مقالات وآراء

المعادلة الصفرية 

امجد هرفي

عندما كنا صغارا كنت اتابع مباريات الهلال والمريخ وكنت يوم ذاك اعتقد اني مريخابي لماذا لا اعلم ربما لان احد أصدقائي كان كذلك وكان يوم المباراة يوما مشهودا تتم فيه تعبئة الجماهير من الجانبين ويا فرحة جماهير الفريق المنتصر في ذلك اليوم ولكن ماذا لو كانت النتيجة درون اي صفر صفر ؟
في احد المرات كانت النتيجة صفر صفر ولكن كانت نقاط المريخ تؤهله للمباراة النهائية مع فريق الموردة فما كان من جماهير الهلال الا ان احتشدت لمؤازرة الموردة ضد المريخ وبالفعل كتب الانتصار للموردة في ذلك اليوم
عندما تاكد حزب الامة في خمسينيات القرن الماضي انه خاسر لا محالة امام الاتحاديين تحت وطاة الدعم المصري للاتحاديين في ذلك الوقت مارس لعبة المعادلة الصفرية ولاول مرة في السياسة السودانية عبر تامره مع الجيش فكان انقلاب الجنرال ابراهيم عبود فكانت النتيجة صفرا لصالح الطرفين
جاءت اكتوبر وبدا اللعب علي المعادلة الصفرية من جديد فتامر اليمين ممثلا في حزب الامة والاخوان المسلمين علي الشيوعيين واخرجوهم من الجمعية التاسيسية فما كان من اليسار الا ان خطط مع الجيش للاستيلاء علي السلطة عبر انقلاب مايو فكانت النتيجة صفر صفر ايضا لصالح الطرفين
جاءت ابريل وحاول اليسار اختطاف اللعبة السياسية السودانية عبر اتفاقيةالميرغني قرنق فما كان من اليمين الا ان خطط عبر منسوبية في الجيش لانقلاب الانقاذ فكانت الانقاذ صفرا كبيرا في المعادلة السياسية الصفرية في السودان
ولكن من الخاسر الحقيقي من هذه العبثية الصفرية في السودان ؟ لا شك ان الشعب السوداني هو الخاسر الحقيقي لكل هذا العبث
 السياسي الذي يحدث عندما يتطاحن الساسة السودانيون علي السلطة
أوردت في بداية المقال مثل احتشاد الهلالاب لتاييد الموردة فلماذا لا نحتشد نحن السودانيون يساريون ويمينيون اتحاديون وحزب امة لتاييد طرف ثالث يكون هو السودان لكي نخرج من نفق المعادلة الصفرية الي رحاب التنمية ورحاب دولة الرفاه السودانية
لماذا لا نفرح كسودانيين عندما يأتي حمدوك او البرهان باتفاق مباديء مع الحلو بدلا من ان نبدا في الطعن فيه علي اسس مصالح سياسية ضيقة
لماذا ننظر الي ما يحدث في الجنينة وكانها بلدة خارج حدود السودان ولماذا لا يهب الساسة السودانيون علي اختلاف مشاربهم ورؤاهم السياسية لوقف هذا العبث الجاري في الجنينة والذي قد تكون وراءه فتنة صفرية أخري
لماذا لا ننسي خلافانا الضيقة ونعمل يد واحدة لنصرة الطرف الثالث و الاهم في المعادلة الا وهو السودان

تعليق واحد

  1. مقال ممتاز ،لخصت فيه مشاكل السودان وعبث ساسة السودان ببلادنا ومصالحنا القوميه..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..