الى النائب العام: اين دفن شهداء جامع الانصار بود نوباوي عام 1970

بعد صلاة الصبح في ذلك اليوم المشؤوم من 29 مارس 1970 غيبت آلة الحرب القمعية  التابعة لنظام مايو الدكتاتوري بقيادة السفاح الجاهل جعفر نميري. غيبت روح ثائر كان في الصفوف الاماميه مدافعا عن مسجد ودنوباوي الذي هاجمته مدرعات النظام في فجر ذلك اليوم للقضاء على المحتمين به من الانصار، بعد ان منعتهم من عبور كبري امدرمان لمواصلة احتجاجاتهم أمام قصر الرئاسة. وما اشبه ثوار ذلك اليوم بثوار ديسمبر  2019.

كان ذلك الثائر هو الشهيد محمد سعيد الاسد. الخبير الزراعي الذي قوم بإدارته معظم  مشاريع دائرة المهدي. مشروع الملاحة وقندال والجزيرة أبا والكويك وامدوم والسقاي.  رحلت روحه الطاهرة  في فجر ذلك اليوم  ومعه الآلاف من أرواح ثوار الانصار الطاهرة. حصدتهم بوحشية دبابات النظام ماركة T55 روسية الصنع.

في ذلك اليوم المشؤوم، لم تسلم من اللهب ونيران المدافع حتى مئذنة المسجد ونخيله وأشجاره التي كانت تأوي أبناء السبيل والمساكين.

النظام الجبان المايوي، أسرع في جمع الجثامين المتناثرة  امام ساحة المسجد داخل شاحناته العسكرية الضخمة. ودفنوها في مكان مجهول خوفا من مزارها.  بكل اسف مكان دفنهم الجماعي، مجهول حتي تاريخ هذا اليوم ونحن نعيش عهد الحرية والديمقراطية.

سكتت الحكومات المتتالية على حكم السودان عن كنه مكان تلك المقبرة الجماعية حتى حكومة من كان يعتبر صاحب وجعة “الصادق المهدي”. وبعده سكتت عنها حكومة المخلوع البشير الاسلامية ثلاثون عاما من حكم شمولي ظالم متمكن.

من هنا أناشد النائب العام ووزير الداخلية الحالي وكل افراد حكومة الثورة بشقيها المدني والعسكري ان تكشف عن مكان دفن هؤلاء الابطال الشهداء الذين أسسوا لثورة ديسمبر المجيدة لترفع شعار
حريه سلام وعداله.

وليتم انصاف اسر شهداء مسجد ودنوباوي بمعرفة اين دفن اجدادهم في يوم 29 مارس 1970. وهذا حق دستوري وشرعي لكل مواطن في وطنه.

اناشد لجان المقاومة وشباب ثوار امدرمان، ان يكن يوم 29 مارس 1970 يوم شهداء مسجد ودنوباوي واناشدهم للتجمع بعد صلاة العصر في نفس الجامع لإحياء الذكرى ومطالبة النائب العام للكشف عن مكان دفن هؤلاء الأبطال. وليكن التاريخ شاهدا عليهم.

18 مارس 2021
امدرمان
ودنوباوي
اسرة الشهيد محمد سعيد الاسد

[email protected]