نسخة (أوميكرون) اقتصادية في السودان

أسامة ضي النعيم محمد
[email protected]
من النوادر التي تم تداولها خلال عام 2020و(الكورونا) ما تزال طفلة تحبو، أن يأتي زمان قادم يحن فيه العالم لعام 2020 ونسخته من الوباء ، وللأسف جاء العام2021 اليوم بنسخة (أوميكرون) المتحورة وأخذت (الكورونا) من الاسماء اليونانية والقدرات التدميرية ما عجز عنه العادون .
نسخ (الكورونا) المتحورة تفعل في النشاط الاقتصادي العالمي دمارا لم تأت به السالفات من الكوارث الاقتصادية والحروب العالمية ، في السودان نقرأ الاخبار عن المتحورات من نسخ الوباء كأنها في كوكب اخر ، مبالاة رسمية وشعبية ولبس الكمامة عندنا من ضروب ( العوارة) ، التباعد في صفوف الصلاة يراعي في جميع البلاد الاسلامية عدا السودان ، اخذ اللقاحات عند الغالبية السودانية عبث خواجات لا يجدي ، هي المبالاة عندنا في السودان تجعل من ردة فعلنا بطيئة وغير متسقة .
نسخة (أوميكرون) من وباء الكورونا تحملها الرحلات الجوية من جنوب أفريقيا ضيفا ثقيلا يحل علي السودان ، تحذرمنظمة الصحة العالمية من سرعة انتشار تلك النسخة وقدرتها علي العصف والتدمير ، يضرب الوباء أهم عناصر النشاط الاقتصادي وهو القوة البشرية العاملة، يزيد الازمة اشتعالا غياب الرؤية الرسمية في التعامل مع نسخ الوباء المتحورة ، تعاملنا الرسمي لجذب الاستثمارات للسودان في العام2020م هوالانتظار بعد التعاقد مع الشركات الاجنبية الي أن ينجلي الوباء لبدء العمل في المشروعات المتعاقد عليها .
الشواهد تدعم بأن وباء الكورونا قرر البقاء علي كوكب الارض لفترات أطول ، التحور في النسخ دليل طيب العيش للوباء بجواز سفر لا تنتهي صلاحيته وتتعدد الوانه بنسخ متحوره أحدثها ( أوميكرون ) ، معطيات يجب أن يصحو لها العقل الرسمي السوداني ، تحريك النشاط الاقتصادي في السودان يجب أن ينتقل من سياسة ( ننتظر حتي ينجلي الوباء ) الي طريق آخر، التعايش مع الكورونا صار أمرا حتميا وواقعا فرض لنستوعبه ونحن نمارس عمليات التنمية الاقتصادية ، تفكير اقتصادي من خارج الصندوق نتوافق عليه لبناء نسخة ( أوميكرون) سودانية لمواجهة تحديات النسخ المتحورة من وباء الكورونا.
نسخة (أوميكرون) لتحريك النشاط الاقتصادي في السودان تعتمد علي تجمعات الشباب في داخل وخارج السودان ، التواصل بين لجان المقاومة في داخل السودان مع نظيرتها في خارج السودان لإيجاد منصة انطلاق اقتصادية ، اقامة مشروعات زراعة الذرة لتصديرها الي دولة جنوب السودان لا تحتاج من مؤسسة الدكتورمو في بريطانيا الا الي نسبة ضئيلة من المبلغ المعلن عنه كجائزة للحاكم الرشيد في افريقيا أو كما جاء في ذلك العرض ، من استراليا وأمريكا أيضا تتضافر جهود شركات يقودها سودانيون لتحسين ورفع كفاءة العناية بالأبقار وإيقاف المراحيل ببناء مزارع ثابتة تضم في حظائرها مصانع البان ومنتجاتها الاخرى.
لا أمل الاستشهاد بالنموذج الاسرائيلي في بناء الدولة العبرية في العام 1946م ، انتظمت الحملات لجذب الاستثمارات من امريكا وأوربا وطرحت أسهم وسندات تدافع اليهود لدعمها وقامت اسرائيل ، الدولة الهندية ما تزال تعتمد علي نداءات تطلقها للمهاجرين لإقامة أعمال اقتصادية في الداخل ، مهمة تبدو صعبة على وزير الاستثمار المرتقب ولكنها الطريق الوحيد للانعتاق من وقف اجراءات حركة النشاط الاقتصادي التي يفرضها بروتوكول وباء الكورونا، تشغيل الشباب وإقامة مصانع حليب الاطفال والأدوية في السودان لا يحتمل تأخيره الي حين انجلاء وباء لكورونا ، للوباء نسخه المتحورة وليكن للاقتصاد السوداني نسخاً متحورة تلتف وتجذب استثمارات وأموال أهل السودان في الخارج لاعمار دارفور والشرق وجبال النوبة وجنوب النيل الازرق، قرر وباء الكورونا العيش معنا واستخرج جوازات سفر متعددة ليأتي تارة من الصين وأخرى من كيب تاون و رحلاته مجانا على ظهر أحدث ألطائرات ، وبالمقابل يجب أن نتبع نشاطنا وحركتنا الاقتصادية في السودان بتحور مضاد للتغلب علي تأثيرات الجائحة الكونية والتي لا تقل في تأثيرها عن حرب عالمية ثالثة علي العالم والسودان خاصة.
وتقبلوا أطيب تحياتي.
مخلصكم / أسامة