حميدتي… إطرد أخاك !!

سيادة الفريق نائب رئيس المجلس السيادي…. الموقر
السلام عليكم ورحمة الله…
أنا مواطن سوداني عادي بسيط… مثلي مثل أي إنسان في العالم أحب وطني. بل الحيوانات والطيور تحب أوطانها. فكيف بنا ونحن من كرم الله وحمل في البر والبحر. لا أنتمي لأي جهة سياسية. وليس لي أي انتماءٍ سياسي. ولا أعتقد في القبلية ولا الجهوية ولا الفرز الديني… لكل انسان دينه ولي دين.
لم أدلِ بصوتي في أي انتخابات مذ بلغت حق الانتخاب ، سوى مرة واحدة فقط.. في صندوق الأمير (نقد الله)… مرشح السيد الصادق رحمه الله. أدركت أنني خدعت فيه لاحقاً. فقد جاءنا على صهوة شعارات أؤمن بها… تفكيك الطائفية… حرية المعتقد..دفن القبلية.. الالتزام بالمواطنة معياراً. ثم صبأ.
صمت مرة أخرى عن الانتخاب. حتى تابعت خطاب المرحوم القائد (جون ميارديت قرنق).. “الإفريقية لن توحدنا… العروبة لن توحدنا… المسيحية لن توحدنا… الاسلام لن يوحدنا… توحدنا سودانيتنا!! ما العيب في نكون سودانيين فحسب؟” …
أسررت في نفسي أنه هو الرجل والقائد الذي سيبحر بالبلد الى بر الأمان.. أرجح أنه قتل لأن أعداء السودان أدركوا ما أدركته عنه. وذلك ما لايريدون.
ثم توسمت فيك أنت خيراً…. (أنا لا أريد منك شيئاً).. لكنها الحقيقة… أحسست أنك قروي نظيف… صافي النوايا.. وتلك صفة ملازمة لأهلنا في الريف. كتبت عنك مقالاً على منبر (الراكوبة). بعنوان (حميدتي الرجل).. كان ذلك في عهد (البشير) الضلالي كما يطيب لأستاذنا (العمده) أن يناديه.
كتبت عنك منافحاً وأنت لا تعرف من أنا. ولا يفرق عندي أن تعرف من أنا أو لا تعرف. يكفي أن تعرف أنني سوداني يظن بك خيرا للسودان… وكفى.
ثم لن ينسى السودانيون وقفتك القوية في وجه قتل ثوار ديسمبر الأماجد… السودانيون لا ينكرون فضل متفضل. ثم إنني مدرك لمأذق فض الاعتصام الذي حشرك فيه خبثاء نعرفهم… كثيرون جداً يدركون أنك لو كنت تعلم بالمذبحة والاغتصاب.. والتعذيب الذي (حدث ما حدث).. لأخذت بندقيتك ووقفت في وجه أقبح جريمة عرفها السودان علي الإطلاق. كل ذلك لنشأتك الريفية التي استشعرتها فيك من زمن بعيد… فالريفي يموت دفاعاً عن (كنداكة) أن تغتصب.. الريفي يعتنق (لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى…. حتى يراق على جوانبه الدم)… ثم بعد المذبحة دفعوا بك واستدرجوك من حيث لا تدري… أن تمتدحها جهاراً نهاراً… في خطابك الشهير (أحسن كل زول يفتح عينو)….
ثم تتبعناك وأنت ترهق نفسك… لتغسل عن يديك دماً ورطوك فيه…وأنت منه بريء.
نعلم أن حشرك في ذلك المأذق الشنيع لم يكن لغباء بك.. حاشا فأنت ذكي والكل يعرف. لكن لصفاء قرويتك… ونقاء نيتك.. وهما كما أسلفت صفتان ملازمتان لكل ريفي بسيط.
