مقالات وآراء

أمريكا هل نشتمها نهارا ونشكرها ليلا؟

منير التريكي

الذين يشتمون امريكا نهارا يحملونها كل مشاكل العالم. هي ترسل عملاء السي آي ايه ليتدخلوا في شئون الدول الأخرى. ترسل الأساطيل الحربية وتتحيز لإسرائيل. تتحكم في الاقتصاد العالمي بالدولار.لكن أمريكا أيضا تقدم المساعدات للكثير من الدول وتقف مع حقوق الإنسان وهي ضد الإستبداد وتساعد في حل الكثير من المشكلات التي تواجه العالم . أمريكا ليست كتلة واحدة. هي عشرات المكونات والمؤسسات وملايين الناس المنتشرين في اكثر من خمسين ولاية. كل ولاية أشبه بدولة. امريكا منقسمة بين حزبين كبيرين. كل حزب لديه أهداف وبرامج سياسات تختلف عن الثاني . طموحات الجمهورييين الأثرياء يتحمل تبعاتها الديمقراطيين. حزب الطبقة العاملة (الهارد ويركرز) والعصاميين.  كلينتون يحاضر وزوجته ظلت تعمل بعد مغادرة البيت الأبيض. لا يزال أوباما يعمل بنفس حيويته المعتادة قبل وبعد مغادرة الرئاسة. زوجته ألفت كتابا بعنوان (أصبحت ميشيل اوباما) انتشر في كل العالم و تمت ترجمته للعربية وغيرها.
أمريكا كلينتون وأوباما وبايدن الديمقراطيون تختلف عن أمريكا بوش الأب وبوش الإبن وترامب الجمهوريين . ترامب منع رعايا دول ذات أغلبية مسلمة من دخول أمريكا. لكن مع بايدن تصبح أحلام الكثيرون في زيارة أمريكا وإمكانية العيش فيها ممكنة. اللوتري يتيح فرصا لخمسة وخمسين ألف شخص كل من مختلف دول العالم. القرعة تتيح لهم السفر والعيش في امريكا والحصول على الجنسية بعد خمس سنوات. هنالك الكثيرون ايضا يهاجرون وهنالك الذين يذهبون للزيارة أو السياحة أو الدراسة ولا يعودون. يمكثون بغير أوراق ثبوتية بعد الوقت الممنوح لهم ولا ننسى طالبي اللجوء بسبب النظم الشمولية المستبدة. تشجع المبادرات الفردية الواعدة. تهيئ لها الظروف الملائمة.  يجتهد كل هؤلاء لتحقيق أحلامهم.  أمريكا تشجعهم على ذلك. هي نفسها عبارة عن حلم كبير ومجموعة من المهاجرين. الحلم الضخم هو فسيفساء منظومة من ملايين الأحلام الفردية. حتى الذين يتشبثون بأوطانهم أو يختارون بلاد أخرى تمتعهم أمريكا بالأفلام المحفزة التي تضيف الجديد والمثير لحيواتهم. هوليوود -وأيضا نيويورك- تنتجان أفلام في مختلف المجالات. هنالك افلام رومانسية وتاريخية وحربية وأسرية وخيال علمي وتجارب ذاتية وغيرها. هنالك بعض العنف والتعري ولكن هنالك الكثير جدا من القيم الفاضلة والمعرفة المفيدة. أمريكا قدمت الإنترنت وقوقل وفيس بوك. انتجت مئات التطبيقات التي تساعد في التواصل وتقديم الحلول للكثير من المشكلات.هي تغوص في ماضي الكون لتعرف مستقبل البشرية.
إذن كيف نحل هذه الثنائية المحيرة. هل نحبها أم نكرهها أم لا نفعل شيئا بهذا الخصوص؟ <br>
الذين يشاهدون الحروب في القنوات الفضائية ويقرأون الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي يشتمون أمريكا في النهار. لكن كثيرون أيضا يشكرونها ليلا عند الإستمتاع بفلم شيق . من هؤلاء بعض الذين يشتمونها نهارا.  

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..