأن يقنع الآلاف الذين يحبونه ويقدرونه بأن ذلك هو حكم الله وما جاء به الإسلام الحق .. لأنه بذلك يجعل الله في صف هذه الحكومة الباطشة الظالمة ضد هذا الشعب المظلوم ..

تعليق واحد

  1. وانت حسع عايز تقوا ايه يا شيخنا انت؟؟ويعنى انت افهم منه؟؟ وابصم بالمليون لا والف لا.. خليك فى سويدك احسن

  2. لا اعتقد انك كنت فى يوم من الايام احد تلاميذ او اتباع الشيخ عبد الحى يوسف لان عبد الحى يوسف لاعلاقة له بالوهابية سوى انه درس فى جامعة المدينة وهو اقرب للاخوان المسلمين تنظيمه القديم اما سيارته اللاندكروزر فقد اختلطت عليك الاسماءفهى برادو على ما اعتقد ولكن ليست لاندكروزر ولا نسئ الظن به فقد اغترب فترة من حياتة خارج السودان فربما كانت حصاد غربته فهو علامة ولا يشق له غبار اما علاقته بالحكومة ورئسها البشير هى المأخذ واتمنى ان يتناول فى خطبه القادمة حالة الناس الاقتصادية وحث الاغنياء على مساعدة الضعفاء فى هذا الظرف وان يوجه النصح الى الرئس البشير للتنازل عن الحكم وانشاء حكومة انتقالية لفشلهم فى القياده الرشيده وظهور الفساد الاخلاقى والمالى وسط افراد الحكومة فى شتى الولايات وانهيار الدولة اقتصاديا وانهيار كل مؤسسات الدولة وانهيار نظام الخدمة المدنية تماما فمن حقنا كسودانيين ان ننعم بدولتنا كدولة يصلح العيش فيها كسائر البلدان بدلا من حياتنا فى دول المهجر التى لم نرى لها نهاية بل فقدان امل العوده يوما بعد يوم فى وجود الحكم الجائر فى السودان لك التحية شيخنا الجليل عبد الحى يوسف ونسأل الله ان يفيدنا بعلمك متعك الله بالصحة والعافية ووفقك الى ما يحب ويرضى

  3. لانة ………. وكنت انت تلميذه سجم خشمك لو اطل علي الشاشة بقفل التلفزيون لو الجنة مكتوبي لي ودخل معي برحل انا الي جهنم لو ظروفي المادية تسمح للهجره ووجدته تاشيره الي اي عاصمة خارجية حتي لو تل ابيب بترك لة مربط الحمير

    حليل الباع عنقريبوا وقام بليلو وانالا املك عنقريب ابيعة

  4. الأخ أحمد سعيد سلام عليك…لو كل زول كتب تجربته مع شيوخ التيه والضلال بهذه الطريقة لانفض من حولهم الكثيرون شكرا لك من تحذير الشباب من هؤلاء الذين يمتطون الفارهات ويتزوجون نثنى وثلاث ويزينون للغر الموت في سبيل متعتهم.

  5. إذا كنت لا زلت مقتنعا بأن هذا الرجل أذكى من أن يكون عالم سلطة … فالظاهر إنك لم تطهر نفسك بعد … من سحره.

  6. …هذا التغبيش الذى كان فى وعيك ,سببه عدم معرفتك براكوبتنا,مرحبا بك , ومعنا ستكتشف كل يوم الكثير المثير الخطر , الذى لم يخطر ببالك ابدا , ياشباب افسحوا ليهو حتة ,خلو اليقعد معاكم , اهلا بيك فى دارك..!

  7. حرام عليك الكلام القلته على الشيخ الجليل، تعرف عبد الحي ده كان بيخطب في مسجد الشيخ محمد بن زايد ولي عهد ابوظبي ، ياخي من زحمة الشوارع بيجيبو شرطة المرور عشان تنظم الطرق المودية للمسجد، عبد الحي شيخ جليل وهو على محجة بيضاء ولعلمك شيخ عبد الحي مش برادو تعرف لو عايز يركب رولزرويس كان ركبها، الرجل كان يعمل في دولة من اغنى دول العالم ، البرادو في السودان الفاقد التربوي راكبها بقت كثيرة على الشيخ عبدالحي، ولعلمك الرجل الان اذا اشار الى محبيه اشارة وهم على فكرة كثر خارج السودان وداخله ممكن ان يحصل منهم على الملايين لفعل الخير ، عبد الحي مهمته ينصح الحكام لا على ان يخرج على الحاكم، الرسول نهانا ان نخرج على الحاكم فقط اذا منعنا الصلاة ، بقى عليك المثل السوداني البقول( غلبها تأدب راجلها جات تأدب نسيبتها)

  8. sorry to write in English ….my keyboard is not helping …I do not comment although go through Al-rakoba daily ….but I want to say something about this man …he is knowledgable in salafi school….good speaker …but I was not like his way of talking …I feel it feminized …sorry for this ….sorry guys but I like any man to speak like real man….Tagwa…is not by feminizing your tone

  9. يا جماعة الخير انتو بتتكلموا عن الرقيب عبد الحي، فرع التوجيه المعنوي، معسكر سويحان أم شخص آخر.

