التعليم..

ولا نزال ننتظر ماذا حلّ بتوصيات مؤتمر التعليم الذي انعقد منذ 2012م.. نذكر نهاية العام الماضي صدر تقرير من وزارة التربية والتعليم العام أظهر انخفاض معدلات الاستيعاب بالمدارس الثانوية إلى 38.8% خلال عام 2013، التقرير 38 في المئة نسبة لا تدعو إلى الاطمئنان، بل مقلقة، وتعيدنا مباشرة إلى القضية الحاضرة بقوة والتي اتفق بشأنها الجميع في قطاع التعليم بدءاً من المناهج، مروراً بالسلم التعليمي، والبيئة المدرسية، وانتهاء بالتدريب والتأهيل بالنسبة للمعلمين، مشكلات العملية التعليمية التي باتت أساً لمشكلات كثيرة متتالية، والتي أتت ثمارها المرة بشكل أكثر وضوحاً خلال الــ 15 عاما الأخيرة انعكست بصورة جلية على كافة القطاعات، وجميعها تكاد تقولها واضحة.. هناك خلل أساس وواضح في العملية التعليمية ترجع إليها مجمل المشكلات.
تراجع الاستيعاب أمر خطير وربما للوهلة الأولى يُفهم منه أن هناك ثمة مشكلة في عقول المتلقيين غير أن المشكلة الحقيقية ليست في هذه العقول الصغيرة المحشوة بالكم بدلا عن الكيف، وليته كماً يرتجى منه، المشكلة الحقيقية في المادة العلمية المقدمة والتي تتلقاها هذه العقول، هل هي مادة تستحق أن تفهم وتستوعب؟، وهل- أصلا- هي قابلة للفهم والاستيعاب أم هي مجرد حشو؟، كما أقر بذلك منظر ومشرع ثورة التعليم العالي بروفيسور إبراهيم أحمد عمر، وإن كانت المادة المقدمة مجرد حشو من أجل الحفظ قطعاً سوف تتراجع نسبة الاستيعاب؛ لأنه ببساطة لا يوجد ما يستحق الاستيعاب، فشتان بين الاستيعاب والحفظ.
ببساطة المناهج الموضوعة تكاد تفرغ من مادة معرفية يحتاجها طالب العلم، التراجع الحاد في الاستيعاب مقروء كذلك بالتحصيل الأكاديمي، التحصيل الضخم في أرقامه وضعيف في قيمته العلمية لمعرفية المطلوبة.
التوصيات التي ظل يرفعها الخبراء خلال الفترات الماضية بأهمية تغيير المناهج لا تزال مجرد توصيات، تنتهي باحتساء القهوة والشاي.. صمتت الوزارة عن توصيات مؤتمر التعليم إلا بشأن إضافة عام جديد لإعادة السلم التعليمي إلى ما هو عليه، أضافت الوزارة عاماً تاسعاً لمرحلة الأساس لكن خبراء انتقدوا المعالجة لأسباب تربوية.. غير أن قضية المناهج تظل المحور الأساس في العملية التعليمية كلها، تقريباً هناك شبه إجماع بشأن ضعف جدوى المناهج الحالية.
ثم القضية الأهم هي الميزانية التي تخصصها الدولة لقطاع التعليم باعتباره ليس أولوية وهي معلومة للجميع، التقارير الدولية أكدت أن السودان الأضعف أفريقياً وعربياً في الصرف على التعليم، حيث يصرف السودان من ميزانيته ما نسبته 1%، ولم يتحرك السودان من هذه النسب الضئيلة، ميزانية السودان 2014م خصصت 2 مليار جنيه للتعليم والصحة والزراعة، بينما خصصت الميزانية أكثر من 11 مليار جنيه لقطاع الدفاع والأمن والشرطة، ومن النظر إلى الأرقام المخصصة لكل قطاع مؤكد النتيجة واضحة وضوح الشمس، إن كان الوضع جملة يحتاج إلى ثورة حقيقية من أجل التغيير المنشود، فالتعليم- وحده- يحتاج ثورات وثورات، فالمادة التي تم حشوها في عقول أجيال كاملة لن تتغير وفقاً لتغيير سياسي، تظل العملية التعليمية تحتاج إلى ثورة تخصها.

