البرهان ورحلة الحجيج إلى “مدن الملح” !!

الخرطوم: عبد الناصر الحاج
توجه رئيس مجلس السيادة ؛ عبد الفتاح البرهان أمس إلى المملكة العربية السعودية في زيارة رسمية.
وبحسب إعلام مجلس السيادة فمن المقرر أن يجري البرهان مع القادة في السعودية مباحثات حول العلاقات الثنائية بين الخرطوم و الرياض والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
هذا وكان في وداع البرهان بمطار الخرطوم الأمين العام لمجلس السيادة ، محمد الغالي علي . وتأتي زيارة البرهان إلى المملكة العربية السعودية، في وقت تعيش فيه الدولة السودانية أوضاعاً اقتصادية قاسية.
ويشتكي السودانيون من غلاء طاحن في الأسواق وارتفاع تكاليف الحياة عموماً، وتنظر السلطة الحاكمة الآن برئاسة البرهان إلى الأوضاع بأنها تحتاج إلى مخرج حقيقي عبر استعادة ثقة المجتمع الدولي والإقليمي في الحكومة الانتقالية، بعد أن تعسر الدعم الدولي أعقاب الإجراءات الانقلابية التي اتخذتها المؤسسة العسكرية على الشراكة مع المكون المدني المنصوص عليها في الوثيقة الدستورية.
وعلى الرغم من أن مجمل زيارات البرهان الأخيرة خارج البلاد، لم تتطرق رسمياً إلى هدف البحث عن الدعم للسودان الذي يعاني من شبح الانهيار الاقتصادي، إلا أن غالبية التفسيرات والتحليلات ذهبت في اتجاه وصف هذه الزيارات بأنها كانت بهدف البحث عن الدعم والتشبيك التعاوني.
وكان البرهان قد عاد الأسبوع المنصرم من رحلة إلى دولة الإمارات العربية وقد حُظيت هذه الزيارة بجدل كبير حول أهدافها ومضامينها، حيث تم تداول أخبار وتقارير كثيرة تتحدث عن أن الزيارة كانت بغرض بحث تسوية سياسية جديدة تجمع البرهان ورئيس الوزراء المستقيل حديثاً عبد الله حمدوك، المتواجد حالياً في العاصمة الإماراتية أبوظبي.
وكذلك كانت هناك تقارير تتحدث عن وديعة إماراتية كبيرة لصالح دعم البنك المركزي السوداني، إلا أن المستشار الإعلامي لرئيس مجلس السيادة، العميد الطاهر أبوهاجة، كان قد صرح بأن السودان يحرص على استمرار وترقية العلاقة مع دولة الإمارات العربية المتحدة وفتح آفاق التعاون في مختلف المجالات. وقال أبو هاجة، أن دولة الإمارات شريك استراتيجي يعمل على دعم الانتقال الديمقراطي في السودان.
وأضاف أن زيارة البرهان، إلى الإمارات، التي وصلها أمس، تهدف إلى بناء وتعزيز التعاون الاستراتيجي والتشاور المتواصل بين البلدين بما يخدم الأهداف والمصالح المشتركة في تحقيق الاستقرار الاقليمي والسلام العالمي.
وأشار إلى أن هناك تنسيقا مشتركا وتعاونا استراتيجيا، مبينا أن الزيارة ستناقش الكثير من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
وأضاف أبو هاجة: “نعمل على بلورة رؤية مشتركة لتعاون البلدين اقتصاديا وسياسيا في كل المجالات، وبحث مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية”.
وعندما عاد البرهان إلى السودان بعد زيارة الإمارات، جاءت أخبار شبه رسمية تتحدث عن تأجيل زيارته إلى المملكة السعودية بسبب زيارة البرهان إلى يوغندا ولقائه برئيسها يوري موسفيني، وبالفعل عاد البرهان من تلك الزيارة التي شملت معها زيارة سريعة إلى دولة جنوب السودان، ثم غادر أمس البرهان للمملكة العربية السعودية، وهي الزيارة التي تم تأجيلها بعد الإمارات. والسعودية تعني أنها الدولة المحورية بالنسبة للسودان.
ولقد كان للسعودية مواقف مشهودة في دعم الانتقال في السودان، وقامت باستضافة مؤتمر الرياض في العام الماضي على أيام رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، كما أن السعودية هي إحدى الدول التي التزمت إلى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا والإمارات بضرورة دعم الانتقال في السودان وحث القيادات العسكرية بضرورة العودة إلى المسار الديمقراطي.
وتأمل السلطة القائمة الآن في إحداث اختراق حقيقي للمشهد السياسي المأزوم عبر تجسير علاقات فاعلة مع دول الخليج واقناعهم بضرورة الدعم لإحداث انفراج اقتصادي يزيح شبح الانتفاضة الشعبية التي بدأت تملأ رائحتها كل أركان البلاد بسبب التدهور المريع في كل مناحي الحياة في السودان حالياً. ومن جانب آخر، أدانت الحكومة السودانية أمس الاثنين، الهجمات التي نفذتها جماعة الحوثي اليمنية على منشآت نفطية داخل المملكة العربية السعودية.
وقال بيان أصدرته الخارجية إن السودان “يدين بأشد العبارات الهجمات الإرهابية الجديدة التي شنتها جماعة الحوثي المتطرفة ، على منشآت مدنية ونفطية حيوية داخل المملكة العربية السعودية، ويطالب في هذا الخصوص باصطفاف إقليمي دولي واسع النطاق لمواجهة خطر الحوثيين على المنطقة”.
وأضاف ” يؤكد السودان تضامنه الكامل مع المملكة العربية السعودية الشقيقة في وجه ما تتعرض له من اعتداءات تخريبية جبانة من جماعة الحوثي الإرهابية”.
الجريدة