المأساة التي نشرت ثوب الحزن بالحلفاية…مصرع الطفل (محمد المنتصر) صعقاً بالكهرباء «هاي فولت»

خرج الطفل (محمد المنتصر غازي الجمري)، «10» سنوات، التلميذ بمدرسة الحلفاية مربع «8» الصف «الرابع»، حوالي الحادية عشرة صباح الجمعة الماضي، من منزل والديه بمربع «8» ، الحلفاية، عقب توقف الامطار التي هطلت هناك صباح نفس اليوم، ليلعب مع أقرانه، وعند وصوله عمود كهرباء الضغط العالي الذي لا يبعد سوى ثلاثة أمتار شمال شرق المنزل، إنزلق في الطين والمياه التي كانت تغطي المكان حول العمود فحاول تفادي السقوط بالإمساك بـ «شداد» العمود الاوسط الذي يتدلى من أعلى العمود إلى الأرض، فصقعته كهرباء (هاي فولت).. وحسب رواية أصدقائه شهود الحادث، الذي كان متوجها للإنضمام لهم للعب، ان التيار الكهربائي القوي جعله يدور حول السلك عدة مرات، ثم اطاح به ووسط صراخ أصدقائه وفزعهم، خرج والداه من المنزل ليجدوا فلذة كبدهما يصارع الموت، فحملوه الى مستشفى البراحة القريب، وبذل الأطباء هناك مجهودات خارقة لاسعافه وإنقاذ حياته دون جدوى.. مات الطفل (محمد المنتصر) متأثراً بصعقة الكهرباء والإهمال.. وجاء في تقرير الوفاة الطبي: (سبب الوفاة، صدمة كهربائية أدت إلى توقف الدورة الدموية، وإختناق في التنفس).
تم إستخراج أورنيك «8» من قسم شرطة الصافية.. وبعد الحادث حضر اثنان من عمال مكتب كهرباء الحلفاية، وإكتشفا وجود ماس كهربائي من أسلاك العمود، متصل بالصباني (الشداد) النازل من أعلى العمود الى الأرض، وحسب إفادتهما لأهل الطفل المرحوم، (ان الشداد إمتلأ بالكهرباء من رباط الكيبل الناقل، وكان يفترض تركيب عازل حتى لا تلتمس الاسلاك الكهربائية بالسلك النازل من العمود (الشداد).. فالشداد (المكهرب) نقل أيضاً الكهرباء الى مياه الأمطار المتجمعة حول العمود).. وقام العاملان بمعالجة (عشوائية) و (متخلفة)، بوضع عازل أعلى العمود على سلك الكهرباء لعزل الكهرباء عن الشداد الواصل للأرض، وذلك بوضع عازل عبارة عن باقة مياه غازية كريستال صغيرة.. تصوروا!! …. (أنظر الصورة).

الحادث مؤلم، مؤلم، نشر أثواب الحزن على كل سكان الحلفاية، وأصدقاء الطفل ووالديه رحمة الله عليه -، وأصبح المواطنون يتخوفون على أطفالهم من أسلاك وأعمدة الكهرباء خاصة عند هطول الأمطار.. فإذا كانت اسلاك هيئة الكهرباء بهذه الدرجة من الخطر والعشوائية والتخلف تحمل الموت للمواطنين، يفترض، على الأقل- من الهيئة فصل التيار الكهربائي عند هطول الامطار أو الرياح، بدلا من تركها هكذا تصطاد الأطفال الأبرياء.. وللعلم هذا ليس الحادث الأول، ولن يكون الأخير .. (حضرة المسئول) تحذر وتنبه وتطالب هيئة الكهرباء مراجعة أعمدتها وأسلاكها خاصة الضغط العالي المنتشرة (عارية) داخل الأحياء قبل تسببها في موت أطفال آخرين.

التاج عثمان
الرأي العام

تعليق واحد

  1. (لا حول ولاقوة إلا بالله في كل صباح نفجع بهكذا أخبار وبهكذا لا مبالاة قارورة مياه غازية أي تخلف هذا ؟ أي عدم إحساس بالمسئولية هذا ؟ لماذا في بلدي كل إنسان يؤدي عمله كأنه مجبور ؟ وهل يكفي يا حضرة المسئول ما توصلتم إليه في نهاية المطاف (حضرة المسئول) تحذر وتنبه وتطالب هيئة الكهرباء مراجعة أعمدتها وأسلاكها خاصة الضغط العالي المنتشرة (عارية) داخل الأحياء قبل تسببها في موت أطفال آخرين….
    هل هذا هو دور الصحافة كسلطة رابعة ؟ لماذا لم تفتحوا تحقيقاً للوصول لمكتب كهرباء المنطقة ومعرفة عمال ومهندس الوردية الذين تسببوا في هذا الخطأ القاتل ؟ لماذا نحن اقل مدنية دائماً في المطالبة بالحقوق؟ هذه روح أزهقت إرجعوا إلى كل كتب ومراجع القانون لتعرفوا أنه إذا نسيت بلدية لندن وضع علامات تحذيرية في مكان فيه أعمال طريق وسقط أحدهم في حفرة واصيب بكسر في يده أو قدمه فإنه سيقاضي البلدية وسيطالب بحقه في التعويض؟ دعونا من هذه الطيبة الغبية ورد الإمور إلى عبارات مثل ( ما ياهو يومو)وإلى آخرها من العبارات المستسلمة وليس في الأمر شكوك حول درجة الإيمان نعم لكل اجل كتاب ولاتموت نفس حتى تستوفي رزقهاولكن دعونا مرة واحدة نحس بأن هنالك شعب يخاف سطوة القانون تجاه أخطائه دعونا نحس ونحسس كل متقاعس أنه مسئول أمام قانون لم يرحم إن نسي هو بعد ليلة قضاها في معاقرة السجم والرماد مراعاة ضميره ومخافة ربه
    العبوا دوركم كصحافة في محاربة أعمدة الضغط العالي بصورتها هذه داخل الأحياء قودوا تحقيقاً وافتحوا كل الملفات اطرقوا أبواب كل المسئولين حتى تزال هذه الأعمدة وصدقوني يوم يتم إزالة آخر عمود تقليدي متخلف من آخر حي في السودان سيكتب التاريخ أن هنالك صحافة كانت تعي دورها كسلطة رابع ومارست دورها الرقابي كما ينبغي له أن يكون..
    لوالدي الطفل حسن العزاء جعله الله شفيعاً لهم يوم القيامة ولكن لأجل الآخرين أدعوا الشرفاء من إخوتي القانونيين بمساعدة والديه لرفع دعوى مسئولية تقصيرية على شركة الكهرباء والمطالبة بمحاسبة من تسبب في موت هذا الطفل البرئ
    عثمان ميرغني عثمان
    المستشار القانوني لوزارة الصحة السعودية

