مقالات وآراء

أيها الصحفيون: لماذا و لمن تكتبون؟!!

علي العبيد

يقولون أن الإعلام هو السلطة الرابعة.
وذاك قولٌ كما تعلمون عظيم.
في كل بلاد الدنيا يمكن لصحفي مغمور أن يغير حاضر و تأريخ الكون،
فعلها ذلك الصحفي الذي أرغم ريتشارد نيكسون على الإستقالة بسبب فضيحة ووتر جيت،
و فعلها صنوه الذي هز عرش بيل كلينتون.. بسبب فضيحة مونيكا لوينسكي،
ذلك حدث في أقوى دولة في العالم…
و لكن في بلادنا هذي يظل فيها الإعلام شيئاً لتزجية الوقت، فقط ليس إلا.
شيئاً لتسويد الصحائف ثم قراءتها و إلقائها خلف ظهوررنا دون رد فعل..
لا الشعب يفعل شيئاً و لا الدولة تفعل شيئاً…. حتى في أخطر القضايا،
و بالنتيجة فهي لا سلطة رابعة و لا خامسة و لا عاشرة..
أقولي قولي هذا و بين يدي موضوعان يجسدان الفساد في أعلى قممه، و اللامبالاة في أبشع صورها، أولهما ما ورد قبل أيام عن النشاط المدمر التي قامت به شركة (فاجنر) الروسية في البلاد أيام الثورة، و ليس هذا المهم، المهم.. بل الأهم… و الأخطر، أن أحد الصحفيين يقول أنها مازالت تمشي بين الناس حتى اليوم، و تفعل أفاعيلها حتى الغد.
قال الصحفي كلمته و مشى، و لكن ماذا بعد؟ لا أحد رفع دعوى ضد الشركة إن كان ما قال الصحفي حقيقةً و لا ضده إن كان غير ذلك، و مات الكلام على صدر تلك الصحيفة و كأن شيئاً لم يكن…
و ثانيهما ما أوردته الصحفية (صباح محمد الحسن) قبل أيام في ست مقالات بعنوان (الفساد الطائر)، تحدثت فيه بالأسماء و الأرقام و التواريخ عن فساد شركة (تاركو) و بنك الخرطوم و نهبهما 20 مليون دولار، و عن طائرات تجاوز عمرها العمر الإفتراضي ما زالت تحلق في سماء السودان (الشقيق)، و هي تحمل بشراً و ليس شولات عجور و بطاطس..، كتبت السيدة صباح بكل ثقة، و دون خوف….. مما يعني أنها (مالْية يدها) تماماً مما تقول، و رغم ذلك لم يحدث أي رد فعل من الحكومة أو النائب العام أو أي مسئول، و لا حتى من صلاح مناع و لا وجدي صالح، و الأنكى من ذلك أن (تاركو) نفسها لم تنفِ عنها الإتهام، لأني أرى (فيما يرى الصاحي) أنها لا تبالي، لأنها مسنودة، ظهرها قوي … قوي جداً.
لقد كان من المنطقي بعد تلك السلسلة من المقالات أن تكون هنالك قضية، لابد من قضية، إما ضد الصحفية (الكاذبة)،أو ضد الشركة (السارقة) و البنك (الفاسد)، و لكن لا زالت الأستاذة صباح تكتب، و ما زالت (تاركو) تطير….
خروج و عودة:
أيها الصحفيون لماذا تكتبون عن الفساد إن كان لا أحد يهتم و لا أحد يَغِير؟ لا المسئولون و لا المواطنون، لا الشارع و لا القضاء، رجاءاً إكتبوا لنا عن خيبات الهلال و المريخ و عن ثروات القونات و عن مكايدات السياسين، و الدم السوداني (الرخيص) إكتبوا لنا (ونسة) في أي موضوع، محزن أو مفرح أو (هايف) لا فرق…..و تجنبوا العنت و المشقة في البحث و الكتابة عن الفساد، حتى لوكان أوضح من الشمس… لأنه لا فائدة من ذلك…. لأنه لا أحد يهتم.
خروج نهائي:
قسم الخالق، بابكر سعد، بنك الخرطوم، تاركو، 20 مليون دولار، و صباح محمد الحسن …
هنالك مشكلة خطيرة في السطر أعلاه،،،، يجب نبشها اليوم و ليس غداً … اليوم.
علي العبيد
[email protected]

