الحزب الشيوعى السودانى:بالرُغْمِ من صِدْقْ وأمَانَةْ وَزُهْدْ قَادَتِه،ومُعْظَمْ أتْبَاعِهِ،لماذا تَتَنَاقَصْ عُضْوِيَتِه بدلاً من أن تزداد؟‎

بسم الله الرحمن الرحيم

موقف أول:ذكر لى أحد أقرباء المرحوم والمغفور له بإذن الله/محمد إبراهيم نقد السكرتير السابق للحزب الشيوعى السودانى،بأنه كانت للمرحوم قطعة سكنية منحت له الحكومة بأحد أحياء الخرطوم،وقام بإنزال بعض مواد البناء فيها،ولكنه لضيق ذات اليد لم يتمكن من تشييدها،وتركها لفترة طويلة،فجاء أحد المواطنين وقام ببناء هذه القطعة وبنفس المواد التى جهزها المرحوم نقد وأقام فيها هو وأسرته وكأنها ملكه،وعندما عرف بعض أقرباء وأصدقاء المرحوم بهذا التصرف الذى قام به هذا المواطن،طلبوا منه بأن يقوم بعمل إجراءات قانونية ضد هذا الرجل الذى قام بالتعدى على هذه القطعة،فقال لهم:أتركوه لأنه لا يملك قروش لشراء قطعة كما أنه لم يتمكن من التقديم لقطعة ارض فأبحثوا له عن العذر ،وتمر الأيام وتقوم الحكومة بمنح قطعة أرض لهذا المواطن الذى قام بالسكن فى قطعة المرحوم،وفى نفس الحى ويقوم هو الأخر ببناء قطعته الجديدة وتجهيز غرفها ومن ثم القيام بتسليمها للمرحوم نقد أى أنه تاثر بكرم وزهد المرحوم،وطبق مبدأ هذه بتلك(الأرض بالرض وكريم الخصال بكريم الخصال).م
موقف ثانٍ:فى مقال للأستاذ الكريم/صلاح الباشا بتاريخ:4/2/2014م قال :(ذات مرة ونحن وقتذاك نعمل بالدوحة ، والامبراطور الراحل وردي بيننا في رحلة زراعة الكلي الشهيرة في اكتوبر 2002م تحديداً ، طلب مني الاستاذ محمد وردي عليه الرحمة ان نحاول إستخراج تأشيرة زيارة لمحجوب لقضاء شهر كامل معه بالدوحة بعد الإنتهاء من زارعة الكلية .. فقلت له ممكن جدا ولكنني اعاني دوما من حكاية الخدمة المقطوعة من تلفون بيت محجوب شريف ، ضحك وردي ضحكة مجلجلة قبل ان ان يعلق قائلا: تعرف ياباشا عادي جدا يكون تلفون المنزل مقطوعا بسبب الفاتورة ، وقد تعودنا حين نطلب محجوب ان نسعي اولا لسداد فاتورة هاتفه حتي نتمكن من مهاتفته ، وبالتالي سنقوم من هنا بإنجاز المهمة ونسدد الفاتورة لتتصل به كي يرسل صورة الجواز حتي نشرع في استخراج التأشيرة من الجوازات القطرية ، ثم ذكر وردي جملة توقفت عندها كثيرا حين قال: ان زهد محجوب شريف هذا لايوجد له مثيل إلا في عهد الصحابة ، وبالتالي مثل محجوب لن يعمر كثيرا لأن مثل هؤلاء البشر ماتوا زمان لأنهم أخيارنا جميعا)م
موقف ثالث:أيضاً ذكر لى أحد أقرباء الشاعر الفذ المرحوم بحول الله/محمد الحسن سالم حميد والذى لخص الدنيا بأكملها فى قوله:-م
وايه الدنيا غير
لمة ناس فى خير
او ساعة حزن
ذكر لى ،بأن المرحوم كان فى البلد(نورى)فجاءه أحد الأشخاص وقال له:زوجتى وضعت وماعندى حق السماية،ولم يكن حينها فى جيب المرحوم أى قروش،فخلع الساعة من يده وهى من نوع (رادو)وهى غالية الثمن وقال له إذهب وبيع هذه الساعة وسمى لأم لولدك أ وأوعا يغشوك لأن فيها جزء من الذهب الخالص).م
وبعد أن سمونا وعلونا بهذه المواقف الإنسانية النبيلة ،لهولاء الرجال العظماء،يبقى لنا عدة أسئلة ومنها على سبيل المثال لا الحصر:هل شُح الإمكانيات يعتبر من الأسباب أو العوامل الرئيسية التى ادت لعدم إنضمام أكبر عدد ممكن من السودانيين للحزب الشيوعى؟وهل إصرار بعض قيادات الحزب على التشبث والتمسك بالفكر الماركسى وعدم مراجعته بصورة فيها نوع من أنواع النقد الذاتى (جلد الذات)أدى أيضاً لهجرة بعض الأعضاء للحزب وعدم إنضمام أخرين له؟كذلك هل للحركة الإسلامية (العدو التقليدى للحزب)من خلال إعلامها القوى والمؤثر،دورٌ فعال فى تحريض الناس وذلك بدمغ أعضاء الحزب الشيوعى بالإلحاد وبأنهم يعملون ضد الإسلام والمسلمين مما جعل الناس ينفرون ويبتعدون من الإنضمام للحزب؟
ونترك الإجابة على هذه الأسئلة للقارئ الكريم ومن ثمَ لكل أعضاء الحزب الشيوعى السودانى المستنيرين .ولكننى كما ذكرت فى عنوان مقالى هذا،فإنَ قادة الحزب ومن النقل فإنهم يتصفون بكريم الأخلاق وبالصفات النبيلة من صدق وأمانة وزهد ومرؤة،وبكل صدق قد لا نجدها فى عالم اليوم عند كيانات أسلامية على سدة الحكم الأن تدعى الإسلام وترفع شعاراته ولكنها لا تطبقها على أرض الواقع وكما قال المرحوم /عبدالخالق محجوب :(لا خيرة فى معرفةٍ لا يلزمها تطبيق)وما يهمنا هو أنَ هنالك بعض الإتهامات الجزافية التى وجهت لأعضاء الحزب الشيوعى ومنها على سبيل المثال لا الحصر،إنهم يقولون أن لا إله والحياة مادة ،وأنهم لا يصلون ولا يقيمون أركان الإسلام الأخرى،ونقول وبكل صدق بالرغم من أنه ليس هنالك رابطاً يربطنا مع الحزب الشيوعى السودانى،وليس لنا معرفة كافية بأفكاره ومرجعياته،إلا إننا وبكل صدق رأينا أعداداً كبيرة من عضويته يقيمون أركان الإسلام جميعها وبكل إخلاص،وبمفهوم المخالفة كيف لعاقلٍ يريد أن يجمع الناس فى كيان واحد ومحدد ،أو أن يجمعهم من خلال أفكاره ورؤاه،أن يعمل عكس معتقداتهم وتقاليدهم؟
نسال الله الكريم أن يلهم جميع أهل السودان،الحكمة والرشد من أجل فهم الإسلام بصورةٍ صحيحة،وإصلاح حال الوطن والمواطن،ولا يصلح أخر الأمة إلا بما صلح به أولها
وبالله الثقة وعليه التُكلان
د.يوسف الطيب محمدتوم-المحامى
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. هل تصدق الصفات الثمانية عشـر التي ذكرها المؤتمر الوطني التي يريدها للوصف الوظيفي للرئيس القادم لجمهورية السودانية الديمقراطية تنطبق ثماماً يا دكتور يوسـف الطيب تنطبق تماماً علي كل قادة الحزب الشيوعي السوداني؟ الإجابـة نعم ثم نعم ثم نعم…

