سلوك الراشدين يتشكّل في الرحم؟

وفق بحث جديد أجراه علماء جامعيون، قد يصبح الراشدون أكثر عرضة للتحول إلى أشخاص قلقين وقد يواجهون تراجعاً في الصحة العقلية إذا حُرموا من هرمونات معينة أثناء وجودهم في رحم أمهاتهم.

كشفت أبحاث جديدة جرت على الفئران عن دور المشيمة في برمجة السلوك العاطفي على المدى الطويل، وقد ربط العلماء للمرة الأولى التغيرات في سلوك الراشدين بتلك التي تطرأ على وظيفة المشيمة.
تبين أن «عامل النمو الثاني الشبيه بالأنسولين» يؤدي دوراً أساسياً في نمو الجنين والمشيمة عند الثدييات وتؤدي أي تغيرات في هذا الهرمون داخل المشيمة والجنين إلى إعاقة النمو في الرحم.
وفق د. تريفور همبي، اختصاصي في علم الأعصاب السلوكي في مدارس علم النفس والطب (شارك في إطلاق الأبحاث مع الأستاذ لورانس ويلكنسون): «نمو الطفل عملية معقدة جداً وتكثر آليات التحكم التي تحرص على أن توفر للأم جميع المغذيات التي يحتاج إليها الطفل».
أضاف: «كنا مهتمين بمعرفة كيف يؤثر اختلال هذا التوازن على السلوكيات العاطفية بعد فترة طويلة من الولادة، أي في سن الرشد».

هرمون حيوي

لمعرفة مدى تأثير عدم التطابق بين عرض مغذيات معينة على البشر وطلبها، حلَّل كل من د. تريفور همبي والأستاذ ويلكنسون وزملاؤهما مايكل مايكلسون وكلير دانت وميغيل كونستانسيا من جامعة كامبريدج، سلوكيات الفئران الراشدة بعد إعطائها كمية غير مناسبة من هرمون حيوي.
أوضح د. همبي: «طبقنا الاختبار عبر إتلاف هرمون اسمه «عامل النمو الثاني الشبيه بالأنسولين»، وهو مهم للسيطرة على نمو الجنين في الرحم. حين فعلنا ذلك، رصدنا خللاً في كمية المغذيات التي تسيطر عليها المشيمة ولاحظنا أن ذلك الاختلال له آثار واضحة على سلوك الفرد في سن الرشد، إذ يصبح ذلك الفرد أكثر توتراً في مرحلة لاحقة من حياته: «ترافقت تلك العوارض مع تغيرات معينة في نمط التعبير الجيني في الدماغ، وهي ترتبط بهذا النوع من السلوكيات. إنه المثال الأول عما سمّيناه «برمجة المشيمة» لسلوك الراشدين. لا نعلم كيف تسبب هذه الأحداث المبكرة آثاراً طويلة الأمد على ميولنا العاطفية، لكننا نشتبه بأن نتائج البحث قد تشير إلى أن أساس سلوكنا، وربما احتمال تعرّضنا لاضطرابات في الدماغ ومشاكل في الصحة العقلية، يتحدد في مرحلة أبكر بكثير مما كنا نظن».
من المقرر القيام بدراسات إضافية للتحقيق بآليات الدماغ التي تربط أحداث الحياة المبكرة بأي خلل في المشيمة وبالحالة العاطفية للراشدين.

نُشرت دراسة «نماذج خالية من عامل النمو الثاني الشبيه بالأنسولين تكشف عن برمجة المشيمة لمظاهر القلق في سن الرشد} حديثاً (في 6 أغسطس 2013) في مجلة Nature Communications.
الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..