مقالات وآراء

مواجهة مع الفن الهابط !!

ياسر عبدالكريم

تداولت الوسائط الحوار الذي دار بين (عشة الجبلية) والاستاذ عصام محم نور ..
وكان ذلك في اثناء تسجيل حلقة في برنامج يلا نغني الذي ستبثه (قناة الهلال) في شهر رمضان
الاستاذ عصام رفض تسجيل الحلقة معها
وقال لها : احترمك كانسانة ولكنني لا احترم الفن الذي تقدمينه …ثم انسحب من الاستديو واجهشت هي بالبكاء

فانقسم المعلقين بين من يرى الكلام كان قاسيا .. ومن يرى هذه مواجهة حتمية ولابد منها

انا ارى هذا قرار حكيم ويعكس رغبة جادة من اهل الفن القديم في تنقية حديقة الغناء من هذه الهجمة التتارية الشرسة التي استباحت اذواق الناس سنوات طويلة
لم يكن من السهل يوما ان يخرج للساحة مطرب كبير … وكان الغناء اختبارا عصيبا لكل من يحاول الاقتراب من هذا الفن العريق

كانت هناك لجان للاستماع تضع شروطا قاسية للسماح بالغناء .. وكانت هناك احكام قاسية للجمهور .. حيث كان قادرا على ان يكافئ الجيد ويمنع الردئ .. وكان من السهل ان تضرب الجماهير المطرب اذا تجرأ وحاول الغناء وهو لا يملك الموهبة وكانت احكام النقاد عنيفة وقاطعة .. ولم يكن هناك للمجاملات والصداقات والشللية (والسهرات الخاصة)

لكن الامور تغيرت .. وظهرت اجهزة حديثة تعطي للصوت الهزيل طاقة اخرى يجلجل من خلالها ويصل الى الاف المستمعين .. وظهرت التلفزيونات الخاصة والهائفة التي يمكن ان تجري لقاء خاص مع كل من هب ودب في كل المجالات لان القائمين عليها هائفين ايضا … وظهرت بكل تأثيرها الطاقي في الجماهير وأصبح من السهل ان نجد صوتا ضعيفا هزيلا ومريضا وقد تحول فجأة الى نجمع لامع … فتحولت هذه القنوات من اكثر وسائل القبح ترويجا وانتشارا ثم كانت لغة المجاملات والدفع لاصحاب هذه القنوات الرخيصة والتي جعلت وسائل الاعلام في أحيانا كثيرة تنسى رسالتها ودورها

وترتب على ذلك كله فساد أذواق المستمعين وأصبح من الصعب التمييز بين الغناء الجيد والغناء القبيح .

ولهذا انتشرت كل هذه الطحالب الفنية في ظل هذا المناخ السئ والردئ .. ولهذا جاء قرار الاستاذ عصام محمد نور وأمتنع عن تسجيل هذه الحلقة مع (عشة الجبلية)

الاستاذ عصام من رومز الاغنية السودانية في عصرها الذهبي فهو يدافع عن الفن الحقيقي ضد ما يسمى فن (القونات) او ما يسمى بفن الشوارع يجب ان يقف الاعلام الرسمي السوداني معه قبل ان يواجه تحديات من اصحاب المصالح والمنتجين وأصحاب الفضائيات الخاصة …ويصحح هذا الاعلام من مواقفه المخزية السابقة بوقوفه كثيرا مع انصاف المواهب ما أتاح الفرص امام هذه الظاهرة الخطيرة التي شوهت أذواق اجيال كاملة ولقد أفسدت الموسيقى والكلمات وجاءت باصوات ما أنزل الله بها من سلطان واصبحت تخترق البيوت والمدارس… وللاسف تسللت الى دول اخرى باسم الغناء السوداني .. وتتواصل الحملة حتى يمنع هؤلاء من السفر لإقامة حفلات باسم الجالية السودانية ويجب ان تبدأ مرحلة جديدة تتطهر فيها الاغنية السودانية من كل الشوائب التي لحقت بها .

التحية للاستاذ عصام محمد نور وأرجو ان يتبنى الاعلام هذه المواجهة الجادة لفلول الفن الهابط

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..