مقالات وآراء

قليل من الرأفة بلصوص الشنط والموبايلات

محمد حسن شوربجي

هالني والله كثيرا ما حدث لطفل صغير يضرب في الاسواق ضربا مبرحا وقد صورته إحدى الكاميرات.
فكم هي قبيحة تلك الطريقة الوحشية وقد قالوا عنه أنه لص وقد سرق.
فليتهم يتعلمون الدرس  من  فاروق الامة وحين سرق أحد اللصوص عمامته  في السوق وهرب ،،
فقد أخذ سيدنا عمر يجري خلفه وهو يصرخ ويقول له :
أشهد أنّي ملّكتك اياها ،، ( أي وهبتها لك ) ،، فقُل قبِلت حتى ( لا تمسّك النار ) ،،
فهذا الطفل المسكين وغيره هم  اشبه بلصوص عام الرماده الذين عطل سيدنا عمر الحدود رحمة بهم.
وان كثرت الأخبار المزعجة  عن سرقات لشنط النساء وموبايلاتهم في شوارع الخرطوم وموترات تخطف الشنط  وتخطف الجوالات.
وقد اسمها نيقرز ثم ٩ طويلة.
فلابد أن نكون رحيميين بهذه الطبقة الفقيرة التي صنعتها الانقاذ في سنين حكمها الأسود. .
فكلهم أطفال ترعرعوا تحت خط الفقر في ضواحي الخرطوم.
وقد كنا نراهم في إشارات المرور يبيعون كل شيء.
وفي شارع الهوى يحملون سكاكينا يقطعون بها قصب السكر في منظر مخيف.
وهذه هي حياتهم وان عمل الكثيرون منهم في سرقات المنازل ليلا.
فهؤلاء لصوص جوع  لا يمكن مقارنتهم بلصوص الحكومات الكبار و  الذين يسرقون قوت الشعب ليل نهار دون رادع من ضمير وابتداء من اعالي البحار ونهاية بالاسواق يكدسونها مليارات في البنوك الخارجية.
وهؤلاء هم من من يستحقون ضرب ( البلغة) اعزكم الله.
يا اخوانا اللص الذي يخطف شنطه من سيدة هو مجرد لص جعان شأنه شأن ذلك اللص الذي (يتلب الحيطه ) ويسرق الغسيل من الحبل.
او كاللص الذي يدخل المطبخ ويأكل ( ويتلب ويفوت) .
ولا يستحق كل هذا العقاب والضرب المبرح.  كالذي شاهدناه في الفيديو وقبله في فيديوهات كثيرة حيث يتم ضرب اللص ضرب الموت.
وحتي الآن فما زالت حياتنا حياة  رمادة بل أصعب.
وقد قالوا أنَّ سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد عطَّلَ حدّ السرقة وهو قطع اليد في عام الرمادة.
و نجح  في إدارة هذه الأزمة العصيبة التي مرت على المسلمين،
فقد حمل وتحمل مسؤولية الرعية كلها بكل إخلاص وتفان،
وجاع كما جاعوا وصبر كما صبروا،
وعمد إلى ما وصله من مؤونة وأقوات أتت من الأقطار الإسلامية فوزعها على ضحايا القحط وأرسل إلى كل طرف من جزيرة العرب ما يقيتهم به،
حديثي هذا ليس دعوة للانفلات الامني وترك اللصوص في شوارعنا يشرحون ويمرحون.
بل هي دعوة لإصلاح حالهم وتوجيه دعم حقيقي  يصلح  أحوالهم.
مع تسهيل تمكينهم  ببعض المشاريع الصغيرة التي تعينهم في حياتهم.
فالضرب المبرح ليس حلا لهذه المشكلة.
ويمكن إقامة أكشاك صغيرة وجميلة وحضارية في الشوارع ويتم توزيعها على هؤلاء المساكين كما يحدث في مصر القريبة  ودون اهتمام باحتجاجات التجار الذين لا تعجبهم مثل هذه الأكشاك التي تنافسهم في أعمالهم.

[email protected]

‫2 تعليقات

  1. والله انت تستاهل الضرب تدافع عن لصوص وما بال الذين يسرق منهم وتكون هي كل مدخراتهم وكل ما بحوزتهم هل الجوع مبرر للسرقة والنهب وما بال اللذين يتم سرقتهم هل هم متخمين بالشبع والرفاهية! اعقل يا كاتب هذا المقال ليس هناك ما يبرر هذه التصرفات الاجرامية.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..