السودان … الحاضر والماضي

يبدو أنه لم تترك لنا الإنقاذ غير الماضي نتغنى بأمجاده العطره وأيام المجد والعزة والكرامه إن معظم عمائل الإنقاذ هذه الأيام تضطرك بالرجوع إلى الماضي والتغني به .
رغم إنني واحد من من عشاق التاريخ وأرى فيه أحيانا صفحات مضئيه أعود إليها أحيانا حينما تتغير ملامح الأيام وتتشوه أحداث الزمن إلا إنها قضية تستحق المراجعه والحوار .. أن يطغي التاريخ على الحاضر بهذه الصوره إن ذلك يعني أكثر من إحتمال
الإحتمال الأول : إن كآبة الحاضر تجعل الإنسان يرجع إلى الوراء عشرات السنيين لعله ينسى هذا الحاضر المؤلم وخاصة هذه الأيام لا يخلو عقل إنسان سوداني إلا بذكريات الزمن الجميل الذي كان عزة ورخاءا الذي فقدناه اليوم
الإحتمال الثاني : إنهم لا يستطيعون تناول الحاضر بالصوره المطلوبه وبكل حريتهم ولهذا يهربون إلى الماضي لعلهم يجدون فيه العبرة والمثل .
الإحتمال الثالث : إننا لم نعد نملك شئيا في الحاضر ذا قيمه إلا الماضي ولهذا نتمسك به رغم أنه أصبح مجرد ذكريات
فلم يكن غريبا في ظل هذه الكآبه أن ننتقل بالذكريات والتاريخ بين الرؤساء السابقين عبر مراحل مختلفه من التاريخ من عبود وأزهري وحتى النميري بكل سؤاءته وذلك لبؤس الموجود حاليا وكلها تتناول العزة والكرامه ( هذا مافقده المواطن )
كيف كان يتم إستقبال الرئيس عبود في أوروبا وفي إحدى زياراته إلى بريطانيا أصطف له الحرس الملكي وعزف السلام الوطني السوداني وإستقبلته ملكة بريطانيا بنفسها وبكل عظمتها وفرش له البساط الأحمر وقامت بجولة معه بعربة ملكيه مكشوفه حول مدينة لندن لتعرفه على معالمها فهذا الإستقبال بهذه الطريقه ليس بالأمر السهل يعتبر في بريطانيا وفي وللأوروبيين قمة الحفاوه ولن يتم إلا لرجل عظيم كعظمة الرئيس السوداني … ورئيسنا الحالي أسد أفريقيا متى آخر زيارة قام بها إلى بريطانيا ؟ ؟ شخصيه غير مرحب بها بل سيتم القبض عليه إذا مافكر في هذه الرحله في يوم من الأيام هذا هو رئيسنا !!!!! ومتى آخر مره عزف السلام الوطني السوداني في أوروبا كلها ؟ قبل 27 سنه وهي فترة حكم البشير,
كما يتحدثون أيضا عن نزاهة ونظافة الزعيم إسماعيل الأزهري ويتداولون في وسائل التواصل الإجتماعي خطابه الذي كتبه إلى رجل الأعمال النفيدي طالبا منه سلفه بمبلغ 100 جنيه لتكملة بناء بيته .. ويتحدثون عن جيران الزعيم في أم درمان بحي بيت المال وكيف كان يتعامل معهم في أفراحهم وأطراحهم مات الزعيم ولا يملك غير بيته في حي بيت المال بل مات مديونا ويتم المقارنة بالرئيس الحالي من هم جيرانه ؟ لا يوجد أحد لأنه بنى قصوره بمعزل عن الناس هو إختار أن لا يحتك بشعبه ولا يعرف آلامهم وأفراحهم ويتساءلون كيف له ببناء هذه القصور المنعزله بهذا الجمال وهذه الفخامه وهو لم يكن من الوارثين وبإعتباره موظف دوله يتقاضى راتبا في كل نهاية شهر ؟ وهل بهذا الراتب يستطيع أن يمتلك بيتا في أحد الأحياء الشعبيه بأمدرمان ؟ الله أعلم …
