أيتها الحرب المحترمة.. آسفين على الازعاج

بشفافية

أيتها الحرب المحترمة.. آسفين على الازعاج

حيدر المكاشفي

يلزمنا أولا قبل ان نلج إلى موضوعنا الذي نسوق فيه الاسف للحرب الدائرة بجنوب كردفان على ازعاجها جراء ارتفاع بعض الاصوات التي طالبت بوقفها ووقف نزيف الدم والدمار والخراب والخوف والرعب والنقص في الاموال والانفس والثمرات، يلزمنا اولا أن نعبر عن اعتذارنا واسفنا البالغ للعاصمة القطرية الدوحة المضيافة ولامرائها وشيوخها الكرماء على الازعاج الذي سببته لهم مفاوضاتنا المتطاولة التي امتدت منذ يناير 2009م وإلى يوليو 2011م وتحديدا يوم الخميس الاول من امس الذي إن كان قد اسفر عن نتيجة واضحة وانجاز ملموس فهو فقط «سلامة» قطر وتحللها من هذه الضيافة الثقيلة المرهقة المكلفة وليس باي حال سلام دارفور الذي غابت عنه اطراف اساسية ومؤثرة، وان كانت هناك من فائدة ملموسة من الوثيقة الممهورة فهو انها وضعت حدا لاثقال هذه الضيافة المتطاولة والمستنزفة اكثر من كونها فعلت شيئا ذا بال يوقف النزف والنزيف والاضطراب باقليم دارفور الذي ما يزال في حاجة ماسة لصيغة حل تتصف بالشمول وبعد النظر ومخاطبة جميع المظالم وجميع الاطراف.
ومن بعد اعتذارنا لدولة قطر حكومة وشعبا وفنادق وتأسفنا علي ما سببناه لهم من ازعاج، دعونا نعتذر للحرب بجنوب كردفان عن الازعاج العام الذي سببه لها بعض الناشطين والناشطات الذين رفضوها وهتفوا ضدها وطالبوا بإيقافها، ولا تتعجبوا فذلك ما حدث بالفعل بل ان ما حدث للعجب العجاب لم يوجب الاعتذار فحسب بل أوجب المحاكمة على هؤلاء الناشطين والناشطات المزعجين الذين لا يريدون لهذه الحرب ان تقتل وتقلع وتدمر وتشرد وتخرب على راحتها وبمزاجها دون تشويش يفسد عليها عملها ويصرفها عن اتقان مهمتها في حصد الارواح وتدمير المنشآت والقضاء على كل ما هو مفيد وجميل واخضر، ولهذا لم تتوان السلطات الامنية ولم تتهاون في التصدي لمثل هذه الانشطة الهدامة التي تستهدف تعطيل آلة الحرب عن الدوران فتصدت بقوة لهؤلاء الناشطين المخربين الذين رفعوا اغصان الزيتون والرايات البيضاء يريدون ان يطفئوا نار الحرب ولكن الحرب ستتم نارها ولو كره الكافرون، فالذي حدث ان السلطات الأمنية تعاملت بحزم مع مجموعة محدودة من ذوي الضمائر الحية والوطنية الحقة لم يتعد مجموعهم الستة عشر فردا آلمهم سوء الاوضاع الذي جرّته الحرب على جنوب كردفان وساءهم منظر اشلاء الضحايا الذين سقطوا فيها وشتات النازحين الذين هاموا على وجوههم واستفزتهم صرخات الاطفال وانات المرضى والجوعى التي لم تحتملها ضمائرهم اليقظة فخرجوا يدينون الحرب ويطالبون بوقفها وكانت وسيلتهم إلى إعلان هذا النداء الانساني الرحيم ان نظموا وقفة احتجاجية قبالة مقر بعثة الامم المتحدة «اليوناميس» ولكن بينما هم في وقفتهم الانسانية الحضارية تلك اذا بقوة امنية تدهمهم وتوقفهم ثم تقتادهم إلى احد اقسام الشرطة وتفتح في مواجهتهم عددا من البلاغات تحت تهم الازعاج العام واثارة الشغب، وكأنما الذي يهتف لا للحرب واوقفوا هذه الحرب اللعينة مجرم يسبب الازعاج العام ويثير الشغب من حيث كان ينبغي عليه ان يوقر الحرب ويحترمها وان لا يعارضها ولا يهتف ضدها ولا يطالب بإيقافها ومن يفعل ذلك سيطاله القانون ويخضع للمحاكمة، وإلا لماذا يحاكم هؤلاء الناشطون وهم لم يهتفوا ضد احد او يطالبوا بذهاب الحكومة او سقوط المؤتمر الوطني بل فقط هتفوا ضد الحرب وطالبوا بوقفها وذهابها وسقوطها، ولكن هب أنهم هتفوا ضد الحكومة وطالبوا بسقوط حزبها فهل هذا حق أم ازعاج وشغب؟، وهل المطلوب منهم أن يتأدبوا في حضرة الحرب أم ماذا بالضبط؟.

الصحافة

تعليق واحد

  1. والله ياود المكاشفى راح لينا الدرب فى الموية واصبح التخبط والغباء من شيم الكيزان
    والوضع لا يطاق وحياة خير منها الطلاق … لكن المزعلنى ومطع مرارتى كسير
    العمم والجلاليب فى قطر 30 شهر اكل وشراب فى الفنادق الفخمة وفى النهاية طلعت ملوص
    بى صراحة نحن شعب لا يستحى ولا يخجل … فينا شئ من العوارة والجلافة والدم
    التقيل .. 30 شهر مش عيب ؟ لعنة الله عليكم ياكيزان يا واطييين .. دمرتوا الوطن والمواطن
    ِ

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..