  2. الشيوعيون هم اقرب الناس لنا نحن الجمهوريون وقديما قال الاستاذ محمود مجمد طه فيما يتعلق بالاشتراكية التى ندعوا لها الفرق بيننا والشيوعين المدماك الاخير( كلمة المدماك معناه الطوف الاخير فى البنيان ) وعندما حل الحزب الشيوعى وابطلت المحكمة قرار الحل قال الصادق المهدى قولتة المشهورةوالتى سجلها له التاريخ. (ان حكم المحكمة حكم تقريرى ولا ينفذ ) وقتها وقف الاستاذ محمود محمد طه ضد قرار حل الحزب الشيوعي واقام محاضرات عده يناهض فيها حل الحزب الشيوعي وقال قولته المشهوره (ان ذلك يتعارض مع الحقوق الاساسيه واللتي لايجوز باي حال من الاحوال تعديلها) ويالها من ايام فإن الاخوان المسلمين يرفضون الان تسجيل الحزب الجمهوري ويهدرون بذلك الحقوق الاساسيه والدستوريه لعدد كبير من الجمهوريين . إن الشيوعيين قد دمغو بالالحاد زورا وبهتانا كما واننا نحن الجمهوريين يدمغوننا بان الاستاذ محمود محمد طه قال ان الصلاه قد رفعت منه وهذا قول غير صحيح وكاذب ان الاستاذ محمود محمد طه قال ان الصلاه لا ترفع من احد ولا يوجد اليوم جمهوري لا يصلي بل اكثر من ذلك يوجد عدد من الجمهوريين يقومون صلاه الليل في الثلث الاخير وهم اكثر الناس خلقا وتمسكا بالاسلام . الاستاذ محمود محمد طه ترك هذه الدنيا و لا يملك سوا منزل في الدرجه الثالثه مساحته 300 متر من الجالوص فاين يقيم الان زعماء الحركه الاسلاميه هم يتطاولون في البنيان وتعدد الزوجات .