وعندما يتناولون الحديث عن النميري لا يذكرون سوءاته ودكتاتوريته لأن نزاهته غلبت على كل أعماله السئيه هذه مبررات من يتناولون ذكرياته هذه الأيام ومقارنتها بالرئيس الحالي فهي دكتاتوريه من دون خدمات يعني يتسلط علينا بالمجان هذه أسوأ أنواع الدكتاتوريات مثال من خارج الحدود لهذا النوع من الدكتاتوريه الرئيس الراحل صدام حسين كان متسلط جدا ودكتاتوري لكنه بنى دوله وكان يقدم أعظم الخدمات لشعبه , فالعيب عندما يفقد المواطن كل الخدمات ويطالب بها بل مجرد الحديث عنها ممنوع يسجن ويسحق وأفضل الحالات يفصل من عمله وينقطع رزقه وأحيانا يقتل فهذه دكتاتورية الرئيس الحالي , ويتحدثون عن كيف كان يستقبل نميري في دول الخليج بكل مهابة وعزة لأنها كرامة وعزة للمواطن السوداني مقارنة بإستقبال رئيسنا الحالي حتى الآن لم نر ملكا أو أميرا أو رئيسا في دول الخليج في يوم من الأيام قام بإستقبال البشير … ويتحدثون أيضا عن أملاك نميري مقارنتها بأملاك الرئيس الحالي فإن نميري مات ولا يملك بيتا .
ويرجعون بالتاريخ حتى لأيام القوات المسلحه خاصة أيام اللواء أبو كدوك قائد المنطقه الشرقيه وخطابه الشهير طالبا فيه الدخول الأراضي الأثيوبيه خلال 24 ساعه ردا على التحرشات الأثيوبيه بإختراق طائرة عسكريه واحده فقط للأجواء السودانيه … والآن يا أبو كدوك لو علمت بأن القوات الأثيوبيه تتوغل وتقتل المواطنيين وتحتل أراضيهم والجيش الذي أختزل في الجنجويد لا يعرفون إلا المواطنيين الأبرياء أشبعوهم ضربا وإغتصابا ويتجولون في المدن وسط المواطنيين وإستعراضا للقوة لأجل حماية رئيس هذا الزمان من شعبه وتاركين الحدود تغتصب والأجواء تنتهك ماذا سيكون خطابك للقائد العام للقوات المسلحه ؟ وبماذا تنصح قائد القياده الشرقيه الذي في مكانك حاليا ؟
ومن يصدق أن رئيس جمهورية السودان الحالي هذه الدوله العظيمه بتاريخها وتاريخ رؤسائها وماضيهم التليد جميعا هذا الرئيس الحالي لا يعرف الأولويات ذهب لإحتفالية بأديس أبابا وهي عباره مسرحية هزيلة وهذه الإحتفاليه مدفوعة الأجر من مال الشعب الغلبان المستغيث وعاصمته تغمرها مياه الأمطار الغزيرة والأقاليم تستغيث … والمياه تغمر السودان من شرقه إلى غربه ووسطه ولا مجيب وهذا كله لتميع صورته للخارج وغير آبه بصورته الحقيقيه لمن هم في الداخل وكأنهم في كوكب آخر !!!
هل سيأتي يوما نحكي أمجاد الحاضر ومعجزات الغد ونترك الماضي للتاريخ ؟ لكن متى ؟؟ ومتى ؟

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. تحياتي
    لا الزمان ينفع الحديث عنه ولا الماضى تبقي منه شئ
    هؤلاي المافيا سلبو كل جميل في السودان وجعلو كل عزيز
    فيه زليل وفقدونا كل معني تحوى ع حب البلد وما تبقي ابحث عن
    مقررات المدارس تعرف كيف طمسو الماضى والاراقه للبلد التي تهابها
    من يسمع بها وانسانها رمز يشار اليه في كل مكان ثلاث عقود استطاعو
    ان يدمرو به كل شهامة انسان السودان وكرامة اسلفنا الد صنعو لتاريخ
    بدمائهم
    كل ما تبقى لنا هو الدعاء
    اللهم اجرنا في مصيبتنا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..