نقل الممتاز بين بي إن سبورت والتلفزيون القومي.. أزمة بداية كل موسم تنتهي دائما بنقل محلي

حافظ محمد حمد

على الرغم من السلبيات العديدة التي ترافق بطولة الدوري الممتاز إلا أنه يحظى بمتابعة جماهيرية عالية وحضور جيد وضعه في وقت سابق في المرتبة الثانية بعد الدوري السعودي القوي للغاية والمنظم جدا، وقبل انطلاقة الدوري في كل موسم ترافقه أزمة البث التي تنتهي بنقله عبر القنوات المحلية سواء النيلين والتلفزيون القومي أو قناة قوون الفضائية، المشاكل والخلافات بين الناقل الحصري للممتاز وبين الاتحاد الجهة المنظمة والمسؤولة عن الدوري وأنديته لا تكاد تنتهي وليس أبعد مما حدث الموسم الماضي من وأد لأهم جولات الختام التي أصبحت ماضيا اندثر ولن يكون له وجود، كما واجهت عملية النقل ذاتها مشاكل لا حصر لها فبعض المباريات لم يتم بثه لأعطال فنية أو أي أسباب أخرى تتعلق جميعها بالمال. الاتحاد الرياضي السوداني طرح سلعته في المواسم الماضية وكانت الجهة التي اشترت سودانية خالصة خلال المواسم الأربعة الماضية .

متعة مشاهدة مجانية

وإذا كان التلفزيون القومي وبقية القنوات السودانية لم تقدم خدمة متكاملة تلبي الطموحات عطفا على المشاكل التي تصادف عملية النقل غير أن المتابع إستمتع بخدمة مجانية ولم يتكلف سوى التحول للقمر عربسات على غرار ما حدث الموسم الماضي بعد أن نقلت النيلين الرياضية مجال بثها للقمر الاصطناعي عربسات، بغير ذلك لم تكن هناك عقبات سوى الخلاف بين الاتحاد السوداني والناقل الحصري للدوري ما تسبب في إفساد المشهد بعدم نقل بعض المباريات المهمة، التجربة وإن لم يصادفها النجاح الكامل غير أن الأمر كان يمكن تداركه وإن عن طريق السحلفائية الشديدة وعدم وجود أستديوهات تحليلية وغياب لفقرات مهمة وعدم استفادة الجهة الناقلة من الدوري بشكل كامل وهي أمور يمكن تلافيها بتجويد الخدمة والاستفادة القصوي من أهم حدث رياضي على مستوى البلاد .

الملاعب مشكلة كبرى

ملاعب الدوري الممتاز شكلت عقبة كبيرة أمام أفضل القنوات على الإطلاق وحرمت الجزيرة الرياضية سابقا بي إن سبورت من نقل الدوري الاتحاد، نقل الدوري على قناة بي إن سبورت حاليا بكل ما تمكله من إمكانات وقدرة على تقديم أفضل خدمة للمتابعين حرم الاتحاد الرياضي من تسويق بطولته الأولى غير أنه وقع بردا وسلاما على المتابعين لكون متابعة المباريات من المنازل ستكون للميسورين فقط بينما ستحظى أندية المشاهدة بحضور كبير سينعش خزائن كثيرة ولكن الأهم أن القناة كانت قادرة على تقديم وجبة دسمة للمتابعين .

فوضى.. وعشوائية

كانت العشوائية والفوضى العنوان البارز لما حدث الموسم الماضي من خلافات انتهت بفض الشراكة بين الاتحاد والتلفزيون من جهة الاتحاد بعد تعثر الاتحاد في دفع ما عليه من حقوق للنقل وهو ما قاد لحرمان المتابعين من مشاهدة مباريات الجولات الحاسمة وتدخلت قناة قوون التي نقلت مباراة الختام بين المريخ والهلال، عدم تمكن التلفزيون من دفع ما عليه من التزام تسبب في مشاكل لا حصر لها بين الاتحاد والتلفزيون من جهة والأندية والتلفزيون من جهة أخرى وبين الاتحاد والأندية من جهة ثالثة وهي عشوائية خسرت فيها جميع الأطراف .

التلفزيون القومي الأقرب

بكل المقاييس يعتبر التلفزيون القومي وقناة النيلين الأقرب لخوض التجربة من جديد ونقل فعاليات البطولة ومن المؤكد أن الطرفين الاتحاد والتلفزيون سيتوصلان لصيغة مرضية ويلتقيان في منتصف الطريق وهو أمر أقرب للتحقق في انتظار تدخل سياسي قريب.

ومن المتوقع أن يخوض التلفزيون القومي والنيلين الرياضية تجربة متجددة مع الاتحاد الرياضي السوداني الأمر أقرب ليتحول إلى واقع رغم الهوة بينهما، وحال توصل الطرفين لحل وسط يمنح القناة الحثوف الحصرية لنقل الممتاز فإن الفضائيتين مطالبتان بتجويد الخدمة والاستفادة لأقصي حد ممكن من الدوري، سيما النيلين وهي القناة المخصصة بالكامل للرياضة وتحسين صورة الأستديوهات التحليلية يبقي أمرا مهما باختيار جيد للمحللين، كما يجب الاهتمام بتدريب المخرجين وتقديم فقرات جاذبة تحظى برعاية من كبرى الشركات والبيوتات التجارية وهو أمر ليس بالصعب أو العسير وخلال الموسم الماضي لم تستفد النيلين من حقوق النقل التي أتتها مجانية وغابت فقرات جاذبة وغالبا ما تنتهي المباريات بصافرة الحكم فقط ما حرم المتابعين من إكمال متعة المشاهدة .

اليوم التالي