لن يضيع عرق الجباه الشم

لن يضيع عرق الجباه الشم ولن تذهب دماء الشهداء هدرا ومن يراهن على ذلك من عبدة الكراسي سيرث البوار لأن الحراك الذي قادته جماهير الشعب السوداني في ديسمبر لا تزال جذوته متقدة ولا تزال أهدافه مطلباً عزيزا لقطاع عريض منها ولن تقوى ردة البعض لأزمان القمع وممارسة العسف السلطوي المدجج بأسلحة الغدر أو تبريره عبر البيانات المتخاذلة على كسر إرادة الجماهير المتوثبة لنيل حريتها وانتزاع حقوقها الأساسية واستعادة الديمقراطية لتحقيق حلمها في بناء دولة مدنية تقوم على المواطنة و سيادة حكم القانون واحترام الحقوق المشروعة في التنظيم والتجمع والتظاهر للتعبير عن مطالبها في ظل التراجع التام عن همومها وقضاياها الأساسية في العيش الكريم وتحسين مستوى الخدمات واتاحتها مجاناً.
وانفاذ ارادتها دون مراوغة أو تأجيل في انجاز السلام العادل والشامل وإقامة العدالة في مواجهة كل من أجرم في حق ابناء وبنات هذا الشعب وتحتل قضية الشهداء وضحايا الانتهاكات في ميدان الاعتصام وفي مدن واقاليم السودان المختلفة صدر قائمتها ومن الضروري إعلان نتائج التحقيق المتعلقة بها فوراً وبرأي حزبنا إن ردع الجناة كأحد مطالب الثورة يمثل الضمانة الحقيقية لكفالة الحريات وترسيخ التحول الديمقراطي وسيادة حكم القانون دون أن يغفل عن رؤية المظاهر الأخرى التي تعبر عن الضيق بالحريات وممارسة الحقوق الديمقراطية كالإبقاء على القوانين المقيدة للحريات مثل قانون الإجراءات الجنائية وقانون الأمن والشرطة ونرفض محاولات ترقيعها كما حدث في التعديلات التي ادخلت على القانون الجنائي لسنة 1991م ومطلبنا هو الغاء هذه القوانين والعودة لقانون 1974 وإصدار قوانين مهنية للقوات النظامية تتفق مع مطلب هيكلتها – كما نعلن رفضنا الحاسم لأي قانون يصادر حق الجماهير في بناء تنظيماتها الديمقراطية في مجال النقابات والحكم المحلي في مستوياته المختلفة وقد استبانت هذه النزعة في مشروع قانون النقابات الذي طرحته وزارة العمل والذي مثل انتهاكا صارخا لمبادئ وارث الحركة النقابية وتجلت ايضا في مشروع قانون الحكم المحلي وقانون الإدارة الأهلية الذين اصدرتهما وزارة الحكم المحلي وحتماً لن نتخلى عن دورنا في مقاومة كافة محاولات العودة للوراء والانتكاس عن مطالب وأهداف ثورة ديسمبر المجيدة وسنخوض مع جماهير شعبنا كافة المعارك الضرورية لهزيمة الردة بمختلف أشكالها وتجلياتها ولن نتوانى في تقديم الوعي بالحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية ولا عن فضح المنصات التي تسعى لتغليب مصالحها على الاستحقاقات و المكاسب التي تلبي طموحات وأهداف الغالبية الساحقة من شعب السودان.
______
*كلمة الميدان العدد 3690،، الخميس 27 أغسطس 2020.*