مقالات سياسية

لماذا لا يترجل “نمر” ..؟!

هاشم عبد الفتاح

إن كان لولاة أمرنا وحكامنا حياء وشعور وعزة, وإدراك بعظم المهمة والمسؤولية لما بقي في حياتنا “حاكم واحد” ولكنهم حتماً سترجلون ..بين يدينا صورة موغلة في البؤس والقبح .. مشاهد لتلال وجبال من نفايات لا تحدها حدود, ولا يلجمها قانون ولا حتى أخلاق داخل (الخرطوم),  تطل أمام ناظريها بكل شموخ وكبرياء, فقد رسخت واستوطنت وبنت (أعشاشها)  تماماً داخل أسواق وأزقة وميادين وطرقات الخرطوم “الولاية” وهي لا تبالي .

لسنا مبالغين إن قلنا إن (الخرطوم), وحينما نتحدث عن الخرطوم نعني بها العاصمة المثلثة بمسمياتها القديمة (الخرطوم, وبحري, وأمدرمان), فهي بكل جدارة العاصمة (الأوسخ)  في محيطنا العربي والأفريقي ..هي الحقيقة التي لا يجب أن نداريها, ولكن تؤكدها الشواهد والمشاهد, والمغالطنا يسأل (العنبة) الرامية في الميناء البري بالخرطوم وفي الأسواق الشعبية في أمدرمان والخرطوم, ولو أن سعادة الوالي (نمر) ساقته الأقدار إلى هناك فإنه سيكفينا شر المطالبة بإقالته, فإنه حتما سيترجل  طوعاً من “كرسي الولاية” والعودة إلى المساطب الشعبية, هذا إن كان فعلاً له حياء ..

بل ونظن وليس بعض الظن اسم أن (نمر) ستلحقه بالضرورة قيادات ومسؤولون آخرون إما بالاستقالة أو بالإقالة (جبراً), لأن المشهد العام لهذه الولاية يوحي بأن الفوضى في أسواقنا وفي شوارعنا (مركبة) ومتداخلة ..

فكل المسؤولين هنا وكأنهم يعزفون سينفونية مضطربة,غير منسجمة لا تنتج  للمسرح السوداني  سوى (صخباً وضجيجاً), تلك هي الصورة المنظورة في المشهد  العام بولاية الخرطوم وهي تبدو كعجوز شمطاء, حافية الأقدام, رثة الثياب,نتنة الروائح,مثقلة الهموم والأوجاع.

تنام على أكوام من أنقاض ونفايات, تتوسد  أحزانها وآلامها في رهق, تقلقها كوابيس الليل,وأحلام المستحيل, تصحو مع بذوغ الفجر مفجوعة  .. مرعوبة وهي تهرول في دوامة لابداية  لها ولا نهاية تبحث عن معايش جبارة ولقمة حلال لا تتوفر إلا بقدرة الواحد الجبار.

هكذا هي الخرطوم المدينة (الضاجية).. وهكذا هم قاطنوها جاؤها على قدر وبقوا فيها بعد أن قبلوا بقانونها وبشروطها الخاصة, وكأنما هي الآن تقتص من قاطنيها بفرض قيودها وواقعها الأكثر تعقيداً, فيا ولاة أمرنا ويا حكامنا هذه هي خرطومكم بكل أحزانها  وخراباتها وأدرانها ونفاياتها ..فمن يغسلها إذن  ويعيد لها بعض مما فقدته من ابتسام وجمال ..؟!

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. لماذا لا يترجل “نمر” ..؟!
    يازول نمر دا حسي انو بقي اسد عديل
    غير أن العاصمة مليانه اوساخ كمان فيها سكن عشوائي كتير

  2. ترجل نمر يحتاج لحمله إعلاميه قويه من كافة الصحف والقنوات الفضائيه فى مصر مقدمي برامج التوك شو يعملون بتناغم تام ويتناولون مشاكل مدنهم بالصوره والصوت ويتصلون أثناء عرض المشاهد بالمحافطين ورؤساء المدن ويسلجونهم بلسان حداد وظللنا نطالب إدارة تلفزيوننا القومى بتقليد التلفزيون المصرى وهذا ليس عيباً طالما كان الآمر متعلق بمنافع تعود للعباد والبلاد ولن ابالغ إذا قلت اني تحصلت على رقم هاتف فيصل محمد صالح وكذلك مدير مكتبه ليقول له أصدر تعليماتك لإدارة التلفزيون كى تنزل الكاميرات للشارع ولكن بكل آسف لم اتلق اى رد رغم الهاتف كان يرن وهذا الموضوع لم يك ليحتاج منا للتنبيه لآن هذا العمل من صميم الاجهزه الإعلاميه فالكاميرات والاتيام المصاحبه لا بد لهم من نقل المظاهر السالبه التى تعج بها المدن لأنها أولى من تتبع المسئولين فى غدوهم ورواحهم الذين لا يفعلون شئ بقدر إهتمامهم بالمظاهر الكذابه!!.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..