الثوار يضمدون جراح النيل الأزرق بـ”الدم” !!

الجريدة: عبد الناصر الحاج
في وقت تُسيطر فيه أحداث ولاية النيل الأزرق على عموم مجالس السودانيين، ويتبرج من بين ثنايا أحاديثهم ذلك السؤال الغليظ عن دور الحكومة صاحبة الجيوش الكثيرة والتي ما أن تم الإعلان عن مظاهرة في الخرطوم إلا وخرجوا من كل صوبٍ واتجاه ، يزلزلون الشوارع بناقلات الجنود وبالمدرعات والدوشكات.
لكن – الأبرياء- في النيل الأزرق لم يروهم ولم يتلمسوا تلك “الهيبة” التي تكاد لا تخلو عن أية حديث يُدلي به جنرالات الحكومة تعقيباً على أية حادثة أو أية جريمة.
والنيل الأزرق التي أضحى نشطائها يُجهزون قبور الموتى قبل قدومهم، كانت هي الأحوج لـ”هيبة” الدولة ورؤية جيوشها “المتلتلة” – مثلما تتحدث مجالس المدن والأرياف.
وبعد أن بلغ الموت والأذى الجسدي ذروته في الروصيرص وقيسان والدمازين، قال نبيل عبد الله -الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني- إن الأحوال هادئة تمامًا في ولاية النيل الأزرق التي شهدت اشتباكات خلال الأيام الماضية.
ويجري حاليًا تعزيز الأمن. وأضاف الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني- في تصريحات نشرتها قناة جزيرة مباشر، أن الجيش اتخذ خطوات لاحتواء الوضع في المنطقة، من بينها حظر التجوال بين السادسة مساء وحتى السادسة صباحًا، والدفع بقوات الجيش لتأمين منطقة الاشتباكات.
وتابع “اجتمعت اللجنة الفنية لمجلس الأمن السوداني، واتخذت عددًا من القرارات منها تكليف النائب العام بتشكيل لجنة عاجلة لتقصي الحقائق تمهيدًا لمحاسبة المتورطين في أحداث اليومين الماضيين”.
في الأثناء، لم تكن لجان المقاومة التي أعلنت تضامنها مع الأهالي في ولاية النيل الأزرق، وأكدت رفضها لأي محاولات خبيثة لجر المنطقة في صراعٍ أهلي، لم تكن تنتظر لجنة تقصي الحقائق التي جادت بها قريحة مجلس الدفاع والأمن فيما يتعلق بواجباته تجاه حفظ وسلامة أمن المواطنين.
وسرعان ما انتظمت لجان المقاومة في حراكها الثوري المطالب بمدنية الدولة وإسقاط الانقلاب أعقاب انقضاء عطلة العيد المبارك.
وبالأمس سيرت اللجان مليونية باسم السودان الوطن الواحد، ولم تغيب النيل الأزرق عن لافتات وهتاف الثوار، إلا أن المُدهش حقاً، هو ما حدث في مدينة ود مدني حاضرة ولاية الجزيرة الخضراء، حيث توجهت مواكب السابع عشر من يوليو بود مدني نحو بنك الدم للتبرع.
في وقت استقبلت فيه مستشفى الحوادث عدد من الإصابات الحرجة قادمة من ولاية النيل الأزرق.
وطبقا لمتابعات (الجريدة) فقد وصلت مساء أمس الأول ويوم أمس حوالي ٧ إصابات حرجة قادمة من ولاية النيل الأزرق ومن المتوقع وصول حوالي ١٠ إصابات أخرى خلال ذلك اليوم.
وكشفت متابعات (الجريدة) بودمدني عن توافد العشرات من لجان مقاومة ود مدني نحو بنك الدم للتبرع بالدم للجرحى ولبقية المرضى بمستشفيات ود مدني.
وناشدت لجان مقاومة ود مدني جميع الكوادر الطبية بالتوجه نحو مجمع حوادث العِظام بمستشفى ود مدني التعليمي جوار بنك الدم و ذلك لعلاج الحالات الحرجة الوافدة من ولاية النيل الأزرق.
إلى ذلك، إطمان الدكتور أسامة عبد الرحمن أحمد الفكي مدير عام وزارة الصحة بولاية الجزيرة بمستشفى الإصابات بمدني على الجرحى والمصابين جراء الأحداث التي شهدتها ولاية النيل الأزرق مؤخراً.
ووجه بتسخير كل الإمكانيات لتقديم الخدمات الطبية والعلاجية لهم مجاناً، مؤكداً جاهزية بنك الدم المركزي بمستشفى مدني لتوفير كميات الدم المطلوبة للمصابين، مشيراً إلى جاهزية كل المؤسسات الصحية بالولاية لاستقبال الجرحى والمصابين من ولاية النيل الأزرق.
وقال إن الجرحى الذين جاءوا للولاية 7 مصابين منهم 5 رجال وامرأتان في أعمار مختلفة لم يتم تحويلهم مباشرة للولاية من أي جهة بل دخلوا من تلقاء أنفسهم، قامت وزارة الصحة بفتح أبواب المؤسسات الصحية لهم وتم التعامل معهم كمرضى قدمت لهم الخدمات الطبية والعلاجية مجاناً.
الجريدة