قنواتنا الفضائية

الى الجحيم ايتها الساقطة زول ….

فتح الرحمن عبد الباقي
[email protected]

الاعلامي الذي استطاع أن يدخل إلى بيوتنا ، دون استئذان ، واستطاع أن يقتطع من وقتنا ، ما هو ليس بالقليل ، ولكن رغماً عن ذلك ، له مواسم وأوقات ، تكون خارطة المشاهدة والجلوس إليه لا بد منها ، ويختلف الناس ، في المادة التي يشاهدونها ، ويجلسون بشغف لمتابعتها ، وتختلف الأمزجة باختلاف الفئات العمرية ، فالأطفال مثلاً أصبحوا منقسمين بين قنوات الإنشاد ، أمثال طيور الجنة وكراميش وسكر وغيرها من القنوات المنتشرة على الاقمار الصناعية ، وبين قنوات الكرتون وسيدها Tom &Jerry ،،،، أما المواسم فأشهرها موسمى كأس العالم للمهوسين بكرة القدم ، وشهر رمضان المعظم ، لكل الفئات …..
ففي كاس العالم الفائت ، كانت درجة مشاهدتي للمباريات عالية جداً ، وكنت قد خلقت أزمة عائلية ، بعدم التعرض إلى أثناء مشاهدتي للمباريات ، ومحاولة تقديم كل الطلبات قبل المباراة أو تأجيلها بعد المباراة ، وبعد نهاية كاس العالم ، أتيت مرة أخرى لهذا الجهاز الذي قضيت معه ساعات طويلة ، وبصورة يومية ، وأصبحت مدمناً للجلوس وحضور مباريات كاس العالم ، فانتهت مباريات كاس العالم ، وبدأت أتنقل بالريموت كنترول ، من قناة إلى أخرى فلم أجد ضالتي ، ولم أجد برنامجاً ، لأطيل الوقوف فيه ، والاستمتاع ، كما كنت أستمتع بالسابق ، حيث ألغى كل المواعيد ، وغير مستعد لمقابلة أي ضيف ،،،، حيث تسود لغة الأرجل لتحرك الكرة ـــ أتيت لأجد ضالتي في هذا الجهاز …..
بدأت بالقنوات السودانية ،،، وقبل أن أخوض في تفاصيل كل قناة على حدة لاحظت تكرارا ، للبرامج بشكل غريب ، فتجد نفس البرنامج من حيث الفكرة والاخراج ، وفقط يختلف المسمى فمثلاً لو أخذنا يوم الجمعة كمثال باعتباره ، الأكثر مشاهدة ، فنبدأ ببرامج الأطفال ، بنفس النفس وفي معظم القنوات السودانية ، ثم نرجع وتجد في نفس التوقيت ، البرامج الصحية التثقيفية المهمة ، التي يستفيد منها المشاهد بدرجة كبيرة ، إلا أنها تبث في نفس اليوم وربما نفس التوقيت في معظم القنوات ، ابتداء من تلفزيون السودان ومرورا بقناة طيبة ، ومن ثم قناة النيل الازرق ،،،، فلم هذا التوقيت ؟؟؟ لا أدري
فلنبدأ بالقنوات السودانية وحسب ترتيبها على جهاز التلفزيون ، تلفزيون السودان الرسمي أو الفضائية السودانية ، والتي كالظل يتحرك أينما تحرك الرئيس ، ونوابه ومساعديه ، ومساعد مساعديهم ومدراء الادارات ،،، وحتى خفراؤها ، وهي ذات خط معين ليوصل رسالة معينة يصعب على المشاهد العادي ، متابعة البرامج التي ليست لها ، خطة أنما خطط البرامج ، خطط طوارئ تابعة ، لحالة الطوارئ التي تعيشها البلاد ،
القناة الثانية ، قناة طيبة الفضائية ، ذات التوجه الديني البحت ، والتي كما يشاع بأنها تتبع ، لجماعة أنصار السنة المحمدية ، وتقدم برامجا ، دينية ذات منفعة عالية للمتلقي والمشاهد ، وتلاحظ ، رغم توجهها الا انها تجد فيها تنوعا ثقافيا ، كبيرا ، من حيث برامج الاطفال ، وبرامج المسابقات الترفيهية ،والبرامج الصحية إضافة إلى المحاضرات القيمة ،،، ولا يعيبها غير الاهتمام بالديكور والصوت …..
قناة النيل الأزرق الفضائية ، والتي كنا لا نشاهد الدافوري السوداني ( أقصد الدوري السوداني ) إلا عبرها ، فهي كانت قبل وقت قليل تابعة لشبكة الـ ART التابعة لرجل الأعمال صالح كامل ، فكان الاهتمام بشكل المذيعة ، أكبر من الاهتمام بجوهرها ، ويقدم العنصر النسائي ، على الرجالي في الاختيار كثيراً ، وهي تميل إلى البرامج الخفيفة المنوعة ، والتنوع من وجهة نظرهم هو الغناء والتطبيل ، أما البرامج السياسية الحوارية فيوجد برنامج حتى تكتمل الصورة للاعلامي الطهر حسن التوم ، والذي قدم من خلاله ، حلقات نالت اعجاب الكثيرين …..
أما قناة الشروق الفضائية فقد اختطت خطا مغايراً لبقية القنوات ، فاعتمدت على انتشار المراسلين ، يجميع انحاء السودان ، وليت في خططها الانتشار بنفس النفس في جميع انحاء العالم …. وكما أنها ، إستطاعت ان تنتزع أطفالنا ، فبدلاً من قولهم ( أنا ما بدي شوكولاتة ) أصبحوا يتابعون قطار الزهور وبكل شغف ، كما يكفي القناة فخراً ، الجوائز التي نالتها ، وهي في عمر الزهور
أما قناة ساهور فهي تحتاج الى مقال كامل ، فهي تقدم الاناشيد الدينية والمدائح التي يحبها قطاع ليس بالقليل في السودان ، ولكنها أصبحت تقدمها بطريقة غريبة ، واصبح يؤدي هذه المدائح ، أشخاص عرفوا بصفات تتنافى ، ومضمون ما يقدمون …… أما قناة هارموني والامل فالامل يحدوهم ، ليواصلوا مسيرتهم ، وليقفوا على أقدامهم بعد الكبوات التي أصابتهم ….
أما ما يسمى بزول فهذه قصتها قصة ، وأمرها غريب وهي شخبطة في الفضاء وللاسف تحمل هذا الاسم الرصين الذي ارتبط بالطهر والعفة والنقاء ،،،،، لتاتي لنا بمذيعات كالدمى ،،،،، يتمايلن مع المستضاف دون ذكر كلمة ،،،، ولا اعتقد انهن يستطعن نطق الكلام ،،،، واما اسماء البرامج فيا للعجب مثل تعال اشرب معانا شاي العصر ، وشوف البدق الباب ،،، واما انواع البرامج فهي سقوط وانحدار ، واغراء واثارة ، واما نوعية الفنانين ونوعية اغانيهم ، فيا للعجب ، واذا لابد من استمرار هذه القناة بهذه الشخبطة فعليها ممارسة سقوطها بأي مسمى آخر غير هذا الاسم الرصين …..
رمضان على الأبواب ، وقد بذلت هذه القنوات جهداً كبيرا لتخرج إلينا بخريطة برامجية ترضي كل الأذواق ، فأتمنى من القنوات أن تراعي حرمة هذا الشهر وألا تضطرنا لاستخدام حقنا الشرعي بقوة الريموت لمسح بعض القنوات . وقد وضع الريموت للتنقل الى الانفع وما يفيد ، والانفع وما يفيد يختلف من شخص لآخر ،،،،
والتلفزيون كالصاحب وقد بين رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بان الصاحب نوعان كحامل المسك ونافخ الكير كما بين منافع حامل المسك ، ومضار نافخ الكير ، وقد شبه أحد العلماء التلفاز ، بالقرين ، فمن كان تلفازه صالحا كان قرينه صالحا ……

