أكثر الملحدين.. يكفرون بتدين المتشددين.. وينتهجون منهج القرءان الكريم!
صديق النعمة الطيب

عندما يقول الملحد بأنه لا يوجد إله، وإنما هي الطبيعة التي خلقت نفسها، وكل شيء يسير بمقتضى قوانينها!
فهو لم يفعل شيء سوى انه عوض أن يقول بوجود قوة قاهرة تتمثل في “إله”، قال بوجود قوة قاهرة تتمثل في “الطبيعة”.
أي أنه تحول من الاعتقاد بوجود “إله”، إلى الاعتقاد بوجود “إله”، رغم انكاره! أي قام بعملية تحول من كرسي لآخر داخل خيمة الايمان بالغيب، بعلم أو بدون علم، لأن كُنه الطبيعة مازال تلتحفه الغيوب!
الاسلام في تصوري، جعلها في غاية السهولة، وترك الباب مشرعاً، ورمى الكرة في ملعب من يجيد اللعب، وقال بكل قوة وجبروت وثقة مخيفة ومستفزة لهذا الذي نفخ فيه من روحه:
(قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ۚ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)!
ولم يعطي اجابات نهائية، تقطع استرسال السير، وترك النهايات مفتوحة!
حتى أن بعض السلف رحمهم الله، من هول “الأمانة”، وعظم التحدي الالهي “إني أعلم ما لا تعلمون”، قد حرموا التفكير والنظر والسير، كأنما خافوا أن يخسر الله الرهان، وحاشاه تعالى غيب الغيوب، من ترهاتهم! (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ).
وكأني بهم قد أعادوا لعب سيناريو الملائكة (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)!
ولضعف إيمانهم وعقولهم جعلوا العلوم علمين، علم دنيا وعلم دين! ودي كانت أول محاولة لفصل الدين عن العلم وبالتالي عن الدنيا! وترتب عنها تخلف الأمم الاسلامية كلها! إلا تلك التي نهضت خارج رحم الثقافة الإسلامية ذات المنشأ العربي!
ظن المسلم البسيط أن الدين انقطاع عن الدنيا داخل المسجد والمسيد والخلوة، ولم يفهم أنه مخلوق من أجل المعرفة بشمولها واطلاقها (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، العبادة هي المعرفة! وكثيرٌ من الملحدين قد ألحدوا لكثرة معارفهم التي تخالف تدين المتشددين، وجهلوا القرءان الذي جاء من أجل معارفهم وأكثر، ومن أجل الانفتاح على العالم والناس كافة، “الشغلانة” اتفاق في المنهج و”مكاواة” اكثر منها فهم!
عزيزي عليكم بالظاهر الباطن يعلم به الله