في جامعة الخرطوم حدقت بلا وجه ورقصت بلا ساق

كان اليوم ٣٠ مارس ٢٠٢١ يوماً فريداً ومتفرداً وكل شئ من حولي كان يدعو للتأمل.
ما أن وطأت قدامي داخل الحرم الجامعي لجامعة الخرطوم والتي ظللت أتردد عليها منذ سنوات بعد أن سجلت كطالب فيها لنيل درجة الدكتوراة والتي نلتها من هذه الجامعة العريقة والشامخة وذلك محل فخري وإعتزازي وأسرتي وأصدقائي ومعارفي.
اليوم إلتقيت بالبروفيسور فدوى عبدالرحمن علي طه مديرة جامعة الخرطوم ، وداخل مكتبها الذي تتنسم داخله عبق التاريخ والمعرفة إستقبلتني هاشةً باشة وهي سليلة العلم والعلماء، الكرام الكاتبين فسيرة وسريرة أسرتها تشمخ فوق سارية العلم والوعي والمعرفة وذاك المجد طارفه وتليده.

ذهبت إليها لإستلام شهاداتي وإلقاء بعض التحايا والشكر والثناء.
كانت لحظات لاتوصف عجزت عن وصف ما أنا فيه وأنا في حضرة هذة العالِمة الفاضلة البسيطة، سرت كلماتها داخل أوردتي وشراييني سريان الدم والاوكسجين.

زودتني بكلمات بسيطة ومعبرة إرتج لها جسدي وخفق لها عقلي.
زودتني بالحديث المحفز الذي زودني بطاقة دفع قوية بل وخلاقة كي أرتوي من منابع العلم والمعرفة التي لاتنضب، سمعت منها ذهب الكلام ودرره ولؤلؤه ، ساعتها شعرت أنني لم أدرس بعد وان الطريق أمامي طويل ..طويل.
إستقبلتني بترحاب وود ومحبة.

وليتها لحظات لم تنتهي فرغم قصرها لكنها تمددتي وإنتشرت وإستقرت في ذاكرتي.
ليتها إكتفت بذلك ، وواصلت القول بالفعل وأهداني سِفرِها العظيم الموسم ب ( تاريخ السودان المعاصر دراسة تاريخية توثيقية). وهذه واحدة من أعظم الهدايا التي مُنحت لي في حياتي ممهورة بتوقيعها الكريم. عندها تيبست أطرافي وعجز لساني عن النطق وتصحر حلقي.
حريٌ بي أن أُباهي بين أهلي وزملائي وأصدقائي أنني تخرجت مرصعاً جبيني بشهادة دكتوراه من جامعة الخرطوم والتي ستظل سندي وزادي وعضدي في مسيرة حياتي.

شكراً جامعة الخرطوم، شكراً للاساتذة الاجلاء الذين أشرفوا على رسالتي، شكراً بروفيسور فدوى عبدالرحمن علي طه
شكراً شعب السودان زول زول.

دكتور فيصل الشهري:  الملحق الاعلامي للسفارة السعودية في الخرطوم.