مقالات وآراء

بدرية عبد الرحمن …أم المساكين واليتامى

عمر عبدالله محمد علي

بدرية عبدالرحمن خالد . درست الزراعة في سبعينات القرن الماضي..لها إسهاماتها وثمارها في مجال الزراعة لمنطقة كوستي وماحولها. فقد اخضرت وضجت الأرض زرعا وقمحا،بخبرتها، وجهدها ،وجهد زملاؤها. فاستطاعت تذليل الصعاب، وإزاحة العوائق لتفسح للبتلات والبراعم البراح لتنمو حتى تصبح باسقة، تسد جوعا وتزرع فرحا….
هذه، صفحة واحدة من فصول البذل والعطاء التي لم تتوقف، ولا حتى لحظة واحدة. زرعت، الأستاذة بدرية بذور الخير، بمساعدة المحتاجين، من الفقراء والمعوزين الأيتام. ففي الأعياد، تصطف الأسر المحتاجة في طوابير امام منزلها بحي الموظفين في مدينة كوستي لاستلام ما يحتاجون.
يطلقون عليها، أم الايتام.. يساعد الأخت بدرية ثلة من الأخيار على رأسهم شيخ عبد الباقي امام جامع السكة الحديد العتيق، خاصة في مجال الأيتام.. كذلك، هناك،تجار كوستي الذين يدعمون، ومازالوا، بكل المتطلبات من المواد الغذائية، أو خلافها بدون كلل أو ملل. أيضا، هناك داعمون من أبناء كوستي بالخرطوم والخليج وايرلندا واليابان وماليزيا وامريكا..لله درهم.
ومن ناشطات بنات كوستي،اللواتي يساعدن كثيرا ، الأخت بدرية، خاصة في مجال رعاية الأيتام،
د سلمي الطيب علي طه
د إقبال عوض الحاج من الله….و فاطمه بت راوه. وغيرهن.
ومن شباب حي المرابيع الذين يقفون سندا ،خلفها في سد النواقص او توزيع الألبان المجففه،
محمود حسن
ميرغني الشاذلي
شمس الدين أحمد الزين
امين عبد الرسول
و عصمت محمد الحسن يعقوب….ومنعم محمد محمد نور
وعبدالحكم وصلاح هجو وسليمان بخيت….
وغيرهم الكثير الكثير من أبناء الحي…من آخر أعمال الراحلة المقيمة دكتورة احلام بابكر، كانت إنشاء طاحونة للأيتام بالقرب من جامع الاحمدين بالحلة الجديدة، والتي أوكلت رعايتها الكاملة للأخت بدرية. فكانت نعم الراعية. فتحقق حلم دكتورة احلام، واصبح واقعا يمشي بالجود وبالخير… استحقت بدرية، بجسارة أن تكون مؤسسة بذاتها؛ أو إذا جاز التعبير فهي مؤسسات للخير والتآزر والتراحم والجمال..
بالرغم من الموت والدمار والأنانية التي مازالت تخبم على حياتنا ، إلا أن الإنسانية، مازالت بخير. فهناك، العمار واالروح الوثابة والوجه الطلق، والتي هي شفاء وروح تنبض بالمحبة والخير ، للإنسان.
الشكر والتجلة للإنسانة، بدرية عبد الرحمن…بدرية بت ستنا….ست الكل…بدرية أم الأيتام والمساكين..

 

<[email protected]>

تعليق واحد

  1. هذه النماذج الخيرة هي التي يجب أن يطلع الجيل الجديد من الشباب والشابات على سيرهم لمعرفة أعمالهم الوطنية الصادقة حتى يعرف الجميع أن السودان له أبناء أوفياء يعملون لله ابتغاء الأجر والثواب منه سبحانه وتعالى ثم خدمة لوطنهم ومواطنيهم لا من يجمع المال من حله وحرامه ويمنعه أهله المستحقين له، هؤلاء الذي يعملون في صمت يجب أن تظل ذكراهم في الوجدان تتناقلها الأجيال من جبل إلى جيل لأنهم قدوة يستمد عمل الخير من سيرتهم وهؤلاء الجميع بحاجة إلى معرفة أخبارهم وأفعالهم لتكون ملهمة لأبناء الوطن في فعل الخير والتجرد ونكران الذات لخدمة الناس رجاء الثواب من الله ثم سد حاجة الفقراء والمساكين والمحتاجين والمرضى والأرامل والمطلقات والأيتام، رحمها الله رحمة واسعة وجعل قبرها روضة من رياض الجنة، سائلين الله تعالى أن تكون أعمالها الصالحة في ميزانها يوم يقوم الناس لرب العالمين وقبل ذلك أن ينزل الله على قبرها الرحمة وأن يفسح لها فيه مد بصرها بالنور والسرور، والمطلوب من رفقاء دربها في عمل الخير مواصلة العمل على نفس الوتيرة وأكثر وبذل الجهود لخدمة أهل الحاجة والله المستعان.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..