معسكرات القمة.. رمال بُري تكفي

* في خواتيم كل عامٍ ومطلع العام الذي يليه ظللنا نرصد حالة التهافت المضني التي يقوم بها المسؤولون في ناديي القمة ? المريخ والهلال- وهم يتطلعون بأبصارهم نحو العواصم المُترفة ابتغاء لجهة تحتضن ما يسمى بمعسكرات الإعداد الخارجي ظنّاً من هؤلاء، وأولئك أنها الشرط الرئيس لوداع الخيبات القارية المُتكررة من العملاقين معاً.
* ورغم أن الشواهد تحكي بإستمرار، والتأريخ يُدوّن في حسرة خطل هذه الفكرة – فكرة المعسكرات الخارجية- أو بالأحرى أنها ليست الضامن القوي لوضع الأقدام على أولى عتبات الإنجاز إلا أننا ما نفتأ نُكرر ذلك في كل عامٍ بوعي أو بغيره، ولكن قطعاً بلا تدبُّر أو دراسة ذكية تقيس التجربة لتضعها على الجادة وفق تقويم علمي يقودنا لمسار آخر بفرصٍ أوفر يكون فيها فلاحنا.
* وما حدث في الجولات الأوائل برسم بطولة الدوري الممتاز لهذا الموسم من سقوط مدوٍ لطرفي القمة رغم أصطخابهما في الأيام الماضيات بما يسمى بمعسكرات الترف والترفيه على منتجعات أنطاليا والدوحة والقاهرة ? أمام فرق لم تعد نفسها إلا داخلياً – لم يكن هو الرقم الأول الذي يسجل في تأريخ البطولة الأولى في السودان.
* فقد تكرر حدوث ذلك في مواسم سوالف بل أن الأندية التي عافرت تراب الوطن وهي تعد نفسها مرتكزة على موارد شحيحة نجحت في تضييق الخناق على القمة في الموسم السابق تحديداً، بل نجح بعضها في ضرب كبرياء أحدهما ? المريخ- في مقتل عندما جعل الحصول على المركز الثاني بمثابة الإنجاز وطوق النجاة من موسم بائس وفقير.
* وعطفاً على حصيلة الجولات السابقات نقول: إنّ على ناديي القمة – المريخ والهلال- ضرورة مراجعة أمر هذه المعسكرات التي تنعقد كل عام خارج السودان وتغيير هذه الطريقة العقيمة.
* ومعروفة تلك الدوافع التي تنطلق منها فكرة الاعداد الخارجي والتي تأتي في إطار السباق المحموم بين إدارتي الناديين في الظهور امام الجماهير بمظهر الادارة ذات الأمكانيات المادية ( الضاربة) بغض النظر عن ما ستسفر عنه هذه المعسكرات.
* حتى نادي مريخ نيالا الذي سعى هذا الموسم لتقليد الكبيرين والسير على هداهما وقع في فخ الاعداد الخارجي وتجرع بسبب معسكره الذي أقامه في أرتريا هزيمته الاولى في ممتاز هذا الموسم أمام الوافد الجديد تريعة البجا.
* وفي ذات يوم سقوط أبن البحير أجهز فريق الشرطة القضارف على صاحب الإعداد في أنطاليا والدوحة وسقاه مُر النكسة الأولى.
* وعلى يد فريق بطل دورة النفير المحلية ? هلال الأبيض- نزف حامل لقب بطولة الدوري الممتاز ? الهلال أم درمان- أولى نقاطه.
* وقبل أن يفيق ? حامل اللقب- من صدمته ويتدراك أمره صفعه أسد الجبال وأجبره على قبول التعادل بل على اعتباره نصراً عزيزاً، واحتفظ الاسد بموقعه متقرفصاً في مكانه الطليعي.
* ومن ما يستشف من الجولات التي درات رحاها مؤخراً أن هناك هزيمة كامنة ومتوقعة لطرفي القمة أو لأحدهما على الأقل، ولكن هذه المرة في عقر الدار، جوهرة كانت، أو قلعة، فلا حصانة لأحد ولا عاصم من خسارة.
* وهناك من نيالا يمد الضيف الأنيق على الممتاز ? الوادي نيالا- لسانه لأصحاب السعادة القادمون من معسكرات الصقيع وهو يتربع بجدارة على الصدارة ومؤكداً في الوقت ذاته؛ بل آمراً بالوقوف على تجربة الاعداد الخارجي وقفة خبير حاذق، وفطن.
* ولكنّا نسأل: هل يتابع إداريو القمة الإعداد الذي تقوم به أندية ريال مدريد ومانشستر يونايتد وبرشلونة وباريس سان جيرمان في كل عام؟.
* الاندية المذكورة تعد نفسها عبر الدورات الدولية وهي اأفضل طريقة قياساً ومقارنة مع المعسكرات التي تستجدي فيها فرقنا نظيراتها من أجل التفضُّل بإقامة مباراة ودية يتوقف عليها تحديد إن كان معسكرنا ناجحاً أم فاشلاً!.
* الرأي عندي أن رمال بري تكفي للإعداد مصحوبة بدورة دولية ينظمها أي نادٍ ? المريخ أو الهلال- مجتمعان أو على إنفراد ولكن الخلاصة ذات قيمة فنية لا تضاهيها معسكرات (دول برة).

التيار
[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..