مقالات سياسية

لعبة… الموت

التطور الإيجابي.. قد لا يكون مدهشا.. قد لا يكون ملفتا… في زمن تشابكت فيه خيوط الزيف.. واتسعت دوائر الإهمال وتلاشت ملامح الحياء.. عندما نتبرج إخفاقا وفشلا.. تحت خطوط عريضة… وتصريحات مؤسفة للمسؤولين على شاكلة (يقر ويعترف) نحن نعاني تدهورا صحيا مريعا… لكن معه أيضا نعاني فقرا في العبارة وأنيميا في ثقافة التعبير والتحدث… أو يمكن أننا بحاجة إلى الاستغفار… إن اتهمنا بعض المسؤولين عن الصحة بهذا .. وربما هم من يروا أننا من نعاني تلوثا في الفهم والإدراك… والصحة هي أن نسلم نحن من فعل وقول هؤلاء… أفعالهم في إهمالهم للمرضى والمستشفيات وأقوالهم عندما يصرحوا عقب كل كارثة نعانيها.. الأمر الذي يجعل الألم من تصريح يكون أكبر من حدث يستحق التصريح.
ومدير عام وزارة الصحة د. صلاح عبد الرازق صرح قائلا إن وزارته ظلت تتابع التطورات الأخيرة في قسم النساء والتوليد بمستشفى الخرطوم وأن الوزارة حريصة على معالجة المشاكل التي أدت وقادت إلى إغلاق هذا القسم والتقصي في وفاة طفيلين بالقسم انتهى حديثه… لكن الملاحظ أن السيد وزير عام وزارة الصحة لم يبدأ حديثه بالأسف لوفاة الطفلين ولم يقر بالفشل الكبير والإهمال الواضح الذي أدى إلى إغلاق المستشفى هو من أخفق في التعبير وظن أنه تعبير أنموذجي يجب أن يكون عبارة عن (إفادة أنيقة) اعتاد عدد من المسؤولين عليها… ولا أدري ماذا يعني بمتابعتهم للتطورات… فالتطور كلمة إيجابية تعني النمو والزيادة ولكن هذا التطور الإيجابي الذي نعرفه لم يصبح مفيدا… أصبح المجتمع يواكب تطورا جديدا قد يكون فيه الموت مجرد كلمة.
المشهد:
(أعلن مدير مستشفى الخرطوم محمود البدري أن نتائج العينات المأخوذة من غرفة حديثي الولادة بقسم النساء والتوليد بالمستشفى أثبتت أن هناك تلوثا بكتيريا ظهر في الأرضيات والحوائط والجدران والمكيفات والهواء العالق الأمر الذي أدى إلى إغلاق قسم النساء والتوليد حتى تكتمل عمليات معالجة أسباب التلوث هندسيا وفنيا وأنه حال خلو القسم من التلوث البكتيري ستتم إعادة فتحه).
هذه هي الأسباب التي أدت إلى وفاة طفلين بقسم الولادة هذه هي التطورات التي يقصدها مدير عام وزارة الصحة فبعد أن عانى المرضى في المستشفيات نقصا في الكوادر الطبية وإهمالا واضحا ومتكررا من قبل الأطباء وأخطاء طبية فادحة جعلت البعض (يسكن المقابر) هذه آخر التطورات أن يتلوث الهواء والمكان.. (تلوثا بكتيريا) في أكثر الأقسام وأشدها حساسية… لكن يبدو أن لعبة الموت في المستشفيات تغييرت أساليبها… وجاء الوقت ليكون الموت بطرق أخرى أكثر حداثة فهل سيفتتح القسم ويستأنف العمل فيه بمجرد معالجة التلوث أم أنه سيكون هناك تحقيق جنائي…. فالقضية بها ذهاب روحين برئتين… والحدث أكبر من إغلاق وفتح قسم الولادة … والحدث أخطر من تطورات يتابعها وزير الصحة … ألا يتفق معي سيادته.

طيف أخير:
حتى الذي تراه بعينك… قد لا يكون الحقيقة.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. حتى الذي تراه بعينك… قد لا يكون الحقيقة.

    هسي العبارة أعلاه دي لزوما شنو؟
    إنتو مابتعرفو تكتبو كتابة جادة وموضوعية إلا تدغمسوها بالوهمات أعلاه .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..