ربما تتساءل ويتساءلون… لماذا كل هذا السرد المطول..؟ وأجيب……
لتعلم ويعلمون أنني توسمت فيك الخير من زمن بعيد.. ولتعلم ويعلمون أنك لا تعرفني ولا أعرفك.. وراء أننا سودانيان.. فرض عين عليهما حب (السودان)… ثم يا أخي لا أريد منك شيئا… وربما لن ألقاك ما دمت حياً.. إذا فلتنصت لما سأقوله لك… بتجرد.. مستصحباً حسن ظني فيك….

الخرطوم تقعد على فوهة بركان… سيتفجر لا محالة اذا لم نتدارك الأمر.. وسيتفجر السودان كله… وسطه والأطراف من بعد ذلك.. والخاسر أنت وأنا وهم.
تلك الجيوش العبثية الفوضوية… والمليشيات المشبعة بالحقد والإنفصام.. التي نشأت في بيئة مشبعة بالكراهية للخرطوم. (الانسان ابن بيئته).. المدججة بالسلاح…. لهي أخطر على السودان من أي خطر تتصوره على بالك. لم أصل الى تلك الحقيقة تجنياً… بل كل السودانيين قد سمعوا. ولابد أنك قد سمعت. تلك السموم التي تبث من أفواههم. تعلن عن ما يخبئون في أنفسهم الحاقدة المتعفنه. كل السودانيين قد شاهدوا وسمعوا ما يبثه نشطاء الغرب… من أحقاد.. وتعطش للانتقام.. وهم نفس القاعدة التي أتت منها هذه المليشيات المسلحة..القاعدة التي يبيد الواحد منهم قرية كاملة من أجل (غنمايه). قال أحدهم في زيه الرسمي وهو يرقص.. حررنا الخرطوم!! سمعته وشاهدته بعينيّ هاتين… كبر البقية وصفقوا له..
ثم ويا لبؤس الخطاب… يقف أخوك… عبد الرحيم دقلو.. يصيح متشنجاً.. يعوي كذيئب متعطش للدم. (الخرطوم دي حقت أبو منو… ؟في زول عندو شهادة بحث… نمشي مروي…) يا سلام وأعوذ بالله من الجهل… الخرطوم حقت كل من له حق قانوني مسجل…. ونعم بشهادات بحث.. الخرطوم حقت مُلاكها من الغرب والوسط.. والشمال والجنوب والشرق والغرب… وشهادات بحثهم في جيوبهم… اليس لآل دلقو حواكيرهم في الغرب؟ الخرطوم حواكير أهلها بالقانون.. وليس بالغذو المسلح.. واذا دعاك جهلك للزندية… فسوف تدهشك.. الزنود التي تلاقيك.. الخرطوم لك ولي وله بالحق والقانون. وان رأيت غير ذلك فسترى غير ذلك.
ومروي..!! تلك حكاية أخرى. أمشي مروي يا عبد الرحيم دقلو.. ابرز ملكية (ساقيتك)… تزرع وتحصد.. تحب وتنحب.. تحترم وتُحترم.. تصبح ابن مروي.. ومروي ياما تحب أبناءها.
أما يا عبد الرحيم أن جيئت معتدياً… محتقراً… ملوحاً بسلاحك. فلتعلم أن الناس (المشلخين) ديل ما بيرضوا الحقاره. واللبيب بالاشارة يفهم.
وأختم… يا أخي القائد حميدتي… هل تصورت الفوضى التي نحن فيها. والخطر المحدق بنا كلنا كأبناء وطن نحبه؟ إذاً فلا تخيب ظني فيك. أنت عندي صمام الأمان.. وربما لا يعجب كلامي هذا كثيرين… لكنني أظن بك خيراً. ولم يأتِ حسن ظني بك من فراغ.. بل لمواقف مشرفة عهدتها فيك… قم بواجبك..إسكت هذا الخطاب المسموم من أي جهة كان. وأول خطوة أن تأمر أخاك أن يعتذر للخرطوم ومروي… أو أن تطرده من قيادة الدعم السريع.