أخبار السودان

وزير التربية السابق: مجلس الشركاء يصادر حقا أرسته ثورة ديسمبر المجيدة ويلوذ بالصمت

أحسب أنَّ المهتمين بالشأن العام والمتابعين للأحداث يدركون، رغم ما يحيط بذلك من تكتم وضبابية، السبب الذي أدى إلى استثناء وزارة التربية والتعليم من تعيينات الوزراء التي أُعلنت في المؤتمر الصحفي الذي عقده السيد/ رئيس مجلس الوزراء في 9 فبراير 2021. ويدرك من تابعوا ذلك المؤتمر الصحفي أنَّ السيد/رئيس الوزراء تجنب تماما الإجابة المباشرة والواضحة عن سؤال وجهته إليه صحفية عن الطبيعة الأمنية التي قادت مجلس شركاء الفترة الانتقالية لاستبعاد وزير التربية والتعليم السابق (شخصي الضعيف) من قائمة المرشحين لهذه الوزارة، فكانت فحوى إجابته أنَّ المجلس قرر اخضاع الأمر لمزيد من التشاور!
إنَّ من الطبيعي أن يقرر المسؤولون عدم تعيين مواطن سوداني في منصب دستوري بسبب عدم الكفاءة أو التأهيل المطلوب أو لمعاداته للثورة أو لأسباب تتعلق بالأمانة والنزاهة والخلق القويم. غير أنَّ الاستبعاد يكتسب خطورة شديدة إن كان الأمر يعود إلى أسباب أخرى غير معلنة لأنَّ ذلك ينتهك انتهاكا صريحا حقا من حقوق المواطنة ويجافي مبادئ العدل والشفافية في البت في الأمور العامة. فعندما استفسر أحد المشاركين في اجتماع مجلس الشركاء الذي اتُخذ فيه ذلك القرار عن سبب استبعاد الوزير السابق من قائمة المرشحين، أجابه سعادة الفريق شمس الدين الكباشي بأنَّ المرشح فشل في تجاوز عتبة “الفحص الأمني”!! و لا يعلم أحد هل أُجري فعلا فحص أمني، ولا الجهة التي أجرته ولا الأسس أو المعايير التي أُجري وفقها، مما يفتح الباب واسعا أمام التكهنات والتساؤلات والظنون.

والغريب في الأمر أنني شغلت منصب وزير التربية والتعليم في الحكومة السابقة ولم أفشل في اجتياز عتبة “الفحص الأمني” حينذاك. فما الذي استجد منذ ذلك الوقت!!

إنَّ أول ما يتبادر إلى ذهن من يسمع هذا “التبرير” هو أنَّ المرشح أخل بشروط الأمانة أو الشرف أو النزاهة أو الولاء للوطن وخلو السجل العدلي من السوابق الجنائية. وهنا مكمن الخطورة هذا الاتهام ليس في حق المرشح المعني فحسب بل في حق كل مواطن شريف يتقدم لشغل منصب عام في الدولة هو مؤهل له؛ إذ يمكن حينها لأي مسؤول عن أمر هذا التعيين أن يرفع في وجهه “البطاقة الحمراء”، متذرعا بحجة الفحص الأمني الغامضة. ويعني ذلك ببساطة غمط ومصادرة حقوق المواطنة التي نصت عليها المادة 4 (1) من الوثيقة الدستورية التي جاء فيها ما يلي:

“جمهورية السودان دولة مستقلة … تقوم فيها الحقوق والواجبات على أساس المواطنة دون تمييز بسبب العرق أو الدين أو … الرأي السياسي”
وإدراكا مني لما في هذا الأمر من خطورة وتبعات وطعن صريح في أهليتي ومس بسمعتي في الداخل والخارج وانتهاك لحقوق المواطنة المذكورة آنفا، أرسلت رسالة إلى السيد/ رئيس الوزراء بتاريخ 9 فبراير 2021 ، طالبا منه توضيح طبيعة الاتهام الموجه إلي، صونا لسمعتي وإحقاقا للحق والتزاما بمبدأ الشفافية. غير أنني لم أتلق ردا على تلك الرسالة رغم مضي وقت طويل عليها.
ولما كان السيد/ رئيس الوزراء لم يرد على استفساري، بعثت، بتاريخ 2 مارس 2021 ، رسالة إلى السيد رئيس مجلس شركاء الفترة الانتقالية استفسر فيها عن مغزى استبعادي من قائمة المرشحين لوزارة التربية والتعليم بذريعة “الفحص الأمني”. ولم أتلق أيضا، وقد مضى ما يقرب من الشهر على رسالتي، ردا عليها.

إن َّعدم رد السيد رئيس مجلس الوزراء والسيد/ رئيس مجلس الشركاء على الرسالتين فيه غمط لحقي في معرفة المقصود من عدم تجاوز عتبة “الفحص الأمني” وتعريض لسمعتي للظنون والشكوك والألسن.
وإزاء هذا الصمت والتجاهل وبعد وقت كاف من الانتظار، رأيت إطلاع المواطنين الشرفاء على حقيقة ما حدث في أمر عام من حقهم أن يعلموا كل صغيرة وكبيرة عنه، فالعدل والشفافية وإحقاق الحقوق من المبادئ التي اندلعت من أجلها ثورة ديسمبر المجيدة. وغني عن القول إنني لا أفعل ذلك طلبا لمنصب أو وظيفة، فزهدي في ذلك لا يمكن المزايدة عليه، وإنما تمسكا بالمبادئ وبالحقوق المكفولة بنص الوثيقة الدستورية لكل مواطن وتمليكا للحقائق للمواطنين الشرفاء فهم أهل الحق الأصيل في ذلك.

