ما هي أوجه الاختلاف بين موقف الجنجويد في ٢٠٠٣ و قوي الكفاح المسلح في الوقت الراهن؟

ضمن تكتيكات الجنجويد للتعتيم علي الحقيقة محاولة المساواة بين حدثين دون وضع الاعتبار للسياق والشروط و المناخ المهيء لهما.
الحدثان هما مشاركته في الابادة الجماعية في دارفور ٢٠٠٣ ، و انخراط حركات الكفاح المسلح في الحرب
الهدف بالأساس من المقارنة تغبيش وعي الجماهير عبر تقمص دور الضحية ، و بالتالي استغلال موقعه المفترض كضحية لفعل سياسي من اجل تحذير حركات الكفاح المسلح من الوقوع في ذات الخطأ الذي سبق وأن وقع فيه .
المقاربة هنا خاطئة، لأنه ليس ثمة اي علاقة جوهرية و منطقية بين الحدثين .
الشروط التي مهدت للحدث الاول معلومة . لقد كان المركز يقود حرب لتصفية المقاومة التي تستهدف تدمير علاقات السلطة والثورة القديمة المنحازة له و تأسيس سودان جديد .
و علي اساس ان الجنجويد كانوا مجرد بندقجية فكان الموقف الصحيح اخلاقيا و سياسيا هو دعم المقاومة
لكن عوضا عن دعم المقاومة، أو علي الاقل الاحتفاظ بموقع الحياد شكل الجنجويد تحالفا برغماتيا مع المركز علي أن يقوم بقمع المقاومة مقابل الحصول علي الأرض .
علي هذا الأساس استنفر الجنجويد مقاتليه و شن غزواته علي قري المجموعات التي صنفها كحواضن اجتماعية للمقاومة ليرغمها في النهاية علي الخروج من الإقليم .
بناءا علي سياق و شروط هذا الحدث يمكن هنا التعامل معه كغزو لاحتلال حواكير الجماعات الافريقية. وهذا ما ثبت بالضبط بعد الحرب حيث كوفيء الجنجويد بالأرض نظير اسهامه في قمع المقاومة.
سياق و شروط الحدث الثاني تختلف كليا عن ذلك . جاء هذا الحدث و البلاد تشهد صراعا حول السلطة بين واجهات الدولة القديمة.
لكن الجنجويد استغل هذه الفرصة ليؤسس لمشروعه المتمركز عرقيا. وفي هذا الإطار حول حربه ضد الكيزان علي المدنيين العزل . حيث قتل ما يقارب ١٥ الف في الجنينة، و احتل منازل المواطنين و اغتصب و دمر و خرب البني الاقتصادية و الإنتاجية.
منذ بداية الحرب أعلنت قوي الكفاح المسلح بشكل واضح موقفها المحايد، لكن الجنجويد استغل تفوقه العسكري و الدعم السخي الذي يتحصل عليه من محاور اقليمية ليوسع في حربه و يهدد باقتحام أماكن تواجد القوي المحايدة ، بل و صار يوجه حربه للمواطنين بشكل مباشر.
هذه الأسباب ارغمت قوي الكفاح المسلح علي ” فك” الحياد في نهاية الأمر و التصدي لعنجهية الجنجويد.
اذن يمكن فهم هذا الحدث ووفق السياق و الشروط علي أنه محاولة لحماية المدنيين و التصدي للجنجويد. وهو موقف محترم و صحيح و مشروع من وجهة النظر الأخلاقية و القانونية ، و من هنا يجئ الخلاف مع الحدث الأول.
هذا الموقف لم يكن نتاج تحالف مصلحي ، وإنما هو نتاج الشروط الموضوعية التي قام الجنجويد بتوفيرها بعنجهيته و سوء تقديراته وهي نفس الشروط التي دفعت مواطني الجزيرة و الخرطوم و الشمالية للانخراط في صفوف المقاومة. و هي ذات الشروط التي سوف تدفع جميع السودانيين الي التصدي لمشروع الدعم السريع.
اذا ليس ثمة اية علاقة بين الحدثين . لكن الجنجويد و عبر لي عنق الحقائق و انتزاع الأحداث من سياقها و شروطها يسعي الي مساواة غزوات ٢٠٠٣ الاجرامية بموقف قوي الكفاح المسلح الذي يستهدف تحرير منازل المدنيين و إنقاذ البلاد من مشروع دولي يستهدف وحدته و سيادته .
محاولة الجنجويد مساواة غزواته بالموقف الثوري لقوي الكفاح المسلح يستبطن وعيا اتكاليا و مهزوما و عاجزا عن تبني موقف مستقل عن املاءات المركز.
فعندما يقر الجنجويد بأنه ضحية فعل سياسي من المركز ، و بالتالي يسقط هذه النتيجة علي موقف قوي الكفاح المسلح فهو يعترف ضمنيا بتفوق المركز و قدرته علي التأثير علي خيارات الآخرين.
في الحقيقة لم يكن موقف قوي الكفاح المسلح نتاج تأثيرات مركزية ،أنه موقف ناتج عن ارادة مستقلة و يعبر عن تحديات اللحظة و مهام الثوريين الملتزمين بحق المدنيين في الحياة و الاستقرار.
كان من المتوقع أن يسهم الدعم السريع بدور بارز مع السودانيين في تحطيم علاقات الهيمنة و القهر لو أنه استشعر حساسية اللحظة و حجم المسؤولية الملقية علي عاتقه، و لكنه عوضا عن ذلك أظهر وعيه الجنجودي و اشتري عداوة الناس ، و النتيجة النهائية هي ما نشهده من اصطفافات تتشكل . و موقف حركات الكفاح يفهم في هذا السياق.
علمك تقيل و سكبت حبر غزير عشان تعمل ل مناوي و جبريل قيمة او شرف و مبادئ!!، قوى كفاح بتاع الساعه كم!؟ دي مليشيات متحالفة مع اللجنة الامنية الكيزانية لاجهاض الثورة السودانية. انت كنت نايم ايام اعتصام الموز و قفل الميناء و مجزرة اعتصام و و الخ ، و مناوي يوم قال لناس قحت ما عندك مليشيا تقاتل ليكم دايرين تحكموا؛ او كلام بهذا المعنى!! شايف المنطق دة كيف!! ديل تجار حرب و بوم و غربان تنعق فوق خرائب و حطام الوطن
الفرق هو ان فلنقاياتك يحاربون الان في الخرطوم و شندي و نسوا أهلهم في دارفور
حركات الكفاح المسلح وقعت اتفاق سلام مع الجيش ( اتفاقية جوبا ) قبل ان تتمرد الدعم السيع على الجيشفكيف تقف حركات الكفاح المسلح على الحياد عندما تقع الحرب بينهما ? هذا موقف خاطىء من حيث المبدا لانه اخل بالتواتن العسكرى لصالح الدعم السريع مما دفع الحركان الى التراجع وتصحيح. الخطأ والانحياز للجيش وعموما ان تأتى متأخرا خيرا من ان لا تأتى
لو أمطرت السماء حرية، لرأيت بعض العبيد يحملون المظلات