  3. إقتباس [ نسال الله الكريم أن يلهم جميع أهل السودان،الحكمة والرشد من أجل فهم الإسلام بصورةٍ صحيحة ] .
    د. يوسف الطيب محمد توم المحامي إختتمت مقالك بالجملة أعلاه وبدأت مقالك بتسائل عن إنخفاض عضوية الحزب الشيوعي السوداني ؟؟؟؟؟
    ومن أين لك يا من تحمل دكتوراه في القانون أن تعرف كم عدد أعضاء الحزب الشيوعي السوداني !!! وهل هي في إنخفاض وما علاقة عنوان الموضوع بخاتمته والتي يفهم منها أمران لا ثالث لهما الأول أنك شيوعي وتسعي لنفي الإلحاد عن الشيوعية وفي هذه الحالة نراك في جهل مدقع فالشيوعيون ليس ملحدين وكل من هب ودب يعلم ذلك
    الأمر الثاني انك تحاول أن تقلل من حجم جماهير الحزب الشيوعي وتدعوا لتسويق الإسلام السياسي مرة أخري ونراك هنا أنك تسبح ضد التيار فلن تجد شخصا واحدا يقبل أن يعطي فرصة أخري لحزب ديني بحجة أن السابقين لم يطبقوا الشريعة !!!!
    إن ما تفعله داعش جاء حرفيا في كتب السيرة فهل تعتقد إنه الإسلام الصحيح ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  4. تشرفت بالعمل في الثانويات مع الجبهه الديمقراطيه ولم اتشرف بالانتماء للحزب الشيوعي
    لان الانتماء للحزب له مقاييس وشروط وليس كل من هب ودب يمكنه الانتماء للحزب
    هذا الحزب حزب صفوه تجدهم فيهم كل الصفات التي تروقك من علم وثقافه وزهد ووطنيه وحب للسودان
    الاشكال الذي يواجهه الحزب الشيوعي اننا شعب عاطفي ومخدوع بالدين .. وقد لعب تجار الدين علي هذا الوتر كثيرا واضروا بالحزب
    وسلبية الحزب تتمثل في عدم الوضوح في نظرته للدين وتوضيحها للعامه المتوجسين من الالحاد وغيرها من الصفات التي الصقها تجار الدين بالحزب الشيوعي
    علي الحزب تغيير استراتيجيته لكسب ود الناس بالطريقه التي تتناسب مع افكاره ولاتتعارض مع عاطفية الشعب .. علي الحزب الدفاع عن نفسه وضحد تهم الالحاد والكفر عن نفسه واعضاءه والا سيبقي هذا الحزب في الطل الي يوم يبعثون..
    البلد في حاجه لافكار واعضاء الحزب الشيوعي لتنهض ولايوجد في الساحه من يحمل برامج علميه واقتصاديه وسياسيه لنهضة السودان كالحزب الشيوعي
    ولكن للاسف تنقص قيادة الحزب عبقرية الابداع للنهوض بالحزب ليصبح حزب الشعب

  5. الحزب الشيوعي يعاني من أمرين الأول موقفهم الغير واضح كحزب من مسألة الدين وهنا لا اتحدث عن الأفراد فهذا أمر بين الفرد وربه.
    ثانياً الخطأ التاريخي للحزب بالإتيان بمايو عن طريق الانقلاب ثم انقلاب هاشم العطا الذي أعطى النميري الفرصة للانتقام منهم وقتل قيادات الحزب التاريخية التي لم يتم تعويضها حتى اليوم. إضافة لصراعهم المرير مع الحركة الاسلامية الذي أضر بالسودان أكثر الضرر بل هو العقدة التي أدخلتنا في النفق المظلم الذي نعيشه اليوم وهنا أقصد أن الخطأ من الجانبين، الحركة الاسلامية والحزب الشيوعي، ومن خلفه الأحزاب اليسارية كلها، بنفس القدر وعدم ادراكهما أنه لن يستطيع أي منهما القضاء على الآخر مهما حاول ولا مفر من التعايش والصراع عن طريق صناديق الانتخابات وليس البندقية والانقلابات العسكرية.

  6. لا نختلف معك فيما ذهبت اليه – الا ان الحزب الشيوعي محتاج ان يغيير اسمه – وانحسار عضويته دلالة علي انحسار التعليم والمثقفيين في الامة اي ازدياد مؤشر الجهل والامية وسط المجتمعات – السؤال الي متي يظل المثقف السوداني متلقي الافكار – فالحركة الاسلامية نشاة في مصر وتلقاها الترابي واتباعه وكذلك الشيوعية والبعثية حتي التصوف وانصار السنة – فبالتمعن تستنتج اننا شعب فاضي مصاب بداء التبعية فلا يهدا العقل السوداني الا عندما يتبع لافكار ما حتي لو كانت هلال مريخ .
    فاذا اراد الحزب الشيوعي زيادة منسوبيه فعليه تغيير الاسم فقط او تثقييف المواطن وتعليمه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..