التيار

تعليق واحد

  1. كتابات المستقبل
    هذا المقال غير صالح للتعاطي معه في المرحلة الراهنة
    ودعوة الي اصلاح مايمكن اصلاحه في العمليه التعليمية المنهارة في اطار اعادة بناء الدوله السودانية عندما يصبح ذلك ممكنا

    كتابات تبشر بميلاد جيل جديد من الصحفيين مسلح بالوعي والاقتدار والقدرة علي التحليل رغم مظاهر الدمار الشامل في كل مرافق الدولة السودانية ونتمني الافراج عن اقلام اخري سارت علي نفس الطريق

  2. ود الميرغنى ما قال بجتمع مع الرئيس لتغيير المناهج الدراسيه .. وهو لديه خطة
    جاهزه .. وهى أعتقد من ضمن خطة ال181 يوم القدانا بيها قبل مايجى القصر ..!!

  3. بما أن السودان كدولة قائمة فى عالم اليوم ، يفتقد لأبسط عوامل التواكب والتماشى مع الآخرين ,,, جل المدارس السودانية شبه خالية من أجهزة الكميوتر ,, ممكن الطالب يكون قد اكمل مرحلة الثانوى دون أن يكون قد لاسمت يداه جهازالكميوتر ,,, البعض قد لم يشاهده أصلا …
    الدولة السودانية على أعلى المستويات ليس بها قاعدة بيانات ( Data Base )
    إذا أردتم التأكد من صدق ما أقول ,, فاليذهب أىشخص منكم إلى أى مؤسسة حكومية ويطلب أى بيانات … نأخذ القصر الجمهورى حيث هو رأسالحية …
    أسال أهل الأرشيف هنالك عن عدد الموظفين العاملين بهذا الصرح ( لأنو عندك دراسة عن عدد العاملين بالدولة ) ستكون الإجابة إن كان هنالك رد ,,, عدى علينا بعد إسبوع حنجهز لك الموضوع …
    يمموا شطركم نحو جهاز المغتربين … كم عدد الذين فروا أقصد هاجروا من الوطن وتشتتوا شذرا مذرا فى كل أركان المعمورة … لا توجدأجابة ولا أحد يدرى ,,
    فقط الجبايات والمعاكسات المكتبية وكل مامن شأنه أن يعيق تحركك هو السائد فى دولة الفوضى واللا قانون …
    إذهب نحو قبيلة الآثار ،،، قل لهم هل لدينا أماكن سياحية وآثار جاذبة ,,, قبل كل شىء تجد المكاتب خالية من الطقم العامل بهذه الجهة ،، لأن الدولة نفسها لا تعيرها أدنى إهتمام ولهذا قى الغالب الأعم يأتى أغلب العالمين بمثل هكذا مؤسسات وأشباهها عند حلول صرف المرتبات الهايفة ..
    أى تعليم يا أستاذة وأى مواكبة تتحدثين عنها ،، والطلبة يجلسون لإمتحان ما يعرف بمرحلة الأساس ( حيث لا أساس ) كى يكون ضمن إجاباتهم… المفراكة ,, والطورية … والكنتوش والمنجل … ألخ ,,,
    هذه المعلومات البدائية أذا كان لابد منها فتدرس ضمن الصف الخامس أو خلافه
    دولة تعانى من إحطاط أخلاقى فى كل مناحى الحياة … أنى لها التطور والتقدم … فضلا عن نيران الحروبات المشتعلة فى أغلب الإتجاهات ,,,
    زيادة على النعرات القبيلة والجهوية التى تفشت أخيرا بسبب الأوضاع المأزومة التى تعيشها وتعانى منها الدولة السودانية الكسيحة التى نالت إستقلالها ( إستغلالها ) منذ أكثر من ستين عاما وهو عمرى الذى يتجه نحو المعاش ,,
    هل من خير فى هكذا أوضاع ,,, لا أعتقد ,,, لكن الله غالب على أمره ,,
    لكن مالم تغير الناس سلوكهاوماورثته من أفعال وتصرفات منذ عهد الجدود,,
    فلا جديد يضاف بل السقوط تحت عجلات قطارات التكنلوجيا المنطلقة كالقذايف وعندها سوف يكون مصيرنا الفرم والطحن

