انتصار نداء تونس على النهضة يثير ارتياح دول عربية وغربية

السعودية والإمارات والجزائر ومصر وفرنسا والولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا، تهنئ قائدالسبسي على استعادته لإرادة التونسيين.

ميدل ايست أونلاين

نتائج الانتخابات تذهب بشرور كثيرة

تونس ـ أعربت بلدان عربية وغربية عن “ارتياحها” لفوز حزب نداء تونس على حركة النهضة الإسلامية في الانتخابات البرلمانية التي “جرت في كنف الشفافية والنزاهة”. وأكدت هذه الدول “دعمها لمسار عملية الانتقال الديمقراطي بما يعزز الدولة المدنية والحريات الفردية والعامة”.

وكانت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أعلنت فجر الخميس عن النتائج الأولية للانتخابات التي جرت يوم الأحد 26 أكتوبر/تشرين الأول، وأكدت ان نداء تونس الذي يتزعمه السياسي المخضرم الباجي قائد السبسي فاز بـ85 مقعدا في البرلمان، فيما لم تفز حركة النهضة الإسلامية سوى بـ69 مقعدا.

وقال قيادي بارز في نداء تونس ومقرب جدا من قائد السبسي “إن عددا كبيرا من البلدان العربية والغربية أعربت عن ارتياحها الكبير لفوز النداء على حركة النهضة كما أعربت عن “استعدادها لدعم جهود الحزب خلال عملية الانتقال الديمقراطي باتجاه ترسيخ مكاسب التونسيين وفي مقدمتها الدولة المدنية وحرية المرأة وضمان الحريات الفردية والعامة”.

وأضاف القيادي الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أن “من بين البلدان الغربية التي رحبت بفوز النداء فرنسا والولايات المتحدة الأميركية وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا ومن بين البلدان العربية المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات والجزائر ومصر”.

وأكد المصدر”أن تلك البلدان اتصلت برئيس الحزب الباجي قائد السبسي وهنأته بالفوز الذي وصفته بأنه انتصار لإرادة التونسيين وانتصار للديمقراطية”.

غير أن المصدر رفض الكشف عن طبيعة الاتصالات وما إذا تمت عبر سفراء تلك البلدان في تونس أو تمت مباشرة من عواصمها”.

ومند سقوط نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي أعربت كل من فرنسا والولايات المتحدة الأميركية في أكثر من مناسبة عن دعمها لعملية الانتقال الديمقراطي في تونس غير أن الأزمة السياسية التي عصفت بالبلاد خلال فترة حكم حركة النهضة عامي 2012 و2013 أثارت قلقا لدى حلفاء تونس التقليديين وساورتهم شكوك حول مدى التزام حركة النهضة بالتقدم بالمسار الديمقراطي في وقت احتكرت فيه الحياة السياسية ورفضت تشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها مختلف القوى السياسية الفاعلة في البلاد.

ويقول المحللون السياسيون إن “واشنطن وباريس اللتان تتابعان بدقة الشأن التونسي باتت لا تثق في النهضة التي فشلت في الحكم وغضت الطرف عن تنامي خطورة الجماعات الإسلامية الجهادية التي قويت شوكتها سواء من خلال اغتيال سياسيين علمانيين هما شكري بلعيد ومحمد البراهمي أو من خلال تنفيذ عدة هجمات إرهابية.

ويضيف المحللون أن “فوز نداء تونس يعتبر بالنسبة للبلدان الغربية وخاصة فرنسا والولايات المتحدة انتصارا سياسيا للقوى الديمقراطية العلمانية وإجهاضا لمشروع الإسلام السياسي الذي ترى فيه تلك البلدان خطرا على علاقاتها العريقة مع تونس، وخطرا على مكاسب التونسيين الحداثية وفي مقدمتها مدنية الدولة”.

لكن انهيار الثقة في حركة النهضة لم ينحصر في البلدان الغربية تربطها بتونس مصالح اقتصادية واجتماعية وإنما تجاوزها إلى عدد من البلدان العربية مثل المملكة العربية السعودية التي لا ترى في حركة الغنوشي سوى امتدادا للتنظيم الدولي للإخوان المسلمين وهو التنظيم الذي صنفته تنظيما إرهابيا.

وهذا ما يفسر ترحيب المملكة ودولة الإمارات بفوز نداء تونس باعتباره يمثل امتدادا للمشروع الوطني التونسي الذي يعمل على إعادة بناء علاقات البلاد مع البلدان العربية مثلما أكده قائد السبسي، في إشارة إلى أن ارتهان حركة النهضة إلى حكام الدوحة قد أضر كثيرا بصورة تونس كدولة ذات سيادة.

ويقول مراقبون إن الترحيب العربي والغربي بفوز نداء تونس، إضافة إلى كونه يحمل ارتياحا لفشل الإسلام السياسي، من شأنه أن يشجع تلك البلدان على دعم البلاد خلال هذه المرحلة الدقيقة خاصة على مستوى إنعاش الاقتصاد ومكافحة الإرهاب الذي بات يهدد استقرار البلاد.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..