مكة المكرمة
25/7/2011

تعليق واحد

  1. يا عبد الباقي
    الصيحيح ان تقول (( قنواتهم الفضائية )) وليس (( قنواتنا الفضائية )) اللهم الا اذا كنت منهم ـ عندها فانت محق ـ
    لقد هجر السودانين لزمن طويل هذه القنوات المحسوبة علينا كسودانين ـ ويتندر بها الاخوة العرب (( وهم على حق )) ….
    ثم مالذي يدعونا لمشاهدة هذه القنوات ذات الوجهة الواحدة …
    هل يعقل اخي ان ادير مؤشر الريموت عن قناة دريم وهي تعرض برنامج (( الطبعة الاولى الذي يقدمه احمد التلمساني )) لاتابع الهندي عذالدين ….
    هل من المنطق ان اترك السماع للشيخ الجليل سلطان العلماء بقناة دبي لاستمع لخطب الوعيد والتهديد من شيوخ السلطان عندنا ناس امريكا روسيا قد دنا عزابها …..
    هل ادعو زوجتي لمتابعة (( مطبخ بيتنا بتلفزيون السودان )) ام اشجعها لمتابعة مطبخ منال العالم والشيف اسامة )) ففي الاول لا يوفر التلفزيون الا ميزانية تكفي لشراء ربع كيلو طماطم وحبتين ليمون وبصلة خضراء … ولا تستطيع ان تتابع لان مقدم البرنامج في وادي والكاميرا في وادي آخر …
    هل نتابع قناة ساهور التي قيل لنا ان الغرض منها تعظيم الرسول الاكرم ( صلي الله عليه وسلم )) لنفاجا بها وهي تمدح ((عمر البشير )) فاي مقارنة تريد القناة ؟؟؟؟؟
    اما قناة النيل الازرق فقد باتت هي الاكثر احتفالا بحفلات الرقص والهز لزيارات البشير لم اجد فيها برنامجا واحدا يخاطب عقلي ….
    اما قتاة زول مازرتها الا واجد ذلك المذيع جالسا وملقيا لاحاديث باهتة رتيبة ومملة …..
    هذا هو حال (( قنواتهم )) فمالذي يجبرنا لمتابعتها مادام البدائل موجود ….

  2. من ما لا شك فيه أن القنوات الفضائية التى تصلنا فى ابعد اصقاع العالم والتى هى القناة الحكومية, النيل الأزرق, الشروق, زول وساهور هى قنوات مايسمى بالمؤتمر الوطنى من اسمج القنوات الفضائية قاطبة لا تنافسها فى تلك المرتبة سوى القنوات الصومالية.
    هذا القنوات الفقيرة تبعث علي القرف فهى تمجد فى الطغمة الحاكمة ولا تقدم الا تلك الوجوه الكالحة التى تذكرنى بالسالكين فى سقر. واحب ان انبه العروبيين والمستعربين بانها تدرج تحت القنوات الأفريقية على الرغم بانها تقدم باللغة العربية.
    الحمد لله فهنالك مئات القنوات العربية والاجنبية المميزة التى اهرع اليها لما تقدمه من مواد دسمة وغنية .
    كل ما ارجوه ان تختفى هذه القنوات من الفضاء وتكتفى بالبث المحلى وانا على ثقة بأن ليس هنالك من مشاهدين لها سوى( شكارته دلاكته) .
    أبو أحمد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..