مقالات متنوعة

إعفاء مدير صندوق إعمار الشرق لا يكفي

أمر فى غاية الحزن والأسف أن تكون أمال وتطلعات وطموحات أهل شرق السودان فى التنمية والنماء والبناء والتطور متعلقة ومعلقة فى صندوق جل ميزانيته “كرامة” لله و “منحة” يا محسنين من صناديق عربية وغربية وعجمية والمحير والمحزن أكثر من كل ذلك أن لا تصل هذه “الكرامة” و “المنح” و “النعلت” لأصحابها أو من تم التسول والشحدة بإسمهم فى المحافل الدولية مواطنى شرق السودان ، وكل هذا لا يحصل إلا في سودان العجائب والغرائب!.

شوف بالله يشحدو بإسمك شحدة رخيصة ، منطقتك ليست بثرائها بحاجة لها ومن ثم لا يوصلونك ما شحدو بإسمك بأمانة وشفافية ، والسبب الأغرب فى ذلك هو نظرة من جعلتهم الظروف السيئة والمقيتة “قادة للبجا” الحرص على مصالحهم الشخصية اكثر بكثييير من المصلحة العامة للشعب بالإشتراك ككمبارس و”كتمتة جرتق” فى النظام والمتاجرة بقضايا شرق السودان فى وضح النهار والسكوت الأبدى لمعناة إنسانه الابدية لإستمرارية رفاهيتهم الهزلية مع نظام الخرطوم ، ومالهم ومال الشعب طالما هم خرجوا من خط الفقر الى خطوط الثراء العريضة!.

ومن ضمن مضحكات ما يسمى إتفاقية سلام شرق السودان البائدة أنها غيبت أكثر الدور الحكومى الغائب أصلا من ولايات شرق السودان ، وجاءت بصندوق “شحده” بإسم الشرق لا يحس بما يقوم به المواطن الشرقاوى ولا يسمع عنه إلا حينما يوجهه فلان أو علان فى النظام بي إيه وإيه ما عارف ؛ وهذا ليس أمر مهم ولا يعنينا ، المهم كيف “بقادة” البجا أو بتعبير أدق “قادة” مؤتمر البجا قبول إختزال قضية الشرق التاريخية وحقوق أهله العادلة فى “صندوق” “شحدة” ومن ثم السكوت والصمت والنوم على ذلك أم كانوا يعتقدون أن قضية الشرق هم وإذا “إستوظفوهم” “ووزروهم” فى الخرطوم إنتهت ولم يعد لها مكان فى الطرح!؟

واليوم حينما قام رئيس مجلس الوزراء بعزل رئيس هذا الصندوق من منصبه أعاد الى أذهاننا هذا الصندوق المستفز للشرق والمستهتر بمواطنيه والمتلاعب بحقوقهم وواضح ذلك من إسمه الغريب صندوق إعادة إعمار وتنمية شرق السودان ، وكأن شرق السودان معمر و( منما ) يوما من الأيام ودُمر بكارثة طبيعية أو بحروب لتعاد عملية إعماره من جديد بمنح تتفضل بها هذه الدولة أو تلك لوجة الله ، وغالبية مناطق شرق السودان تفتقد فى الواقع لأبسط مشاريع التنمية ، وأغلبها كما خلقها الله والمواطن هناك فى حفظ الله وصونه حيث لا تتوفر له أى خدمات ، وخاصة مواطنى مناطق الريف الذين يعيشون معيشة القرون الوسطى حيث يستخرجون مياه الشرب من أعماق الأبار بأقدم الطرق التى عرفتها البشرية ( بالدلو ) ، ويتعالجون بالأعشاب كما كان أجداد أجدادهم يتعالجون قبل آلاف السنين ، ومن كانت حالته تطلب أن يذهب الى المستشفى فلا عربة إسعاف فى مناطقهم فيضطرون لتأجير أى عربة تحمل مريضهم الى المستشفى فيجدونها بعد شق الأنفس لبعد المسافة بينهم وبين مكان العربات ( الأجراتية ) ومدارسهم إن ( وجدت ) فلا داخليات بها ونسبة التسرب فيها مرتفعة جداً ، فالطلاب يفضلون مساعدة أسرهم فى الرعى وجمع الحطب لبيعها أو لصنع الفحم منها وتوفير لقمة العيش من الجلوس فى فصول مدرسة تقيدهم بالتواجد طيلة النهار ولا يعرفون فوائدها المستقبلية ولم يتكلف أحد بتنويرهم بها من قبل.

وما يسمى صندوق إعمار الشرق لم يغير فى واقعهم أى شئ كما الإتفاقية التى على ضوئها إن كان لها ضوء تأسس هذا الصندوق لم تغير شئ سوى تحسين مستوى معيشة من وقعها وأتباعهم وحاشيتهم ، فحولت حياتهم من حياة الكد والمجابدة والنضال فى مناطق الريف الى حياة الترف والبذخ والرفاهية فى الخرطوم وجوار ناس الإنقاذ الذين كانوا يحاربونهم بإسم البجا ولإسترداد حقوق البجا فكانوا يحاربونهم لمصالحهم الشخصية فحققوها فسكتوا وصمتوا ونسوا حتى رفقاء الدرب من شهداء الميدان وشهداء 29 من يناير ببورتسودان ناهيك عن من كانوا يقاتلون من أجلهم (شعب البجا).

وصندوق إعادة اعمار شرق السودان لا يكفى قرار عزل أمينه العام لمعرفة كنهه وفك طلاسمه فهذا لا يقدم ولا يؤخر فى أمره بل يجب حله وقبل ذلك معرفة الى أين ذهبت المليارات من مؤتمر دعم شرق السودان بدولة الكويت مرورا بدعم بعض الصناديق العربية والمانحين لما يسمى ( بمشاريعه ) وليس إنتهاءً ب 600 مليون دولار التى إالتزم النظام الحاكم بها حين توقيع الإتفاقية المسمى للسلام فى العام 2006 وهى كانت الإستسلام بعينه بفتح صندوقه ( كنزه ) المليارى واين ذهبت هذه المليارات من الدولارات وكيف أنفقت ومتى كان وكيف أعاد الصندوق إعمار شرق السودان وبأى نوع من أنواع الإعمار المعروفة والغير مغروفة ؟! إن لم أكن هنا أحلم بأحلام ولدت ميتة بمحاولة معرفة ما لا يمكن أن أعرفه ويعرفه غيرى من المواطنين بتفعيل تلك الأسئلة المجمدة والمغيبة والمنسية فى عهد هذا النظام الإنقاذي.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..