دمع الجسارة ..

دمع الجسارة ..
***
محمد عبد الله برقاوي ..
***
كُتل الجحيم الجايلة ..
في صدرِك صنوف ..
جيبيها في جناجِك معاك ..
ماالآهة بتجيب البعيد ..
والزفرة بترص الصفوف ..
شافوكي يا نور القلوب ..
مصلوبة في ليل الشتاء ..
ومطعونة ما بين الكتوف ..
ما قالو يوم جفنِك رجف ..
ولا قلبِك إتولاهُ خوف ..
***
وأنا في صحاري ضياعي..
زي شتلة مستني الخريف ..
أطراف جروحي الشاكية ..
أعياها .. النزيف ..
مشتاقة تلثم جرحك ..
الهزم .. الظروف ..
***
يا نخلة راجعه علي ثراك ..
يا وردة ما أروع صباك ..
دمع الجسارة الجاري ..
في جدول وفاك ..
الليلة فاض في كل ..
دروب رحلة خُطاك ..
صوت من هنا ..
وصوت من هناك..
هدر الهتاف وفي..
الساحة طاف ..
وكل السواعد في رجاك ..
سارت جموع تلهث وراك ..
روحِك ترفرف بالتحية ..
والنعش ملفوف بالوصية ..
ردد وساب أجمل هدية ..
شيلو البلد من غير أذية ..
أرمو التناحر والخلاف ..
حلو ا القيود فكوا الكتاف ..
***
لبيكي يا رمز العفاف ..
ما بخيبو… تب ..
ضرعات جناك ..
إطمني ..وحيي المعاك ..
ارتاحي في ترابنا البناك ..
بي قدرة المولى الحباك ..
ما فينا حُر..بالهرشة خاف ..
***
يوم الرحيل الى جنات الخلد ..حيث وضعت عصا الترحال أمانة في اياد أجيال العودة بالوطن الى زمانه الضائع ..وتركت حقائب النضال على دروع بنات السودان اللائي رضعن من أثداء مشوارها الحلوب !

محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email]