عمود سلام يا وطن

ما يحيِّر في امر هذه الحكومة هو ازمة الوفاء التي تنضاف لعديد الازمات في جسمها .. فما نشر بالامس عن اخلاء منزل البروف محمد عوض هاشم بالقوة الجبرية وتشريد ابنائه دون مراعاة لارث الرجل وعلمه وما قدمه للفكر الاقتصادي الاسلامي واطروحاته برغم رأينا فيها .. كان بامكان الرجل ان يرحل الي المنافي ويجمع المال ويقيم الغابات الاسمنتية ويعيش في سودان غير سودان عامة اهل السودان .. ولكنه ارتضي ان يعيش الكفاف ويحشر في زمرة الفقراء فبقي في هذا الوطن مفكراً ومعلماً وراهباً في جامعة الخرطوم .. فبماذا رددنا جميله ؟ !لا شئ سواء ان يجد ابناؤه سكنا لهم الشارع العريض .. لا الجامعة عرفت له فضلاً .. ولا وزارة التعليم العالي عرفت له فضلا ..ولا مؤسسة الرئاسة تدخلت .. الا يحق للبروف مامون حميدة ان نحترم له مقولته التي قالها لابناء المرحومة الزينة (( اتصرفوا )) ..جحودنا هذا لا يسوقنا الا للسير قدماً نحو فقه اتصرفوا وبالأمس ارسل دكتور يونس عبد الرحمن اسحق مدير مستشفي جعفر بن عوف خطاباً للبروف جعفر يمنعه فيه من استخدام مكتبه لاغراض غير مهنية .. فهذا جحود وذاك جحود .. جحود الحكومة لابناء البروف الميت وجحود اداة الحكومة للبروف الحي .. وما يصدرون هذه القرارات ما هم الا موتي احياء .. حقيقةً ما يجري في هذا البلد يجعلنا نحس بأن من يملك القرار يتعامل معه كقابض ارواح أو معطي ارزاق وتنطلق التساؤلات لمصلحة من يتم اضطهاد علماؤنا ؟ و لمصلحة من يتم تشريد مثقفينا ؟ ولمصلحة من يداس علي كل الارث السوداني النبيل .. الذي يوقر الكبير ويرحم الصغير ويجل العلماء فهذه التحولات في قيمنا وفي اخلاقنا الا تشكل مسيرة نحو الهاوية ؟!وعندما نقرأ اقرار وزارة الصحة الاتحادية وقولها بأن هجرة الاطباء افقدت البلاد الكوادر المميزة بسبب شروط الخدمة غير المجزية وللظروف الاقتصادية الضاغطة . كاشفة عن هجرة ثلاثة الاف طبيب من مختلف التخصصات في الفترة الاخيرة ونوهت الي ان 48% منهم من الاناث . يأتي هذا الاقرار في الوقت الذي يقول فيه وزير الصحة الولائي ( ان لدينا فائض في الاطباء وان الهجرة لا تزعجنا بل نشجعها ) وفي ذات الوقت يرثي الاستاذ بحر ابو قردة هجرة ثلاثة الاف طبيب ويتناقض معه البروف مأمون حميدة !!فمن يريد لمن ؟ ومن يريد لهذا الشعب ان يمارس عملية التهجير القسري ؟ ومن المسئول عن شروط الخدمة غير المجزية ؟ومن المسئول عن الظروف الاقتصادية الضاغطة ؟! عموما ثلاثة الاف طبيب هم هدية الحكومة السودانية لدول المهجر وحقَّ لوزير المالية ان يقول ان صادرات السودان هي السمسم والمحاصيل والاطباء .. علي الاقل هولاء الشباب سيجدون دولاً تحترمهم وتكفيهم ذل الحاجة وترفع عنهم غبن العطالة وتعطيهم المال والعلم والكرامة االانسانية .. فالجحود الذى طال البروف /محمد هاشم عوض هو نفس الجحود الذى طال البروف / جعفر بن عوف ..ونفس الجحود الذى ارغم شبابنا على إرتياد المهجر بحثاً عن حياة تحفظ لهم آدميتهم..ها نحن نصرخ فهل من مجيب؟!

وسلام يااااااااااوطن
حيدر احمد خيرالله
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. حقآ هذا عصر الجحود والافلاس .. قل لي بربك ماذا يفعل الحاسد مع الرازق ؟؟ و المال عند بخيله و السيف عند جبانه !! و كما تدين تدان .. بعد ان صرنا نجازي خيرة علماؤنا باللؤم و النكران !!!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..