مقالات سياسية

رسالة الى أم سماح

ناهد قرناص

بادئ ذي بدء أرسل اليك أحر التعازي في ابنتك الشهيدة سماح ..رحمة الله تغشاها ..لا شئ أصعب من ألم الثكل ..الا العيش مع قاتل فلذة كبدك ..لا شئ أوجع من الثكل ..الا رؤية قاتل طفلك وهو يتجول بحرية أمام ناظريك ..رحم الله سماح ..لكني أكتب اليك هذه الرسالة بعد ان بلغت بي الحيرة مبلغاً ..وسؤال يتردد في خاطري لم أستطع ان أجد له اجابة شافية.
ما الذي كان يدور في خلدك عندما آثرت الصمت ؟
هل كنت تعتقدين انك ستنقذين ما يمكن انقاذه ؟
هل كنت تأملين في توبة زوجك بعد ان قتل ابنته بدم بارد وذهب ليقول انها كانت تلعب بالمسدس فقتلت نفسها ؟
هل تعلمين ان فكرة وجود المسدس في مكان يسهل تلاعب الأطفال به ..هو في حد ذاته مشكلة ؟ (ان كنت لا تدري فتلك مصيبة ..وان كنت تدري فالمصيبة اعظم) ..ان موت سماح حتى لو كان بطريقة الكذبة (الفطيرة ) التي تم نسجها على عجل ..سيكون عبارة عن اهمال من الوالدين ربما يرقى الى القتل الخطأ.
الذئاب البشرية التي تعيش بيننا ..لن يوقفها التستر عليها ..رجل سمحت له نفسه بأن يقتل ابنته بثلاث طلقات ويرديها قتيلة ..كيف يمكن التعايش معه بعد ذلك ؟ هل تعتقدين انه سيتعظ؟ كيف تأمنين على نفسك وعلى بقية أولادك ؟ ان كان منه او من أخيه الذي لم يدخر وسعاً في مساندته حتى وصل مرحلة الكذب في محضر الشرطة الرسمي.
ما الذي يدور في خلد النساء اللاتي يتسترن على جرائم أزواجهن ضد أطفالهن؟ عنف أو تحرش ..او استعباد وسخرة .!!.ما الذي تريده الأمهات من السكوت ؟؟ لملمة القصة والخوف من الفضيحة ؟ ..إخراس ألسنة الناس ؟؟ ..لا أحد يخرج من هذه المناطق المظلمة سالماً ..ان لم يمت الطفل ..سيكبر بعاهات نفسية ويصير اما نسخة من أبيه ..او أضل سبيلا ..
مفترق الطرق يلوح من أول ملاحظة على سلوك الطفل ..اي متحرش او متنمر بأطفاله..هناك احتمالان لا ثالث لهما.. اما الأم تلاحظ وتتجاهل ..او انها تعترض ويتم اسكاتها بالضرب أو التهديد .. ..هل يجب ان يصل الأمر مرحلة القتل ؟؟ان كان الخوف من انتقامه ..هناك جهات كثيرة يمكن اللجوء اليها عن طريق الهاتف والابلاغ عن التحرش او العنف ..لا تصمتي ..عند أول ملاحظة ارفعي صوتك بكلمة (لا) ..عالية ..تصم الآذان وتخترق الجدران ..(لا.) .. عالية ..لوقف كل الانتهاكات التي تحدث داخل البيوت ..خلف تلك الأبواب التي تنام بأعين مفتوحة خوفاً من أقرب الاقربين.
لهفي عليك ياسماح ..رحلت صغيرة ..لم يفرح قلبك الغض باعلان النتائج ..بدخول الجامعة ..بالزواج ..لم تسعدي برؤية ابتسامة اول طفل ..بالسفر حول العالم ..كل هذه الاحلام قضى عليها ..وحش كاسر متستر بلقب أب ..إنا لله وإنا اليه راجعون.

الجريدة

‫4 تعليقات

  1. د.ناهد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته….أمن المجتمع وأمن الحياة في السودان في خطر حقيقي مع أمثال هؤلاء ….لكل
    انسان خلفية تربوية وسلوكية وفلسفية او فكرية …ألخ. تخيلي مثل هذا الانسان الدموي أن يتسنم موقع أمني أو سياسي
    أو موقع مسئولية …شي خطير ….مثل هذا الشخص القتل والتعذيب مهم بالنسبة له زي وجبة الفطور والغداء….مافي طريق
    الا بتكوين جمعيات مجتمع فعالة وجمعيات حماية المجتمع ….هناك حرب حقيقية لتدمير المجتمع والانسان ومايسمى دولة
    السودان . نسأل الله السلامة.

  2. لا اعتقد ان المقال موفق ، فما دام ان البلاغ والقضية الان رهن التحرى امام النيابة والشرطة والمحاكمة امام القضاء فمن غير اللائق الكتابة بطريقة الجزم بأن القاتل هو الزوج او الاب ’ هذا فصل يحتاج لأدلة وبينات قاطعة وليست كلام جرائد ، حتى لو ظهر صحيحا ان القاتل هو الاب فيستحسن ان تاتى هذه المعلومة من القضاء .

  3. يا دكتورة ناهد لماذا تتكلمين عن قضية تحرش؟ ما علاقة التحرش بقتل والد لابنته لأنها خرجت عن طوعه بخروجها من البيت بدون إذنه؟
    حسبتك وقد جعلت العنوان عن أم سماح أنك سوف توبخينها على دورها السلبي حيال مشكلة ابنتها مع أبيها حيث كان يجب أن تقوم بواجب الأم النبيهة وهي تعلم طبائع زوجها بأن لا تسمح للبنت بالخروج من البيت وكان عليها أن تذهب معها إن لم تستطع منعها وتجنيبها غضب والدها ولكنك انحرفتي بالقضية وعِبتي عليها فقط صمتها وعماذا، عن عدم رفع صوتها عالياً قائلة لا (للتحرش؟!) أم ماذا؟ ولا أظنك تتكلمين عما بعد الجريمة بخصوص أقوالها في التحري لأن هذا لا يقتضي صوتاً عالياً أو صراخاً وباقي كلامك تحريض لها إذ كيف تعيش مع قاتل ابنتها! كلامك ومقالك كله غير موفق اللهم الا اذا كنت تعلمين شيئاً لا تعلمه النيابة في هذه القضية!

  4. سماح الجرح الذي ينزف ،، يشهد الله اني لا اعرف سماح ولا اسرة سماح ،،،،،، ولكن لم اتأثر لحادثة مثل حادثة سماح ،، طفلة بريئة ،، يشع نور براءتها ،،، تريد ان تكون مثل صديقاتها في ان تنال حظها من التعليم ،،، قلتها ذئب بشري على اساس انه والدها ،، ما عايزها تقرا او ما عايز يدفع رسوم الدراسة عشان تكون زيها وزي زميلاتها .
    يا ليت لو كان احد العارفين بقصتها نشر رغبتها في ان تواصل دراستها اسوة بزميلاتها ،، لكان هناك العشرات والمئات ممن يتبنون قضيتها ويقومون بدفع كافة رسوم دراستها حتى تخرجها ،، والله قصة اثرت في تاثير ما بعده تاثير ،، تمنيت لو كنت اعرف قصتها ،، تلك البريئة ،، اللهم عوض ضبابها بالجنة واجمعنا بها في الجنة يا رب . اتمنى من العارفين بمثل حالات سماح ان يساعدوا صاحبات او اصحاب مثل هذه الحالات حتى لا تتكرر مثل هذه الفاجعة المؤثرة .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..