  10. لا أدري علام أحزن أكثر: على شخص د. عبد الحي وعقليته، أم على بلدي الممزق الغارق ، أم على عقول شباب يتم التلاعب بها كالدمى المحشوة

  11. الاخ فرقتنا

    بدايتاً السلام عليك

    اولا انا لم اسبك يا اخي على العموم المسامح كريم

    ثانياً ليس لك الحق ان تحجر على مداخلتي، الراكوبة منبر لحرية الراي

    بهذا المنطق يفهم ان كل من يتقلد وظيفة الان في السودان هو متواطئ مع الحكام، بلد يوجد به ملايين البشر يعملون فيه في شتى المجالات هل يعقل ان يكونو كلهم فاسدين وكلهم مرتشين وكلهم حرامية وكلهم قوادييين وكلهم مغتصبين وكلهم ارزقية و و و و، قل لي بربك ماذا ينتظر رب العالمين من شعب بهذه الاخلاق لماذا لا يلحقنا رب العزة بالسابقين بالعربي يقوم قيامتنا اليس لك اهل في السودان اب والد والدة اخ اخت ابن عم ابن خالة بنت اخت ، هل كل من يعيش في السودان الان كيزان

    تخاطبني في مداخلتك وتلصق بي انتم انتم انتم، الست انت من هولاء الانتم، مشكلة السودان ، ان الله سبحانه وتعالى وهبنا كل شي لكن لم ينعم علينا برجلا رشيد يأخذ بايدينا الى بر الامان. اذهب اخي الكريم الى شيخ عبد الحي واجلس معه بينك وبينه واسمع منه، انا عن نفسي اتمنى ان اكون يوم في السودان والتقي بالرجل، سمعته مرة في لقاء مباشر قبل سنوات طوال وكان السؤال عن الذين ماتو في الجنوب اتعرف ماذا كانت الاجابة قال هولاء ليس بشهداء قالها باعوام قبل ان يقولها عراب النظام حينها قامت الدنيا وقعدت والرجل لم تهتز له شعرة لأنه في كلمة الحق لا يهاب احداً،

    ختاماً الاختلاف في الراي لا يفسد للؤد قضية. لكن بالاحترام دون تجريح او سباب حتى يعم الخير ونسال الله ان يكشف عن بلدنا السودان كل بلاء وغلاء ووباء وان يهدي الحاكم والمحكومين سبيل الرشاد، (عشان ده بلدنا كان ابينا او رضينا)

    اقولها مرة اخرى واخرى واخرى شيخ عبد الحي مهمته ينصح الحكام لا على ان يخرج على الحاكم، الرسول نهانا ان نخرج على الحاكم فقط اذا منعنا الصلاة ،

    امس الشيخ عبد الحي كانت عندو محاضرة في استوكهلم، حضرها جمعًاٍ من الناس وفي ناس كرها في الحكومة ما حضرو، طبعا كل زول حر في رايه، الفرق بين السلفية والكيزان زي فرق السماء من الارض
    مع مؤدتي

  12. عبد الحي من الشرزمة المافونة التي ترفض التفاوض مع الحركة الشعبية قطاع الشمال لا لشئ الا حبا في رؤية القتلي من الاطفال و النساء في جبال النوبة و النيل الازرق فقط لانهم افارقة و اقلية منهم تدين بالمسيحية — و بذلك يشجع الحكومة الفاسدة التي يرضع من ثديها المال الحرام بمنع الاغاثة عن ميئات الالوف من النازحين من مناطق الموت اليومي و المجاني بطائرات الانتنوف و الميج — اي عالم هذا الذي يرفض السلام و يدعو للحرب ضد اناس نقضت حكومته الفاسدة الاتفاق معهم و امطرتهم حربا — مثل هذا المافون المتنضع لا مكان له في عالم الانسانية و الرحمة والحق و الحياة — قال اسمه عبد الحي قال .

  13. عبد الحى يوسف عمل فى الامارات امام مسجد الجيش الاماراتى ودرس فى السعوديه و لهه برامج تلفزيونيه فى الخليج والسودان يعنى براحهة كده ممكن يكون مليونير والرجل له قبول و محبوب فى السعوديه و الخليج يااخوانا احسنوا الظن بالناس انا ما شايف اي سبب يدعوا للهجوم على الرجل زمن قالوا و قلنا انتهى دا زمن المعلومه خلوكم ناس موضوعيين العندوا اي معلومه تمس الرجل يتقدم بيها لاقرب محكمه والعندو اي مشكله شخصيه دى حاجه تانيه ماتكسبوا سيئات ساي

  14. ياخوانا لاداعي للهجوم علي الشيخ لماذا الافتراض بانه يفتي دفاعا عن الانقاذ فهو عندما افتي بعدم التظاهر قد يكون علي خوفا علي البلاد والعباد من الفتن وهذا حقه كمواطن قبل ان يكون شيخا بالرغم من انني وغيري كثيرون نعتقد بأب لا خلاص من الانقاذ وفسادها الا بالثورة الشعبيه المسلحه من حقه ان يدعو كما يشاء مثل ما من حقنا ان ندعو الي ثورة الخلاص من هذا النظام المتغطرص الظالم وليذهب كل منا لتحقيق هدفه اننا ندعو ونحرض كل الشعب للتظاهر وانتزاع حقوقهم بالقوه وستدعمهم وتحميهم قوي اخري من الشعب بالسلاح دعو الشيخ يعبر عن رأيه ولنعد انفسنا لمنازلة هؤلاء المتحكمون في مصير بلادنا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..