غير مصنف

البلد بلدنا و نحن أسيادها !

حسين عبدالجليل

لا أشك لحظة في أن الاتفاق الأخير بين حمدوك  والعسكر كان أتفاقا سيئا ومجحفا بحق الثورة وبحق الثوار , الاحياء منهم والشهداء –  ولكن ماذا  نحن فاعلون بعد أنكسار الجرة ؟ .

لاألوم من يريد مواصلة النضال لازاحة العسكر تماما من المشهد ,  كما و أنه  ليس لي حقا أخلاقيا لتخوين من قبل بهذا الاتفاق :  “لحقن الدماء و للحفاظ علي المكاسب الاقتصادية التي تحققت ” كما قال حمدوك .

تقول الاديبة الافريقية – الامريكية مايا أنجلو بأن حكمتها في الحياة كانت ” كل شيء يعمل ضدك يمكنك أن تجعله يعمل لصالحك ،  ذلك ان أنت عرفت قانون الانعكاس له ” . ماأدعو له في هذ المقال هو أن يكون ردنا علي صدمة الانقلاب هو أن نجعل الفترة المقبلة , اي ماتبقي من الفترة الانتقالية , فترة عمل مغايرة تماما لما كان عليه الحال من قبل , في كل شيء يخص العمل العام . او كما يقول الفرنجة     no more business as usual

ساضرب مثلا لما أعنيه , بما يجب أن يكون عليه طريقة عمل والي ولاية الخرطوم القادم, وقس علي ذلك .

الوالي القادم للخرطوم , رجلا كان أو امرة عليه الاستعانة لادرة الولاية بشباب و شابات لجان المقاومة أكثر بكثير من استعانته بموظفي الولاية . فاؤلائك  الثوار الذين لايبخلوا بتقديم أرواحهم لوطنهم لن يبخلوا عليه بساعات عمل تطوعية  لنظافة , تشجير و ادارة شئون احيائهم .

أحلم بأن يقضي الوالي القادم معظم يوم عمله خارج مكتبه , متفقدا الاسواق , الشوارع , المواصلات , حركة المرور , و متفقدا مكاتب ولايته التي تخدم الجمهور (مجمع الجوازات بالسجانة  نموذجا) . وفي مروره اليومي هذا سيتعرف علي معاناة المواطن البسيط الذي لاواسطة له , وسيساهم مع مستشاريه من لجان المقاومة في ايجاد حلول أبداعية من خارج الصندوق لكثير من مشاكل الولاية , مثل  ايجاد وسيلة مواصلات جماعية عامة (تروللي ,بصات , قطارات صغيرة) ومثل ايجاد حلا جذريا لمشكلة عدم  نظافة العاصمة و تراكم القاذورات بها  , ومشكلة الاختناق المروري وفوضي الاسواق ! .

هذه البلد بلدنا و نحن اسيادها ولن ينهض بها غيرنا ,  فليعمل من بيدهم الأمر – في كل مرفق عام –  كل مابوسعهم لتفجير الطاقات الابداعية لهذ الشعب العملاق و لنعمل سويا لبناء وطن عاتي ، وطن خَيِّر  و ديمقراطي !.

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. أخ حسين .. أتفق معك تماما على هذا الطرح الإيجابي المتجنب لدهاليز السياسة وسلبيات تجاذباتها .. غير أني مشفق عليك من العنوان “البلد بلدنا و نحن أسيادها” لمتلقي الحجج وهم كثر في غابة الانترنت ليرجعه الى المصدر والسياق الذي ورد فيه .. والاهم من ذلك أنك أدرجت وسط هذا اللغط والضجيج ما ينفع الناس ويمكث في الأرض .. لك التحية ..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..