بَطلْ مَا يَموت..!

يجتهد الأخوان حالياً، بقدر ما استطاعوا، لإقناع أهل هذه البِلاد، بأن يوم عشرة عشرة، هو الموعد لآخر طلقة، وآخر عسكري، وأن دولتهم سيتصحح مسارها بعد أسبوع، لأنهم سينشئون وظيفة رئيس وزراء يتقاسم السلطة مع الرئيس، ويضطلع معه، بمهمة إصلاح الدولة.

هذا الاختراع الانقاذي لوظيفة رئيس الوزراء، فيه تلويح لجبريل، ولعرمان، وإن كان يُعتقد، على نطاق واسع، بأن المنصِب المُبتكر، تم تفصيله على شخص معين، معروف لديكم، وأن محاصصة الحكومة التي يتوقع تشكيلها بعد وصول قطار الوثبة لمحطته الأخيرة، ستستوعب الكثير من الوجوه التي يحلم الشعبيين، أن يكونوا في مقدمتها.

على الأقل، هذا ما يحلم به د. السّجاد، الذي يجب أن يُنَصَح من طائفته، بأن هذه الحكومة التي تراها وتراك، على دراية كامِلة بأن أكبر ضرر يمكن أن تُلحقه بنفسها، هو إدماج الشعبيين داخلها. يُقال، أنه سيتم تشكيل حكومة قومية تضم غالبية القوى، بما يُرضي الله. لكن لذاك الرضى تأويلات عديدة، خاصة وأنه يُطرح في زمان تشرزم المعارضة. النظام يُغالي في الطرح و يؤسس لخِدعة أن حل مشكلة البلاد تتوقف على ابتكار وظيفة يلوِّح بها للحركيين ، ولشخص مُعيّن، معروف لديهم، في محاولة لتعويض فراغ القوي الأمين، الذي كان يملأه الشيخ ومن بعده التلميذ، قبل أن تحِل عليهم لعنة البرامِكة.

إلى ذلك والأُخوان كاسحين، والأمريكان ما لاقين أحسن منهم. و لو فاز المستر ترامب، لا قدر الله، فسوف يفوز من زاوية تخويف البشرية بالإرهاب، والإرهاب هو ميدان تعاون مثمر بين النظام والإدارة الأمريكية، وهو أيضاً ?القرْصة? التي تفعلها على خده الأسيل. وكما ترى، فإن أمريكا أطلقت لهم عُقال التحويلات المصرفية، وغضت الطرف عن ملف حقوق الإنسان في جنيف، افساحاً لمخطط التسوية.

هذا عمل دؤوب في حلقة مسلسل الترضيات الطويل، في ظل غياب المعارضة الفاعِلة.

اجتماعات المُعارضة في أديس أبابا وفي غيرها، أصبحت مثل إجتماعات مجلس الآباء، في مدرسة لا يتوفر فيها الطباشير.

إصلاح الدولة لا يمكن أن يتم دون تحديد صريح لوجوه الخراب وأسبابه. لا يمكن أن يتم الإصلاح قبل أن يعترف الحكّام باستحلالهم الحرام، وباختراعهم لوظائِف دستورية ذات مخصصاتٍ تدهِش إبليس.

للحرب أسبابها الموضوعية المعروفة، ولا يُتوقع في مثل ظروف العاصمة هذه، أن تُقدَّم الخدمات للمناطق المشتعلة، والبدء في تنمية حقوق الإنسان هناك، في الأطراف.

يمكن إرضاء القادة ببعض المناصب والمغانم، وليس هناك فرق في النتائج بين الاتفاقات السابقة والتالية..كل هذا، لا يقود إلا لولادة قادة جدد، يشعلون حروباً قادِمة.

ثلاث سنوات، ضاعت بين انطلاق الحوار ووصوله محطة يوم عشرة عشرة، فلِم لا يستغل الحزب الحاكم هذه السانحة، ويصل بالرّكب، للانتخابات القادِمة في العام 2020..؟

النظام لن يقوم بتفكيك نفسه،هذا ما لا يقبله العقل. والتسوية النزيهة لن تتحقق، إلا اذا استعدل ميزان القوي الذي يميل حالياً لصالح النظام.

بعد التاريخ المذكور سيحدث اصطفاف جديد، يتبعه توازن جديد، لكن ذلك لن يوسِّع قاعدة النظام الاجتماعية، لان الفرز يتحدد بـ ?المِلح والملاح?.

الأُخوان يجتهدون، و كأن يوم عشرة عشرة، هو يوم إعلان النتائج. الأُخوان في أحسن أحوالهم، وجُل تركيزهم على شخصية خاطِفة للأضواء، يُحدِث إنضمامها للحكومة ضعفاً مُضاعَفاً للمعارضة.

ربما يتأخر الاتفاق قليلاً، بسبب اتهام امنستي انترناشيونال للنظام، باستخدام الكمياوي.. ربما، لكن الدلائل كلها تشير إلى اقتراب الحفيد من مراتع صباه.. في الوطنية أُم دُرمان، عندما ارتفعت أنفاس رواد الشاشة، خوفا على البطل الذي زنقه الخائن، ذات عقدة مشهدية، وقف أحدهم صارخاً، بأن البطل لايموت، لأنه شاف الفيلم دا في ?القدارِف?..!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..