تصريح كارثي!!

٭ لم يتسن لي الحصول على صحيفة «الأخبار» العدد رقم «0211» والذي أجرت فيه الصحيفة حواراً مع نائب معتمد شؤون اللاجئين بالولايات الشرقية الذي أفاض في الحديث عن ظاهرة الاتجار بالبشر فوصفها بأنها وسيلة للثراء، ولم يقتصر الحديث عن الاتجار بالبشر فقط، بل ذكر ضمن خطوط ترويج الصحيفة للحوار «لا نستطيع منع اللاجئين مصابي الايدز من دخول البلاد وهناك من يحملون امراضاً أخرى»!!
٭ رفعت حاجب الدهشة عالياً عندما مرت عيناى على الجزء الأخير من التصريح، وقبضت نَفَسي حتى كاد ينقطع، وقفز السؤال سريعاً لماذا لا تستطيع الولاية منع تدفق اللاجئين حاملي فيروس الايدز وامراض أخرى حسب وصفه؟ إن الحديث بكل ما وردت فيه من كلمات حديث لا يبعث الطمأنينة ولا يقاربها أبداً، خاصة أن معسكرات اللاجئين تفيض بالمئات يومياً وتزدحم بهم الامكنة وتضيق بالشخوص المتدفقة، وما ذكره النائب إن لم يفض لانتشار المرض وسط اللاجئين فإنه في حد ذاته «تصريح كارثي» يجعل ولايات الشرق بكاملها ترتجف أمام تدفق الامراض في وجود أيد مكتوفة لا تستطيع منع اللاجئين المصابين بالأمراض من الدخول!! ورغم انى لا أعلم ما هي الأمراض الأخرى التي يحملها اللاجئ، ولكن ذكر اسم مرض «الايدز» كفيل بأن يجعل اللاجئ والمواطن في «توهان»، فربما جاره الذي الى يمينه هو المريض بالايدز، وربما الذي يشاطره الغرفة مصاب هو الآخر، وجميعهم لا يتعاطون علاجاً ولا يطرقون أبواب الفحص الطوعي ولا يتسلحون بالتوعية وأسس معايشة المرض، وهنا يصبح الجميع في دائرة قلق وخوف متصل يزيده توتراً تصريح نائب معتمد اللاجئين الذي أمّن على وجود الأمراض ومن بينها الايدز.
٭ وصفت صحيفة «الأخبار» إفادات نائب معتمد اللاجئين بـ «الجريئة»، وفعلاً إنها جريئة وساخنة جداً، ففي أسبوع واحد حسب حسابات المعتمدية فإنها تستقبل ستين لاجئاً أسبوعياً مع بلوغ الأعداد في معسكرات الشرق «73» ألف لاجئ، واذا كان العدد المذكور هو الحقيقي أم لا فإنه يزداد لينقص امداده من المال والطعام والشراب والعلاج، الأمر الذي يجعل اللاجئ في فوهة البندقية امام تجار البشر الذين يتعقبون خطاه ويتربصون به حد الانقضاض ليصبح بين براثن القوة والشدة ولا يستطيع الافلات، والا حصدته نيران الأسلحة الحديثة، والتجارب كثيرة ومتوفرة ويمكن الاطلاع عليها.
٭ سيدي النائب كيف لم تستطع منع مصابي الايدز والأمراض الاخرى من الدخول للبلاد، بينما استطعت الحد من ظاهرة الاتجار بالبشر، ولم تسجل قريباً أية حالة؟ وكلاهما في درجة «خطورة» واحدة ذات نتائج «مميتة»؟!
٭ حدودنا تفتقد لآليات المراقبة، وكل من اراد التسلل يجد فيها ضالته المنشودة، فيتسرب ذات ليل ويدخل «آمناً» بقلب سليم، وعلى مرأى من جهات مسؤولة تسمع وتشاهد وتغض الطرف و«كمان جابت ليها مرض ومرضى داخلين البلد»!! رغم أن هنالك جهات صحية كثيرة يمكن الاستنجاد بها من أجل الكشف على اللاجئين، خاصة أن العدد سيدي النائب تم تحديده من جهتكم، ومنظمة طوعية واحدة تعمل في مجال الايدز يمكنها توفير عيادات الكشف الطوعي والعلاج المجاني والتوعية.
٭ همسة:
للنهر صورة واحدة كما القمر..
ولوجهك صورتان..
إحداهما حقيقة زائفة..
والأخرى زيف حقيقي..
الصحافة
ماشين بعيد لايه ام بده الجريف الطائف العمارات امكن جميع احيا الخرطوم باولايات وكمان الجنوب نضفو الجوه والامراض الماذكره السل والتهاب الكبد الوبائى بانواعو
هذا ليس لجوء بل هجرة جماعية غير مقننة الاعداد المذكورة لا تعكس الواقع اذ هي اقل بكثير جداً اذ يبلغ عدد المهاجرين عبر الحدود الشرقية ملايين معظمهم استقر في جميع مدن السودان من دنقلا مروي كريمة عطبرة شندي الابيض الفاشر مدني سنار كوستي مع كثافة في مدن الشرق بورتسودان كسلا القضارف ومئات الآلاف في ولاية الخرطوم
اتحدي ان تكون مفوضية اللاجئين او وزارة الداخلية شئون الأجانب تملك إحصائية باعدادهم وتاريخ دخولهم والكيفية التي دخلوا بها