ختاماََ، تثير هذه القضية العامة سؤالين ادعو القارئ لتأملهما، هما:
أ-هل التعيين في المناصب العامة من اختصاص مجلس الشركاء؟ تنص المادة 15) 1( من الوثيقة الدستورية على أن الوزراء “يعينهم رئيس الوزراء من قائمة مرشحي اعلان قوى الحرية و التغيير و يعتمدهم مجلس السيادة”.
ب- يعتبر مجلس الشركاء نفسه قائد ثورة ديسمبر المجيدة. فلماذا لا يلتزم التزاماََ صارماََ بأهم قيمها و مبادئها:الشفافيه و ضمان حقوق المواطنة؟

محمد الأمين أحمد التوم
وزير التربية والتعليم السابق

‫10 تعليقات

  1. يندر في هذا الزمان مثلك يا بروف محمد الامين التوم في النزاهة والشفافية

    1. المدارس كانت مقفلة بسبب الكورونا، السلامة الصحية هي الأهم، كل العالم لا ما زالت معظم مدارسه وجامعاته مقفلة.

    2. يادكتور حمدوك :بروف محمد الامين ذهن وقاد وقامه واستقامه وهو الانسب بحكم علمه وخبرته لمنصب وزير التربيه

    3. ياكوز المدارس في امريكا مازالت مقفولة وثانيا لو قرات كلامه وفهمته هو ابدا لم يطلب ولم يصر ان يكون وزير تربية وهو العالم العالمي في الرياضيات ويكمن اليوم تخطفه ناسا او ارقى جامعة في العالم لكنه يوكد على احترام القانون وتثبيت الحقوق ، وهو ذكر ان المجرم القاتل الكذاب الكباشي هو الذي يتحدث عن عدم تخطيه عتبة الامن فعلا هانت الزلابية

  2. يا بروفيسور الأمين،، انت ارفع من أن تكون وزيرا في حكومة الهبوط الناعم سارقي ثورة ديسمبر المجيدة..
    هل يعقل يا بروف الأمين ان تجلس في طاولة مجلس الوزراء مع الكوز الدباب جبريل إبراهيم وخازوق الخارجيه مريم الصادق ،،وعملاء مصر والإمارات، وزير الري وخالد سلك ولواءات الخلا جماعة الحركات المسلحه الذين تقلدوا المناصب الوزاريه دون أي مؤهلات..
    يا بروف الأمين اترك هولاء الغوغاء في حالهم فإن موعدهم الصبح وليس الصبح ببعيد وهو يوم كنسهم الي مزبلة التاريخ..

  3. كل من هب دب يتم إستيعابة في مجلس العطالة بما فيه مجلس الوزراء الذين أصبح المستشارين والمساعدبن فيه لرئيس الوزراء أكثر عدد من مساعدي ومستشاري رئيس الوزراء البريطاني وتحارب الكفاءت الوطنية . هل مجلس السيادة يحتاج لكل هذا العدد في بلد تنتهك السيادة فيه علي أكثر من عشرون الف كيلومتر مربع من أراضيه هي مساحة مثلث حلايب.

  4. مع الاعتزار لك يابروف لكن اتيحت لك الفرصة ولزمن كافي ولم تقدم شيئا في وزارة مهمة ولم تكن وزيرا مسئوليا هل يعقل ان يتم تعديل المناهج بهذه الاخطاء المفضوحة وغير المهنية وهل يقبل منك عدم اتطلاعك علي كل ماورد فيها لدرجة ان الكتب تمت طباعتها وتوزيعها واحتوت اخطاء كارثية وانت لم تراجعها حتي قلت بعظمة لسانك انك سمعت بها في الاعلام كلفت الدولة مبالغة طائلة وخلقت خلافا مجتمعيا كبير جدا في الراي العام وصل لدرجة الفتنة لولا ان اخمدها الله وعقلاء المجتمع صدقني لم تكن وزيرا للتربية ولم تستحقها عن كفاءة كما تقول وانما اتيت في الغفلة وخداع الشيوعيون للشعب والذين انكشف امرهم وسقطوا كاوراق التوت عفوا اقبل واقعك واحفظ ماتبقي من ماء وجهك فالسودانيين بطبيعتهم طيبين ولا يميلون الي كسر الخواطر حتي من هم في قمة هرم السلطة لم يرق لهم احراجك بفشلك فاحترموا سنك ولم يتجرؤوا علي اطلاعك بعيوبك الفادحة الا تستحي ان يكون القراي مدير المناهج هو الوزير الفعلي وجعلته يفعل كل مايراه من وجهة نظره لدرجة انك نسيت نفسك وقلت لا يوجد احد مؤهل مثله، لست معاتبا القراي علي منهجه وفكره فكلنا خلق الله وعباده لكنني انتقده علي الاخطاء الكارثية التي صاحبت تجربة تعديل وتطوير المناهج

  5. حسناً فعلت أيها البروف كتابة و توثيق التأريخ في حينه و على رؤوس الأشهاد عسى أن يقيض الله للأجيال القادمة فهماً للخروج من مستنقع الشر و الكذب و الجهل و المرض و الغرض

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..