حفريات لغوية ? محرك البحث قُوقِل والقَوقَلة في اللغة ..

لا أدري هل الصدفة وحدها هي التي طابقت بين اسم محرك البحث في الشبكة العالمية قوقل Google وما يؤديه من وظائف وبين لفظ القوقلة ودلالته في اللغة العربية؟
تخبرنا المعاجم الإنقليزية أن الأسم قوقول Google مشتق من كلمة googol وهي كلمة صكها عالم رياضيات في أربعينات القرن العشرين وتعني العدد 10 مرفوع للقوة 100 ( انظر معجم اكسفورد).
وقد اشتق الاسم قوقل من هذه الكلمة كناية عن قوة المحرك وسرعته الهائلة في الإبحار في الفضاء بحثا عن المعلومات.
أما كلمة القَوقَلة في اللغة العربية فتعني:” التغلغل في الشيء والدخول فيه”. وهذه هي بالضبط وظيفة محرك البحث قوقل Google فوظيفته الأساس هي الدخول في الشبكة العالمية والتغلغل في الفضاء الإسفيري.
وقد وقفت عند كلمة قوقلة ومعناها بينما كنت أطالع كتاب (الإشتقاق) لابن دريد الأزدي وذلك في سياق حديثه عن اشتقاق اسم بطن من بطون قبيلة الخزرج بالمدينة. يقول:
“بنو قوقل وهم القَواقِل. والقَوقَلة في اللغة: التغلغل في الشيء والدخول فيه. يقال قوقل يقوقل قوقلة”. ص 456 ? دار الجيل ? بيروت 1991.
وابن دريد ( 223-321 ه) من أبكار علماء اللغة وجامعيها الأوائل واشتهر معجمه (الجمهرة) وأظن أنه ثان معجم بعد معجم (العين) المنسوب للخليل بن أحمد الفراهيدي.
والقوقلة بالمعنى الذي أورده ابن دريد موجود في اللهجة السودانية العربية ولكني لم أجدها عند عون الشريف في قاموسه.
نقول في كلامنا: قوقل يقوقل (الباب) قوقلة إذا حركه يمنة ويسرة أو بالأحرى إذا عافره معافرة بقصد فتحه بالقوة. وباب مقوقل ومتقوقل كأن أحد ما عافره ليفتحه. يقولون: لقيت الباب متقوقل ساي. أي غير محكم الإغلاق كأنما ترك شبه مغلق ليسهل فتحه. وهذا المعنى غير بعيد مما عليه حال محرك البحث قوقل فهو بمثابة الباب للدخول إلى المعلومات المبذولة بالشبكة العالمية يترك مقوقلا دائما بحيث تكفي نقرة واحدة لفتحه.
وهنالك كلمة أخرى في اللغة تفيد معنى الحركة والتحريك وهي القلقلة وكأنها لفظ آخر للقوقلة. جاء في معجم لسان العرب: “قَلقَل الشيء قَلقَلة أي حركه فتحرك واضطرب. وتغلغل في البلاد إذا تقلب فيها. والقُلقُل: الخفيف في السفر. وفرس قُلقُل وقُلاقُل: جواد سريع”.
والسرعة والسفر والقلقة والتقلقل في البلدان والعالم الإسفيري هي من أهم ميزات محرك البحث قوقول.
والقلقلة بهذا اللفظ والمعنى موجودة في اللهجة السودانية ولكن لم أجدها أيضا عند عون الشريف. يقولون: بتقلقل مالك؟ إذا كنت كثير الحركة وانت جالس. ويا أخ ما تقلقلني أي لا تجعلني اتحرك من مكان إلى مكان سدى. ويا أخ أنا فترت من القلقلة الكتيرة أي الإنتقال من مكان إلى مكان. ويقولون داك فلان جاي بتقلقل: إذا جاء مسرعا كثير الحركة في مشيه. وهذا المعنى ورد في لسان العرب:” قال أبو عبد الرحمن السلمي: خرج علينا عليّ وهو يتقلقل: التقلقل الخفة والإسراع”.
وعليه إذا كانت كلمة Google قد دخلت معاجم اللغات الأخرى مع دخول الشبكة العالمية، فما علينا في العربية إلا أن ننفض الغبار عن كلمة قوقلة وتقلقل ومشتقاتها واستخدامها في وصف العملية التي يقوم بها محرك البحث قوقل بحيث نقول : قوقل يقوقل قوقلة إذا استخدم المحرك في البحث في الشبكة العالمية. وقد شرع البعض بالفعل في هذا الاستخدام ربما من غير علم بوجود الكلمة ومشتقاتها في العربية.
+++
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. الاخ عبد المنعم, انا لا ادعي المعرفة بالغة العربية و لكن جذر الفعل في العربية هي من ثلاث حروف من ( فعل ) , و كلمة قوقل في العربية تدل علي انها عجمية و ليست عربية لانها من اربع احرف, ولك الود.

  2. أما10أس100 فهذه كنت أعرفهاوأما الفلفلة فهذه موجودة في العامية السودانيةوما أدراك ما هي تكاد تكون هي لآصل وهذا ليس كلامي, انما كلام علماء اللغة الغربية والوا العم قوقل. وأما القوقلة عند بن دريد لم أكن أعرفها فلك الشكر أجزله…تحياتي أخي منغم.

  3. افدتنا افادك الله يا صاحب الحفريات اللغويه . بس نسأل :لما نقول زيد قاعد “متقلقل” (بضم حرف الميم او كسرها وبفتح التاء والقاف ألأولانى وكسر القاف التانى وسكون اللامين) مما يعنى عند السودانيين ان زيدا جالس ارضا على قدميه وركبتاه الى اعلى كجلوس اهل السودان فى سوابق الزمان القديم وهم يتغوطون (الله يكرم القارئين)طبعن قبل ان يصيبوا من “توجه الانقاذالحضارى” القدح المعلى من الشواهق من الدور والقصور وما بها من حمّمات مائيه ذات المقاعد والكراسى الرخاميه الوثيره.مما اراحهم من “القلقله والتقلقل” (بكسرة على حروف التاء والقافين)على الكرعين .
    * فى سوابق الزمان كنا نسمع الناس بيتساءلو.. فلان دا مالو “ملقلق” كدا (حروف الميم واللامين مفتوحة مع سكون القافين) كناية عن عدم الاستقرار على حال بدنيا او نفسيا او عقليا او وجدانيا وعاطفيا) برضو تحركاتو مستمره من وضع الى آخر..
    * ولعلك تعلم ان هناك قريتان من قرى الجزيره تسمى احداهما “القلقاله” والتانيه تسمى “مناقزا”!!( من يؤكد وجودهما غيرالشيخين عبلطيف بن البونى واحمد بن المضطفى بن ابراهيم. . صاحب البريد الالكترونى “استفهامات” عند الجميل (مكسور حرف الجيم مع الامالة فى الميم وهو يقال انه (المصغّر من الجمل تدليعا واعجابا كما اسم السميح) دوت كوم.. هل قريه القلقاله تسبب القلقله بانواعها لساكنيها ام لمن يصلون اليها زائرين؟ ولعل قرية “مناقزا” يشتق اسمها من “النقزى” وهو ضرب من ضروب الحركه اوالتحرك شعبيا كان اواسلاميا! ارجو التكرم بالبحث مع الافادة . جزاك الله خيرا.
    الشكر لك فى كل الاحوال “اللى تاتى بعد المعارف” يا صاحب الحفريات اللغويه..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..