  2. إنا لله وإنا إليه راجعون.. يجب على والدي الطفل مقاضاة الهيئة القومية للكهرباء بسبب الإهمال الذريع وعدم الإهتمام بأعمال الصيانة الدورية…ألا تجبي الهيئة أموال المواطن مقدماً…لاحول ولاقوةً إلابالله.

  3. الله الله الله ماهذا الذى يحدث ضغط عالى وشداد ومياة امطار من المسئول الوزير الجديد المشغول بتشتيت موظفى هيئة الكهرباء وتبديلهم بموظفى السدود ام الوزير السابق والله ياجماعة الحياة يقت صعبة فى السودان وما فى زول شايل هم المواطن اهمال غلاء اخطاء بلاحساب والله كفى لغاية هناء والله انا بقول الكلام ده من الم والله مش كاره الحكومه او معارض لكن 20 سنة ونحنا فى تخلف وفساد مالى وسؤ اخلاف وتردى فى مجتمعنا والله كفايا كده وعليكم الله ياحكامنا اعطو الفرصة لغيركم لانو زيتنا طلع ونسال الله ان يجعل المتوفى من اصحاب اليمين وشفيع لاهله يوم لاينفع مال ولابنون والله نسالة الرحمة بنا امين

  4. اول حاجه يقاضي الهيئه رغم انه والد الطفل سيعاني في ان يتقدم في شكواه لكن خطوه مهمه حتي يغتدي به الاخرون في المطالبه بحقوقهم فهذه الحادثه ليست الاولي ولا الاخيره وانا استغرب اعمدة الضغط العالي داخل الاحياء السكنيه وبدون متابعه من الهيئه وخصوصا الايام دي والامطار بالجد الموضوع خطير ويحتاج لتصعيد من المواطنين داخل المجمعات السكنيه حتي تتم المعالجه حفاظا علي ارواحهم والله يعين الشعب السوداني المغلوب علي امره

  5. القدر مكتوب – وربنا يرحم الطفل ويتقبله قبولا حسنا مع الشهداء – المسئولية مشتركة بين الاسرة وهيئة الكهرباء – أولا على الاباء والامهات عدم ترك أبنائهم في الخروج عقب هطول الامطار وترك الحبل على القارب – بل يجب تنبيههم من خطورة اللعب والدخول الى مياه الامطار لوجود الكثير من المخاطر ثم البعد عن أعمدة الكهرباء التى معظمها يكون به ماسا كهربائيا في العادة بسبب ماء الامطار لان العمود في تركيبته عبارة عن سيخ حديد ورمل وخرصانة ( يعنى مائة في المائة اذا وصله الماء يكون ناقلا للتيار ) وهنا يكون دور المدرسة في التوعية – ثانيا على شركة الكهرباء وضع الاحتياطات اللازمة في تأمين الاعمدة والابراج الناقلة للتيار الكهربائي بوضع الحواجز وتسويرها بما فى ذلك الشدار بالاضافة الى ردمها أو صبها بالخرصانة – وعمل العوازل الكهربائية بقدر الامكان لان هذا من صميم عملها 9 ، ثم عمل فريق صيانة يكون دوره فقط المرور الدورى لتفقد كافة الاعمدة والابراج في كل الولايات وعمل التدابير اللازمة لفصل الامطار – أى عليهم التحرك قبل وقع الحوادث للتأمين وحفاظ أرواح المواطنيين وأطفالهم بشتى الوسائل والله المستعان .

  6. محمد منتصر……
    اليك أعتذر………..
    عن خوفنا وجهلنا
    وايماننا الغبي بالقدر

    الله يرحمك ايها العصفور ارجوك لا تغضب منا أنا لا نملك الا الدعاء.

  7. الأخ عثمان ميرغني عثمان مكاوي اسمح لي أولاً أن أحييك على شجاعتك بكتابة اسمك كاملاً و جهة عملك و امح لي أيضاً أن أحيي فيك رجاحة عقلك و وضع اصبعك على الجرح. ليس لي ما أضيفه على حديثك فلم تترك لي ما اقوله و أجد نفسي أضم صوتي إلى صوتك. كما أحيي أيضاً الأخ "محب" الذي كتب بداية مرثية للطفل البرئ محمد المنتصر. ألا ثبت الله والديه المفجوعين و ثبتنا معهما فهذا المصير ينتظر الكثيرين منا بدون أي ذنب جنيناه اللهم إلا الجنسية السودانية. حسبي الله و نعم الوكيل عليكم أيها المسئولين (غير المسئولين)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..