تعليق واحد

  1. بسم الله الرحمن الرحيم ،،،،
    الصحف…. والصحافة…. والصحفيين .!!! ؟؟؟

    محمد فضل …… – جدة

    الصحفيون…. قد لا يعيرهم البعض اهتماما يذكر وقد لا———————-
    يعرفهم الكثيرون وان كانوا جيرانهم ( الحيطة بالحيطة ) …. وقد يعرف البعض
    اسمائهم فقط من صفحات الجرائد والصحف والمواقع الالكترونية … !!! ومهنة الصحفي مهنة يراها البعض مهنة هامشية .. ومهنة ( بيع كلام مكتوب فقط ) ومهنة من لا مهنة له …!؟؟؟؟
    ولكن الصحفي حسب علمنا وحسب الواقع الذي نراه ونعيشه هو من السهولة
    ان يكون ( سلاحا فتاكا) تنطلق رصاصته من موقعه لتطوف العالم كله وتضرب من تشاء وتقتله او تقع بجواره لتخيفه فقط ( عشان يفتح عينو وما يعمل حاجة غلط ) …!!؟؟
    والصحفي العارف لنفسه وقدره قبل معرفته بالآخرين ، والعارف و الملم بمهنة الصحافة الحقة على حقيقتها … والعارف بما لها وما عليها … هو ذلك الصحفي الذي يجب ان يكون …!!!؟؟
    وليت الصحفي يسعى ليعرف الآخرين قبل ان يعرفه الآخرون …!!!؟؟
    يعرف ان لو مس احدهم ( بكلمة جارحة وقاتلة ) تطعنه في شرفه او تخل
    بمكانته في مجتمعه وهي ليست فيه ، سيأتي اليوم وتكون وبالا عليه … والصحفي اولا وقبل
    ان يلج في هذا البحر المتلاطم الامواج يجب ان يتمتع بالنزاهة وشرف المهنة ويجب عليه
    قبل ان يطلق لقلمه العنان ليكتب في ( الصاح والغلط ) يجب عليه ان يعرف هذه المهنة ويجب عليه ان يكون مستعدا لتحمل كل عواقبها مطلوبات
    فالصحفي قد يكون نزيها وشريفا ويحكمه ضميره قبل ان يحكمه الآخرون
    فيكتب في ما يراه وتؤكده الدلائل الموثقة ، يكتب عنه بأمانة وموضوعية قد لا ترضي
    الآخرين رغما عن حقيقتها وصحتها فتجر عليه المصاعب والمتاعب وقد يكون
    غير ذلك ويكون صحفيا يلهث وراء الشهرة والثراء وبأي ثمن … وفي كلا
    يدفع حياته او حريته ثمنا لهذه المهنة كما حدث للكثيرين …!!!؟؟؟ الحالتين قد
    والصحفيون ..!! منهم من همه ان يكتب فقط سواء ( صاح او غلط )
    ارضاء لأصحاب صحيفته حتى ( لا يقطعوا عيشتوا) … ومنهم من يكتب بصدق
    وامانة وبضمير المهنة ليوصل للقاريء المعلومة القيمة الصحيحة والمفيدة ومنهم من هم مجرد ( بوق) من ( ابواق السلطة ) … وهؤلاء هم الفئة الأكثر
    خطرا ..! فهم بوضعهم هذا ( يطبلون ) للسلطة والمسؤولين فيها ( فيعموهم )
    جادة الطريق ويرسمون لهم ( الغلط صاح والصاح غلط ) ليصلوا عن طريق عن
    ( تطبيلهم ) هذا لما يريدون …!!! لكن ( السلطة) الحقة والنزيهة والشريفة
    او التي يجب ان تكون كذلك ، يجب ان لا تفتح مجالا لهؤلاء ( المطبلين ) ويجب
    ان تقول للكل وللصحفيين خاصة : ” انتقدونا كما شئتم ولكن بعدل ونزاهة وعفة
    وصدق وأرونا عيوبنا وسلبياتنا قبل ايجابياتنا .. واطرقوا كل ابوابنا وادخلوا
    بيوتنا ومكاتبنا واخرجو منها ( المسوس ) واتركوا السليم واشيروا اليه بنفس
    القدر الذي تشيرون فيه الى ( السجمان والرمدان ) .. وانتقدونا من باب
    ( الجمل ماب يعرف عوجة رقبتو) … !! وارونا ( عوجاتنا ) وفسادنا
    ان ( فسدنا وافسدنا ) ..!! وارونا ايجابياتنا لنتقنها ونزيد فيها المزيد ..!!؟؟
    وللصحفي نقول ايضا : ” اذا دعاك ( قلمك) وقدرتك الى ظلم الناس
    فتذكر قدرة الله عليك ” … !! فالصحفي هو الصحفي … لا تتغير مهنته
    بتغيير المكان او الزمان او ( الكرسي) … فيجب عليه ان يكون امينا مع
    نفسه اين ما كان موقعه …!
    وللأسف الشديد … من الصحفيين ولا نقول جميعهم … من يغرسون
    ( خناجرهم القلمية ) في قلوب الأبرياء ويقذفونهم بما ليس فيهم ويكيلون
    عليهم تهم الفساد والأخلاق وما شابه ذلك … وعند التحقيق معهم ومطالبتهم
    بالدليل ( الملموس) يقولون : ليس لدينا دليل ولكن ( سمعنا الناس يقولون )
    ومثل هذا النوع من الصحفيين يجب ان تحاكم و (بشدة) صحيفته التي
    سمحت له بالكتابة فيها اولا قبل محاكمته هو ….!!!!؟؟؟؟
    وللصحف و ( الجرايد اليومية ) نقول : ” ظللتي وستظلين صامدة
    بالقوة نفسها واكثر امام كل انواع ( التكنولوجيا العصرية )وامام كل الصحف
    و ( الجرايد) الالكترونية …!!! فها انتي وكما كنتي ( تصدرين ) بنفس الكمية
    والعدد او اكثر وبصفة يومية ويكاد بعضك ينفد من الساعات الاولى من الصباح..
    فأنتي حبيبة المثقفين و ( العاديين ) ورجل الشارع وحبيبة ( المعاشيين)
    بالذات الذين اصبحتي جزءا مكملا لحياتهم اليومية ،.. يتسارعون في الصباح
    الباكر الى ( اكشاك بيع الجرايد) ليظفر كل واحد منهم بأخذ عدد من صحيفته
    المحببة اليه ويعود بها الى الجلوس على كرسي او ( فرشة) في ( ضل النيمة)
    امام منزله .. ويتصفحها صفحة صفحة وسطرا سطرا .. بعد ان يكون قد شرب
    ( صبارتين او تلاتة) من القهوة والشاي ( العربي والأفرنجي) …!!!؟؟؟
    ….. والله من وراء القصد …….. وبالله التوفيق …!!!؟؟؟
    محمد فضل – جدة

    15 ابريل 2021م

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..