متعة الفرجة..انتخابات وجنائية

بسم الله الرحمن الرحيم

يبدو أن تقييم الشعب السوداني لمجمل الحال في السودان..متقدم بالكُلية عن الحزب الحاكم والمعارضة المؤسسية بأحزابها وتشكيلاتها..ما جعله فارس أحلام يعز على كليهما..فقد أذهلت مواقفه التلقائية في مناسبتين هامتين كل المراقبين .
ففي الانتخابات الأخيرة أذهل موقفه من المقاطعة التلقائية الشعب نفسه متمثلاً في أفراده..فبقدر ما كانت هناك قناعات فردية لم تتمكن من تجميعها مؤسسة معارضة حزبية كانت أو تجمع معارض ليس هنا مجال السجال حوله..بدليل ضعف المشاركة في آخر فعالية له قبيل الانتخابات- ما جلب سخرية أجهزة أعلام النظام وحزبه- بقدر ما كانت المقاطعة فوق توقعات الطرفين مهما زايدا محاولين تجيير الموقف لصالح أدائهما..ما يعني بأن هذا الشعب الصابر تضيق مواعين الطرفين عليه..وهذا يستدعي الكثير لكل حشاش يريد ملء شباكه.وإلا فإن الطوفان الشعبي متجاوزه شاء أم أبى.
أما في موضوع الجنائية الدولية فلك أن تقارن بين المواقف التلقائية بين يوم أول إعلان للمحكمة..حيث كان هنالك تفاعل تلقائي مهما كان الحديث عن افتعال مسار موكب الرئيس في امدرمان يومها..فقد كانت هنالك جموع غفيرة من غير المحسوبين على الحزب الحاكم..ومالنا نتعجب ونكابر وأحد أهم أقطاب المعارضة المتمثلة في إمام الأنصار ورئيس حزب الأمة ما زال موقفه حتى يوم الناس هذا مطمئناً للنظام.قارن يا رعاك الله بين ذاك اليوم ويوم الأمس ..حيث لم يتجاوز الموقف الشعبي متابعة الأخبار بين الشماتة وتوقع أعلى سقوف الموقف المتصاعد في بريتوريا..وهو على قناعة بأن الفعل المجدي إنما هو فعله بنفسه..وتمتع يا كلأك الله بعنايته بالفرجة على موقف الحزب الحاكم..الذي فقد الخروج التلقائي أو المنظم ..والذي سيحاول جاهداً تداركه بمسيرة حتى لو أخرج كل أفراد الشعب فيها بأي وسيلة ستكون فاقدة للمعنى بالكامل..بعد حالة اللهاث والاجتماعات السرية بين مدنيي الحزب وعسكرييه كل على حدة ..والتي من المؤكد في أنها تناولت ما بعد إمكانية تنفيذ قرار المحكمة الجنوب أفريقية ..كون أن الرئيس فعلياً هو خارج السودان ولا حيلة في يد الحكومة فيما يمكن أن يحدث له..فقد استوى حال النظام ومعارضيه في انتظار نتيجة ومآلات الأحداث في مسرح بعيد عنه . ما يجعل الهدوء المفتعل لغندور وزير الخارجية غير ذي جدوى رغم احترافيته..وقادمات الأيام بالقطع حبلى بتسريبات اجتماعات العسكريين والحزبيين..ما سيكون له ما بعده..أما الشعب المعلم ..فما عاد مثل هذا الشوك يجر بجلده.

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..