  4. كتابات المستقبل
    هذا المقال غير صالح للتعاطي معه في المرحلة الراهنة
    ودعوة الي اصلاح مايمكن اصلاحه في العمليه التعليمية المنهارة في اطار اعادة بناء الدوله السودانية عندما يصبح ذلك ممكنا

    كتابات تبشر بميلاد جيل جديد من الصحفيين مسلح بالوعي والاقتدار والقدرة علي التحليل رغم مظاهر الدمار الشامل في كل مرافق الدولة السودانية ونتمني الافراج عن اقلام اخري سارت علي نفس الطريق

  5. ود الميرغنى ما قال بجتمع مع الرئيس لتغيير المناهج الدراسيه .. وهو لديه خطة
    جاهزه .. وهى أعتقد من ضمن خطة ال181 يوم القدانا بيها قبل مايجى القصر ..!!

  6. بما أن السودان كدولة قائمة فى عالم اليوم ، يفتقد لأبسط عوامل التواكب والتماشى مع الآخرين ,,, جل المدارس السودانية شبه خالية من أجهزة الكميوتر ,, ممكن الطالب يكون قد اكمل مرحلة الثانوى دون أن يكون قد لاسمت يداه جهازالكميوتر ,,, البعض قد لم يشاهده أصلا …
    الدولة السودانية على أعلى المستويات ليس بها قاعدة بيانات ( Data Base )
    إذا أردتم التأكد من صدق ما أقول ,, فاليذهب أىشخص منكم إلى أى مؤسسة حكومية ويطلب أى بيانات … نأخذ القصر الجمهورى حيث هو رأسالحية …
    أسال أهل الأرشيف هنالك عن عدد الموظفين العاملين بهذا الصرح ( لأنو عندك دراسة عن عدد العاملين بالدولة ) ستكون الإجابة إن كان هنالك رد ,,, عدى علينا بعد إسبوع حنجهز لك الموضوع …
    يمموا شطركم نحو جهاز المغتربين … كم عدد الذين فروا أقصد هاجروا من الوطن وتشتتوا شذرا مذرا فى كل أركان المعمورة … لا توجدأجابة ولا أحد يدرى ,,
    فقط الجبايات والمعاكسات المكتبية وكل مامن شأنه أن يعيق تحركك هو السائد فى دولة الفوضى واللا قانون …
    إذهب نحو قبيلة الآثار ،،، قل لهم هل لدينا أماكن سياحية وآثار جاذبة ,,, قبل كل شىء تجد المكاتب خالية من الطقم العامل بهذه الجهة ،، لأن الدولة نفسها لا تعيرها أدنى إهتمام ولهذا قى الغالب الأعم يأتى أغلب العالمين بمثل هكذا مؤسسات وأشباهها عند حلول صرف المرتبات الهايفة ..
    أى تعليم يا أستاذة وأى مواكبة تتحدثين عنها ،، والطلبة يجلسون لإمتحان ما يعرف بمرحلة الأساس ( حيث لا أساس ) كى يكون ضمن إجاباتهم… المفراكة ,, والطورية … والكنتوش والمنجل … ألخ ,,,
    هذه المعلومات البدائية أذا كان لابد منها فتدرس ضمن الصف الخامس أو خلافه
    دولة تعانى من إحطاط أخلاقى فى كل مناحى الحياة … أنى لها التطور والتقدم … فضلا عن نيران الحروبات المشتعلة فى أغلب الإتجاهات ,,,
    زيادة على النعرات القبيلة والجهوية التى تفشت أخيرا بسبب الأوضاع المأزومة التى تعيشها وتعانى منها الدولة السودانية الكسيحة التى نالت إستقلالها ( إستغلالها ) منذ أكثر من ستين عاما وهو عمرى الذى يتجه نحو المعاش ,,
    هل من خير فى هكذا أوضاع ,,, لا أعتقد ,,, لكن الله غالب على أمره ,,
    لكن مالم تغير الناس سلوكهاوماورثته من أفعال وتصرفات منذ عهد الجدود,,
    فلا جديد يضاف بل السقوط تحت عجلات قطارات التكنلوجيا المنطلقة كالقذايف وعندها سوف يكون مصيرنا الفرم والطحن

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..