غفوة على ظهر حمار

نامي صغيرتي
لم يتحمل جسدك النحيل مشقة البحث عن المياه .
إذ لو وُجد العدل في هذه الدنيا ، لكان من الأوْلى أن يوفروها لك داخل بيتك ، وكان من الأولى أن تكوني الآن على مقعد الدراسة ،وليس على ظهر الحمار.
لم يقو ظهرك على أن ينتصب قائما ، فخَرَّ مغشيا ،فتلقّفه ظهر الحمار؛ ليكون متكَأً لك ومرقدا ،حينما عز المتكأ ،وعسُر المرقد.
هذا الحمار الآن أرأف بك منهم ، وأشفق عليك منهم
طالما أنت على ظهره ، فإني على ثقة أنه لن ينهق ،ولن يجفل؛ كي تنالي القسط الكافي من الراحة.
نامي صغيرتي
لعل الله غشّاك النعاس أمَنةً منه ، ومنحك غفوة قليلة ،تمكّنك من استجماع طاقتك ، ولملمة قواك ، لتكملي مشوار البحث المضني عن ماء.
نامي صغيرتي
طالما ليل الظلم ما زال مخيما ، فكل شيء عرضة للسرقة ، حتى وقت نومك سرقوه ، وما نقص من حق مسكين شيء إلا كان زائدا مع ظالم .
هل يعلم المتفاوضون من الحكومة والحركات المسلحة عنك شيئا ؟ هل كنتِ أنتِ ونومتك هذه وحمارك وقضيتك ضمن أجندتهم التفاوضية؟
نامي صغيرتي
فنومك على ظهر الحمار دليل نقائك ،وسلامة صدرك، وبراءتك ؛ لأن كثيرين لا يأتيهم النوم وهم على النمارق والفُرُش والسرر.
طارق يسن الطاهر