ومن أكثر منا … تعاسةً ..!

إقليمينا المحيط عقب نعمة الربيع الذي أحاله الأغبياء الى نقمة أعادت المنطقة كلها الى نقطة الصفر .. فبات كالسجادة القديمة التي تدوس فوقها أحذية يطفي أصاحبها الواقفون أعقاب السجائر ويرمون عليها أعواد الثقاب قبل أن يموت لهيبها !
وحتى الذين يتظاهرون بمحاولة إطفاء تلك الثقوب المشتعلة و التي تتسع فيها كل يوم فإنهم يزيحونها الى أسفل السجادة برؤوس أحذيتهم فيزداد دخانها إيلاماً في العيون من تحتها وإن كان ضرامه خفياً !
العراق الذي كان ضربة بداية الإنهيار .. لم تعد فيه بغدادُ بلد الرشيد ووتشققت طرقة الرابطة بين الرصافةٍ والجسر ..!
وباتت سوريا الثكلى تندب بصوتها المبحوح نائحة .. كلنا في الهم والآلام شرقُ بعد أن تبددت الأمال في إتجاهات كل الرياح التي عصفت بحقول الشام وكم كانت حبلى بالثمار.. فأخلت نمورها وظباها غابة صمودها لشبل ورثها بنفخة الجمرات الآمنية ويصر على إحراق شجرها وطيورها.. فهاجر عنه الجميع وتركوا له عريناً في حدود محبسه الضيق تفوح منه رائحة الموت وعفن العظام !
لبنان المسور بخلو السلطة ويقف عند مخارجه ومداخله بوابو طهران ..يتناثر داخله الهشيم المبلل بالمواد السريعة الإشتعال و تتساقط عليه من خارجه كُتل الجحيم صنوفاً !
وليبيا التي إنعتقت من دولة الرجل الواحد أصبح كل رجالها عاجزون عن إعادتها الى أيادِ شعبها الذي لم يفق من غمرة حلمه بالحرية حتى لطمته مطارق الحرب على سندانات التقسيم !
أما مصر تلك الفاتنة التي كانت قاهرتها تتقلب بعنفوان جمالها مع إيقاعات العشرة بلدي الساخنة .. هاهي الأن تودع دنيا البريق كما غادرتها شفيقة القبطية أشهر فنانات عصرها .. وقد نسيها الجميع بعد أن أفلت أضواء شهرتها .. فخرجت جنازتها يحملها نفر قليل .. وحينما أراد نادل المقهى الذي يجلس فيه من كانوا يعبدون نقلات جسدها البض .. أن ينبههم أن هذه الجنازة .. لشفيقة تساءلوا وهم يتابعون مشهد الموكب الهزيل من خلف سديم الأرجيلات… مين شفيقة ياود؟
اليمن هو الآخر لم يعد سعيداً بزوال الشاويش علي الذي ضمن لنفسه مكاناً مظلماً خلف مسرح الثورة الضاج بمن لم يجيدوا لعبة الحكم والديمقراطية .. فاستدعي المهرجين وحركهم لإفشال العرض بتلك الخيوط التي تركها الوسطاء طليقة طويلة في يده المحترقة بنار الغبن والحقد على الشارع الذي ركله من فوق كرسيه القديم !
بيد إنني أكن إكباراً لهذا الشعب اليمني الذي لم تثنه كل الظروف التي تمزق سكاكينها ممرات الطرقات الأمنة أمامه .. إلا أنه لم يغب لحظة عن شوارع ثورته المُغمى عليها وهو يرش في وجهها من العرق والدماء وعطر الأمل ما يمكن ان يوقظها وهي في غرفة الخطر التي تتتنازع على أبوابها و نوافذها بل وأجهزة الإنعاش والعقاقير فيها عدة أيادِ تدعي الطبابة !
فلازال نساء و رجال اليمن يجوبون المدن و المحافظات دون أن يخربوا مرفقاً أو ينهبوا مصرفا أو يشتبكوا مع بعضهم إلا لماماً !
هو شعبٌ اكثر تعاسة عن كل شعوب المنطقة .. ولكنه أبهى نضالاً و أنضر صموداً واروع إصراراً على إستعادة وطنه المسلوب كله وليس فقط ثورته المخنوفة ِ!
فهل نتعلم منهم نحن في السودان كيف نشق من جديد بالعصيان عصا بطش من ظن لفرط ثقته من أننا نسينا الخروج والإنتفاض .. فاراد بعد أن حاولنا في سبتمبر و أغتر بنصرٍ مزعوم علينا أن يتخذ منا للابد قطيعاً صامتاً خانعاً مستسلماً الى حيث يحرسنا عند مراتع عشب الكذب المتيبس في سنوات ظلمه الطويلة .. ومن ثم يسقينا من سراب الأوهام جداولاً من خرافتة المموجة الطعم والاسنة الرائحة !
[email][email protected][/email] [SITECODE=”youtube oBLauK3dmBk”].[/SITECODE]
الوجيز البيلغ …بل ابلغ ماكتب فى توصيف الحاصل إقليميا… تسلم و يسلم يراعك ..
الوجيز البيلغ …بل ابلغ ماكتب فى توصيف الحاصل إقليميا… تسلم و يسلم يراعك ..
اعتقد يا أستاذ برفاوى واجب الشعب السوداني الان اخذ زمام المبادرة والنزول للشارع بعد ما اصبح قادة الأحزاب العوبة بيد لنظام وخصوصاً بعد تصريحات الأستاذ حسن مكي عندما سئل عن الاشتراطات التي طرحها حزب المؤتمر الوطني لحزب الامة هل مجرد تكتيك سياسي رد الأستاذ حسن مكي بنعم هي تكتيك سياسي وبعد الانتخابات سيعود الصادق المهدي معززاً مكرماً ليقبض هداياه من الدولة وابنه الآن لم يبارح موقعه من الرئاسة انا كنت اعول كثيراً علي جماهير لانصار في تحريك الشارع ولكنني بدأت افقد الامل وعلي الشعب السوداني البحث علي طرق الخلاص بنفسه وان لا يعتمد علي قادة الاحزاب